سرّ إبقاء الغامديّ وشم العظام والجماجم!

  • 7/5/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تستخدم المرأة – والرجل قليلاً – «الوشم» وهو غرز الجلد بواسطة الإبر ونحوها حتى يسيل الدم، ثم يحشى موضع الغرز بكحل أو أو مداد أخضر أو غير ذلك، فيتلوّن الموضع الموشوم باللون الأخضر أو الأزرق أو الأحمر وغيرها.. كما تستخدم المرأة- غالباً - بعض المواد الكيميائية، والأعشاب الطبيعية التي تغيِّر من لون البشرة.. وقد حرّم الإسلام هذه الزينة على المرأة - والرجل من باب أولى - وعدّها من الكبائر لكونها تثبت ولا تزول ومن ثم تكون من تغيير خلق الله تعالى ولما لها كذلك من أضرار على الجسم منها: إمكانية الإصابة بسرطان الجلد والصدفية والحساسية والالتهاب الحاد وانتقال العدوى بأمراض الالتهاب الكبدي وفيروس الإيدز والزهري.. وقد يصل الأمر إلى التأثير في الحالة النفسية للموشوم فتظهر تغيرات سلوكية في شخصيته.. وقد أحلّ الشّرع للمرأة أن تتزين لزوجها بأنواع الزينة المؤقتة ومنها: الخضاب بالحناء برسومات ونقوشات تزول بعد مدة من الزمن.. وتتفنن النساء في الرسومات والنقوشات فبعضهن ينقش قلباً أو اسم الزوج وغير ذلك.. ويبدو أن الحكم يختلف لدى تنظيم داعش.. فهذا الداعشيّ السعوديّ يوسف عبداللطيف الغامديّ الذي نجحت وزارة الداخلية السعودية في قتله بعد تبادل لإطلاق النار.. وبعد تأمين جثته والتأكد من خلوها من المتفجرات.. وبعد حصر مستلزماته، ومنها: سلاح رشاش.. حزام مليء بالرصاص.. سكين كبيرة في غمدها.. فانيلا سوداء عليها شعار التنظيم.. بعد ذلك وجد وشم في جثته وقد نقش الغامديّ على ساعده الأيمن رسومات على شكل عظام وجماجم.. وشم العظام والجماجم تعبير عن القوة والجرأة والشجاعة.. هذا عند غير الدواعش.. أمَّا عند التنظيم فلا يخفى ما يوحي به هذا الرسم من الشغف بالقتل والفتك وتقطيع الأوصال وتكسير الجماجم.. لكن ما سرّ وجود الوشم في جثة الغامديّ؟ وما سرّ إبقائه على الوشم في ساعده الأيمن.. هل لأنّه ليس محرماً عند الداعشي؟! .. قد نجد إجابة على السؤال الأول وهو أن الغامديّ كان وفق التحقيقات السعوديّة من أرباب السوابق.. فقد كان يلقَّب بـ «يوسف البرقة» وكان معروفاً لدى الجهات الأمنية بالطائف بكثرة سوابقه بارتكابه قضايا أخلاقية وتعاطي مسكرات ومخدرات واعتداء على أفراد الشرطة.. لكن إن ذهبنا مع الغامدي في روايته أنه - حسب قوله - التزم والتحق بالتنظيم.. فلماذا أبقى على هذا الوشم وقد تقرر في حكم الشرع كون الوشم الثابت من الكبائر التي حرّمها الله على المسلمين؟! قد يكون الجواب المنطقي أنّ للوشم حكماً مختلفاً لدى داعش ما داموا ينظرون إلى غيرهم على أنهم مرتدون أو منافقون أو ضالون..! أو ربما يكون الجواب أنّ الوشم قد لاقى هوىً لدى الغامديّ ما دام أنه رسمٌ للجماجم والعظام.. فقد يروي ظمأه في عشق القتلّ! أو يكون الجواب الأقرب أن الغامدي الذي ذهب إلى أنّه بدأ حياة الالتزام والإيمان بالتحاقه بالتتنظيم الداعشي «لم يكن إيمانه قد اكتمل»!

مشاركة :