يلجا الكثير من المصريين للخروج إلى الخيم الرمضانية و المقاهي المشهورة بعد الإفطار وحتى السحور. ويبقى حي الحسين المزدحم بوسط القاهرة، والذي يحتوى على معالم تراثية وإسلامية قديمة، الأكثر جذباً للمصريين خلال ليالى رمضان، وخاصة المقاهي التراثية والسياحية الشهيرة مثل "الفيشاوى" و"نجيب محفوظ." ومن أشهر الخيم الرمضانية أيضا تلك الموجودة بالمراكب النيلية والفنادق الكبرى بأنحاء القاهرة وحديقة الأزهر، لكن منطقة الحسين أحد أحياء القاهرة القديمة لها سحر خاص لعشاق الأصالة والتراث والتخت الشرقي الأصيل. وتعتبر" قهوة الفيشاوى" الصغيرة والتي تقع بزقاق ضيق بـ"خان الخليل" هي الأكثر جذباً من مختلف الفئات لهواة التراث الشعبي القديم برمضان، بالإضافة لأنواع المشروبات وإبريق الشاى المعدني القديم والأكواب الشرقية والشيشة بمختلف أنواعها، حيث يزدحم المقهى بالكراسي والطاولات لاستيعاب أكبر عدد من الناس. ويقول الحاج أكرم الفيشاوي الذي يدير المقهى وهو من الجيل السابع من الأحفاد، إن "مقهى الفيشاوى محبب للكثير من المصريين خاصة فى شهر رمضان فمنهم من يعزف على العود و الكمان مستمتعاً بالجو والمكان التراثي الأصيل." ويضيف الفيشاوي في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، أن المقهى يبدأ في الازدحام بعد الإفطار مباشرة وحتى السحور، حيث يستمتع رواده بروح المكان، الذي تخطت شهرته مصر والوطن العربي، رغم من انتشار الكثير من المقاهي المتاخمة لمسجد الحسين، حيث يقف الكثيرون انتظاراً لدورهم." ويشير الفيشاوي إلى أن "الكثير من الشخصيات المشهورة قامت بزيارة المقهى ومن بينهم الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة بطرس غالى والأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسي والشاعر الراحل أحمد رامي والكاتب و الروائي العالمي الراحل نجيب محفوظ والذي كتب الثلاثية بالمقهى، بالإضافة إلى العديد من الأدباء والفنانين و الرؤوساء والوزراء." من جانبه، يوضح إسماعيل فرانكو صاحب محل بازار بجانب مقهى نجيب محفوظ، أن "الكثير من رواد المقهى هم من السياح ولكن لا أحد يمكنه منافسة "الفيشاوى"، موضحا أن "نجيب محفوظ كتب اشهر أعماله والثلاثية الحائز من خلالها على جائزة نوبل بمقهى الفيشاوي." ويذكر، أن مقهى "نجيب محفوظ" افتتح منذ 25 عاماً، إذ كان سابقاً عبارة عن محل خاص بتجارة "العاج و الذهب وقطع الأنتيكا والعملات القديمة" لرجل يهودى يدعي أطان، وبعد رحيل اليهود عن مصر، قامت شركة مصر للسياحة بتشغيل المكان ولكنه لم يحقق النجاح المرجو آنذاك. ويشرح فرانكو أن تحويل المحل إلى مقهى باسم "نجيب محفوظ" حصل بعد فوز الأخير بجائزة "نوبل" للأدب. ويُذكر، أن محفوظ حضر الافتتاح فقط، ووقع على أول عمود بمدخل الفندق.
مشاركة :