مع جائحة كورونا (كوفيد 19) بادرت العديد من الجهات الحكومية والخاصة بدعم الجهات الحكومية الأخرى التي تعمل ليل نهار في مواجهة الجائحة من خلال تقديم العديد من الأعمال، سواء الميدانية أو التوعوية أو التبرعات بمختلف أشكالها. ومع الحرص على تطبيق التعليمات الاحترازية بعد العودة للأعمال وجزء من الحياة الطبيعية ازدادت الحملات التوعوية بطرق عدة. إحدى الشركات - وهي شركة أبناء محمد السعد العجلان، المالك للعلامة التجارية (شماغ البسام)، وضمن برامج المسؤولية الاجتماعية لديها - قامت بتشغيل خط إنتاج خاص لإنتاج كمامات بشكل مختلف، يكون من خامة القماش نفسها الخاصة بالشماغ، وقدمت نوعين: باللون الأحمر والأبيض الخاص بالشماغ، واللون الأبيض الخاص بالغترة. وتم صناعتها محليًّا في مصنع الشماغ السعودي بالرياض، وتم توزيع كميات كبيره بالمجان. وكان الغرض منها التوعية بأهمية لبس الكمامة في هذه المرحلة الحرجة التي نمرُّ بها، وحث الناس على لبسها. ورفضت الشركة أن يكون هذا النوع من منتجاتها المرحلية للبيع. وفي موقف غريب، صدمنا جميعًا، شاهدنا مقطع فيديو لأحد المقيمين وهو يرتدي الكمامة الخاصة بلون الشماغ الأحمر، وهو يقف أمام جهاز صراف آلي؛ ليسحب نقودًا، ويفاجَأ بشاب سعودي يتهجم عليه بالتوبيخ أولاً لأنه يلبس تراث السعودية ككمامة، ومن ثم يقوم بالاعتداء عليه وضربه أمام مرأى عدد من المارة، وتم تصويره ونشر المقطع. والغريب هو مستوى فكر هذا الشاب الذي لم يُسئ لنفسه فقط بل أساء لنا جميعًا بضرب الضيف المقيم باعتقاده أن الكمامة من الأشياء غير المحبب لبسها، ويجب أن تلبس من أقمشة خاصة بها. وفي مبادرة رائعة منها، وإيمانًا منها بدورها الوطني في احترام كل من يعيش على أرض مملكة الإنسانية، أعلنت الشركة مبادرتها بتكريم العامل المعتدَى عليه، الذي كان يرتدي كمامة الشماغ، والاعتذار إليه، وأعلنت ذلك من خلال حساباتها في الشبكات الاجتماعية. تُشكر الشركة على مبادرتها بطرح المنتج بالمجان، وعلى مبادرتها بتكريم العامل. وبدورنا نحن السعوديين جميعًا نعتذر لهذا المقيم، ونؤكد أن هذا التصرف المشين لا يمثلنا جميعًا.
مشاركة :