بدأت إيران والقوى الكبرى المراحل الأخيرة من المحادثات الماراثونية أمس السبت (4 يوليو/ تموز 2015) وسط مؤشرات إلى احتمال التوصل إلى حل لعدد من أصعب العقبات التي تعوق التوصل إلى اتفاق بشأن برنامج طهران النووي. وبعد خلاف استمر 13 عاماً وأدى إلى تدهور علاقات إيران مع المجتمع الدولي، أعربت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن أملها في التوصل إلى انفراج لإكمال التحقيق المتوقف بشأن سعي إيران في الماضي للحصول على أسلحة نووية. وبشأن الخطوات المعقدة لتخفيف مجموعة العقوبات المفروضة على إيران، وردت مؤشرات إلى أنه وعلى مستوى الخبراء على الأقل، تم التوصل إلى نوع من التفاهم رغم أن المحادثات تواصلت مع اقتراب المهلة الجديدة التي حددت الثلثاء المقبل. وأعلن رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوكيا أمانو أمس (السبت)، بعد زيارة قام بها لطهران، أنه «في ظل تعاون من قبل إيران، أعتقد أنه سيكون بمقدورنا إصدار تقرير بحلول نهاية العام (...) لتوضيح المسائل المتعلقة باحتمال وجود بعد عسكري» للبرنامج النووي. وأكد أمانو «حصول تقدم» مشيراً في الوقت نفسه إلى الحاجة لـ «مزيد من العمل»، وخصوصاً أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستضطلع بدور حاسم في أي اتفاق نهائي من حيث التأكد من احترام إيران لالتزاماتها. وعاد وزير الطاقة الأميركي، إيرنست مونيز وكبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي علي أكبر صالحي إلى طاولة المفاوضات في وقت مبكر من السبت للسعي إلى التوصل إلى اتفاق نهائي. من ناحية أخرى، يبدو أنه تم التوصل إلى نوع من الاتفاق على مستوى الخبراء حول كيفية تخفيف مجموعة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على إيران. وصرح مسئول غربي لـ «فرانس برس» أمس (السبت): «من المحتمل التوصل إلى اتفاق» حول العقوبات الأميركية على إيران، «إلا أنه لم يتم بعد التوصل إلى اتفاق بشأن العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة». وأضاف «لا تزال تجرى مناقشة بعض الاختلافات». وقال مسئول بارز في الإدارة الأميركية «حتى بعد حل المسائل على مستوى الخبراء، ستظل هناك قضايا مفتوحة لا يمكن أن يقرر فيها سوى الوزراء». ومع تزايد الآمال بالتوصل إلى اتفاق، يتوقع أن يعود وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس ونظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير إلى فيينا اليوم (الأحد). ولم يتضح بعد ما إذا كانت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني ستعود إلى العاصمة النمسوية. وقال وزير الخارجية الإيراني، الذي من المقرر أن يلتقي نظيره الأميركي جون كيري في وقت لاحق، إن العالم «أقرب من أي وقت مضى» للتوصل إلى اتفاق كبير. و أرسلت كل من الولايات المتحدة وإيران رسائل تصالحية قبيل الشوط الأخير من مفاوضات البرنامج النووي الإيراني، إذ أشاد وزير الخارجية الأميركي جون كيري بـ «الجهود الصادقة» لجميع الأطراف في حين تحدث نظيره الإيراني محمد ظريف عن «تحديات مشتركة» بينها وخصوصاً محاربة التطرف. وقبل أربعة أيام من المهلة المحددة نظرياً للتوصل إلى اتفاق تاريخي بشأن الملف النووي الإيراني قال ظريف «لم نكن يوماً أقرب من التوصل إلى اتفاق دائم» لكنه حذر من أنه «رغم ذلك فإن الاتفاق ليس أمراً مؤكداً». وفي رسالة مسجلة نشرت على موقع «يوتيوب» تحدث ظريف بالإنجليزية من شرفة الفندق حيث تجرى المحادثات النووية في فيينا، عن فتح آفاق للتعاون في المستقبل في حال توقيع الاتفاق. وأكد ظريف أنه في حال التوصل إلى «اتفاق جيد ومتوازن» فإن هذا يساعد «لفتح آفاق جديدة لمواجهة التحديات المشتركة المهمة». وأضاف الوزير الإيراني في رسالة مدتها أربع دقائق إن «التهديد المشترك اليوم هو تصاعد الخطر المستشري للتطرف والهمجية»، في إشارة واضحة إلى تنظيم «داعش» المتطرف. وقال إن «التهديد الذي نواجهه كلنا، وأقول كلنا لأن التهديد لا يستثني أحداً، يتجسد برجال يرتدون أقنعة يدمرون مهد الحضارة. وللتعامل مع هذا التحدي الجديد، هناك حاجة ماسة إلى انتهاج مقاربات جديدة». وقبيل ذلك أشاد كيري الذي تباحث مجدداً الجمعة مع ظريف، بـ «الجهود الصادقة» التي تبذلها جميع الأطراف المشاركة في المفاوضات بشأن الاتفاق النووي مع إيران. وقال كيري «لدينا بعض القضايا الصعبة، لكن هناك جهود صادقة من قبل الجميع لنكون جادين في ذلك، مع تفهم ضيق الوقت». وتابع أن فرق المفاوضين تعمل «بجد طوال اليوم لإحراز أقصى حد من التقدم... في جهد هادف وبحسن نية من أجل إحراز تقدم. ونحن نحرز تقدماً». وأضاف «لذا، سنواصل العمل حتى الأحد. كلانا يرغب في المحاولة لمعرفة ما إذا كنا نستطيع التوصل إلى نتيجة». وذكر دبلوماسيون روس أنه تمت حتى الآن كتابة 90 في المئة من الاتفاق المعقد المؤلف من 20 صفحة على الأقل مع مجموعة من الملاحق الفنية.
مشاركة :