كمامات بنوافذ تعيد للصم ثقتهم بأنفسهم | | صحيفة العرب

  • 6/14/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أصبح ارتداء الكمامات في كافة أنحاء العالم إلزاميا للوقاية من فايروس كورونا، وهو ما وضع الصم أمام معضلة التواصل مع الآخرين، لكن بعض المصممين أوجدوا حلا يتمثل في صنع كمامة بنوافذ بلاستكية تسهل قراءة الشفاه. كاليفورنيا – شعر الأميركي مايكل كونلي بعزلة أكثر من غيره في الأشهر القليلة الماضية، فهو رجل أصم منعته كمامات الوجه التي يرتديها الجميع للحد من انتشار فايروس كورونا المستجد من قراءة الشفاه ليعلم إذا ما كان أحد يتحدّث إليه. ووجد كونلي، وهو عامل في متحف سان دييغو جنوب كاليفورنيا، نفسه فجأة مقطوعا عن العالم، فهو لم يستطع فهم أو حتى معرفة متى كان الناس يتحدثون إليه. وأخبر زميلته كريس لازيك عما يواجهه، فطلبت المساعدة من صديقتها المصممة إنغريد هيلتون، التي تدير متجر أزياء. وقدمت هيلتون حلا لكونلي عندما التقى بها يتمثل في ارتداء كمامة بنوافذ بلاستيكية حتى يرى فم من يرتديها ويفهم ما يقوله الآخرون له دون أن يعرّضهم لأي خطر. وأطلقت هيلتون مشروعها الخاص تحت عنوان “هابي لاف ماسكس” لتوفير هذه الأقنعة التي تعمل ست شركات ناشئة على تصنيعها أيضا، وأقبلت عليها عائلات الصم وأصدقاؤهم. ويذكر أن 48 مليون أميركي يعانون من الصمم أو ضعف السمع. وقالت المصممة إن أهمية قراءة تعابير الوجه تتجاوز أصحاب الاحتياجات الخاصة، فهي من عناصر الحوار المباشر الأساسية. وتأثر كونلي بالذين اجتمعوا لمساعدته على استعادة ثقته بنفسه وقدرته على التواصل مع الآخرين بسهولة، إذ أنه كان يتردد في الذهاب إلى الصيدلية للحصول على أدويته أو إلى المتجر لشراء مستلزماته. وبقي خارج مطعمه المفضل لمدة 45 دقيقة، متسائلا عما سيفعله إذا سأله نادل عما يحتاجه. لحسن الحظ، تعرفت عليه النادلة بمجرد دخوله وسحبت قناعها على الفور للتحدث إليه. الكمامة ليست عائقا للتواصل الكمامة ليست عائقا للتواصل وكان يحمل معه أوراقا ليكتب له الآخرون ما يريدون أن يقولوا له دون نزع أقنعتهم. وهذا يعني لمس نفس الورق، وهو ما قد يكون أمرا يتردد البعض في فعله، إذ رفض شاب كان يضع له مشترياته في أكياس البقالة ذلك. وقال كونلي، وهو أصم منذ الولادة، إن ذلك أثر على ثقته بنفسه. ويخطط العديد من زملاء كونلي لارتداء أقنعة هيلتون عند إعادة افتتاح المتحف. والتقى مع زميلته لازيك مؤخرا لتجربة نموذج أولي. وقال لها عندما وقفت على بُعد 6 أقدام محترمة المسافة الاجتماعية “لا أجد صعوبة في قراءة شفتيك”، فابتسمت له من خلال قناعها المصمم بنافذة. وأشارت الدكتورة التي تعاني من ضعف السمع آن ماكلنتوش، وهي مؤسسة “سيف إند كلير” بكارولينا الشمالية التي تهدف إلى توفير هذا النوع من الأقنعة، إلى أن بعض المديرين يريدون أن يكون موظفوهم آمنين دون أن يتسبب القناع في إخفاء ابتساماتهم عن الزبائن. وكان قناع مؤسسة “سيف إند كلير” الأول من نوعه الذي لاقى موافقة إدارة الغذاء والدواء. وتم تطويره كأداة تواصل قبل أن يتفشى الوباء، وذلك بهدف معالجة مشكلة واجهها الذين يعانون من عيوب في حاسة السمع، حيث كانوا يجدون صعوبة في فهم الأطباء والممرضين الملثمين في المستشفيات. وتفاقمت المشكلة بسبب الوباء، إذ انتشر استخدام الأقنعة خارج المستشفيات أيضا، مما ضاعف مأساة الصم. وفي قطاع التعليم، يريد مدرسو اللغة الإنجليزية أن يرى تلاميذهم كيفية تحريك الفم لنطق الحروف كما يجب. وترغب المستشفيات والشركات في اعتمادها لتحسين التواصل، وحتى يتمكن الجميع من رؤية ابتسامات العمال.

مشاركة :