شهدت مدن عدة في العالم، أمس الأحد وليلة السبت، للأسبوع الثاني على التوالي، تظاهرات دعم لحركة «حياة السود مهمة»، احتجاجاً على العنصرية بعد وفاة الأمريكي الأسود جورج فلويد في الولايات المتحدة، وكذلك على عنف الشرطة في بلدان المتظاهرين، وضد رموز الاستعمار وتجارة الرق. اليابان فقد سار آلاف اليابانيين، أمس الأحد، في العاصمة طوكيو وهم يحملون لافتات حركة «حياة السود مهمة». وقال أحد منظمي المسيرة واسمه ميتسواكي شيدارا: إن هناك الكثير من قضايا التمييز في اليابان، لكن يتم غض النظر عنها. وأشار إلى عناصر تفرق المجتمع الإنساني في اليابان مثل القومية والنوع والدين ولون البشرة. وقالت اليابانية ميو كوساكا من أبوين ياباني وصينية، إنها تعرضت للتمييز طوال سنوات بسبب جنسية أبويها في اليابان والصين. نيوزيلندا تظاهر آلاف النيوزيلنديين، أمس الأحد، في اوكلاند وولينجتون. وتوجه المتظاهرون في المدينة الأولى إلى القنصلية الأمريكية؛ حيث جثا المحتجون على ركبة واحدة وأعربوا عن مشاطرتهم الحركة الاحتجاجية الأمريكية بدقيقة صمت. وفي العاصمة ولينجتون، توجه المتظاهرون إلى مقر البرلمان وهم يهتفون «حياة السود مهمة»، ورفعوا لافتات تعتبر العنصرية هي الجائحة التي تستحق المكافحة. لندن في لندن جرت اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين يمينيين متطرفين تجمعوا في وسط المدينة لتحدي المحتجين على العنصرية. وظهر في لقطات بثها التلفزيون مشاغبين يوجهون ضربات ويرشقون بزجاجات وقنابل دخانية رجال الشرطة، واشتباكات بينهم وبين المحتجين في التظاهرة الأخرى. ودان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، العنف، وقال: «لا مكان للبلطجة العنصرية في شوارعنا». وقالت الشرطة إنها اعتقلت أكثر من مئة شخص في العاصمة، بينما أصيب ستة شرطيين بجروح طفيفة. باريس واعتقلت الشرطة متظاهرين في باريس وليون ، مستخدمة الغاز المسيل للدموع بعدما رشقها محتجون بمقذوفات. ودعا إلى التظاهرة في باريس، تجمع يطالب بالعدالة لأداما تراوري الشاب الأسود الذي توفي، بينما كان معتقلاً لدى الشرطة في 2016. ودعت منظمة العفو الدولية في بيان إلى «إصلاح ممارسات الشرطة الممنهجة في فرنسا». واحتشد عشرات من رجال الشرطة بسيارات دورياتهم في ساحة قوس النصر في باريس مساء السبت لليوم الثاني على التوالي. وقد ألقوا الأصفاد أرضاً تعبيراً عن احتجاجهم على تصريحات وزير الداخلية كريستوف كاستانير التي قال فيها ان الشرطيين «فشلوا في القيام بواجباتهم الجمهورية».وصرح بروت يون ماراس ممثل اتحاد الشرطة، بأن «زملائي شعروا بالإحباط وبأن الوزير المشرف عليهم تخلى عنهم». إرث الاستعمار والعبودية وفي مدينة ميلانو الإيطالية، قام مجهولون مساء السبت، بتخريب تمثال لتكريم الصحفي إيندرو موتانيللي (1909-2001) في حديقة تحمل اسمه، ورشقوه بدهان أحمر. وكتب بدهان أسود على قاعدة التمثال «عنصري مغتصب». وقالت الشرطة الأسترالية إنها اعتقلت امرأتين الأحد في سيدني بعدما شوهتا تمثالاً للمستكشف البريطاني جيمس كوك، قبطان أول سفينة غربية تصل إلى الساحل الشرقي لأستراليا. وتعرضت تماثيل من سيسل رودس في إنجلترا إلى كريستوفر كولومبوس في الولايات المتحدة والملك ليوبولد الثاني في بلجيكا إلى هجمات في الأسابيع الأخيرة في أنحاء العالم. سويسرا وفي عدد من مدن سويسرا، جرت مسيرات ضمن آلاف الأشخاص، أكبرها في زيوريخ؛ حيث تظاهر عشرة آلاف شخص وهم يرتدون لباساً أسود. وقد ساروا إلى وسط المدينة وهم يرددون «العنصرية أيضاً وباء». وقالت الشرطة إن شرطياً جرح عندما بدأ مئات الناشطين اليساريين إلقاء مقذوفات، بينما تم اعتقال عدد من الأشخاص. أستراليا تظاهر آلاف في العديد من المدن في عطلة نهاية الأسبوع الثانية على التوالي . وجرى أكبر هذه التجمعات في بيرث عاصمة ولاية غربي أستراليا.ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها «أوقفوا الموت في الاحتجاز» و«أستراليا البيضاء توقفوا عن الكذب على أنفسكم»، في إشارة إلى وفاة أكثر من 400 من السكان الأصليين في التوقيف في العقود الثلاثة الماضية. سفارة أمريكية تتضامن علقت السفارة الأمريكية في عاصمة كوريا الجنوبية سيؤول، لافتة ضخمة تحمل عبارة «حياة السود مهمة» (بلاك لايفز ماتر) على مبنى بعثتها ونشرت صورة لها على «تويتر»، وذلك تأييداً لحملة مناهضة للعنصرية في جميع أنحاء الولايات المتحدة. وأعاد السفير الأمريكي لدى كوريا الجنوبية هاري هاريس نشر الرسالة، وأضاف: «الولايات المتحدة دولة حرة ومتنوعة... نكتسب قوتنا من هذا التنوع». (وكالات) جداريات داعمة للحركة المناهضة للعنصرية في تورونتو قام 40 فناناً بزيارة «جرافيتي آلي»، وهو زقاق في وسط مدينة تورونتو الكندية يشتهر برسومه الجدارية المتعددة الألوان، مع رسوم وصور تكرّم الحركة المناهضة للعنصرية «بلاك لايفز ماتر»(حياة السود مهمة). وتتناقض هذه اللوحات الجدارية التي نفذت حديثاً بمستويات مختلفة من الأسود والرمادي،مع الألوان الزاهية للّوحات الأخرى الموجودة في هذا الزقاق السياحي الشهير الذي يقع في جنوب أكبر مدينة في كندا. وتمثل الرسوم شخصيات بارزة من المجتمع الأسود مثل مالكوم إكس ومارتن لوثر كينج وضحايا وحشية الشرطة وعنفها. ومن بين هؤلاء جورج فلويد وهو أمريكي من أصل إفريقي تسببت وفاته الشهر الماضي على أيدي شرطة منيابوليس في موجة غير مسبوقة من التظاهرات في الولايات المتحدة وحول العالم. وهذا المشروع هو «تظاهرة سلمية»، تهدف إلى «رفع مستوى الوعي» و«إظهار دعم» الفنانين للحركة المناهضة للعنصرية.(أ.ف.ب)
مشاركة :