مليارات من البشر يعيشون على كوكب الأرض، مليارات من البشر يعيشون على كوكب الأرض على اختلاف ألوانهم وديانتهم وأشكالهم ولغتهم، مليارات من الرحلات المتجهة إلى وجهة واحدة تحت الثرى أو فوق الثرى أو في البحر أو في النهر أو في كهف أو تحت لهيب النار أو بيت من الصفيح أو إلى وجهة أخرى، رحلات تجاوزت عددها أكثر من سبعة مليارات من الرحلات دون توقف، وعدد الرحلات بحالة تزايد، تختلف مدة كل رحلة حسب ما هو مكتوب لها لكن البداية من البكاء ومن ثم الفرح ببداية الرحلة لا أعلم لماذا يبكي الطفل عند ولادته ربما نخسه الشيطان أو التنفس لأول مرة. يقولون: (العمر هو الشيء الوحيد الذى كلما زاد نقص). مليارات الرحلات لا تتقاطع أو تتصادم أو تتوقف ولا تستعين ببرج مراقبة أو أقمار صناعية إنها قدرة الإلهية. محطات في طريق رحلة الإنسان في الحياة لا يتوقف عندها بل يمر عليها لتبدأ المحطة الثانية، محطات تتخلف فيها قوة الإنسان الجسدية والعقلية، محطات لا يستطيع الإنسان أن يعيش العمر كله في المرحلة التي يحبها فليست من خياره، فهذا قدره وهذه رحلة حياته التي ربما يتوقف قلبه في مرحلة الضعف أو القوة أو الشيخوخة. قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (لقمان: 34). من كرم الله على الإنسان أنْ منحهُ العقل والقدرة على التفكير وفضلهُ بذلك عن باقي الكائنات الحيةِ، فإذ اذهب العقل ذهب معه كل شيء. مرحلة القوة محطة قوة الإنسان هي المرحلة التي يتصرف بها بحكمة ودراية أو تهور وضياع، مرحلة يكثر فيها الخير والشر، مرحلة الأمانة والغش، مرحلة العطاء والإخلاص والتصرفات الإنسانية. مرحلة البناء والهدم، مرحلة النكد والحب، مرحلة بناء السمعة الطيبة أو السيئة، في هذه المحطة وقطار العمر يمضي قدماً تذكر إنك ستصل -بإذن الله- إلى محطة الشيخوخة والضعف أو ربما يتوقف قطار العمر لتنزل حيث هي النهاية. مرحلة الشباب مرحلة القوة محطة الإنسان فيها في أوج عطائه وعز طاقته وقدرته العقلية والجسمية والنضج، فكن إنساناً بغض النظر عن لماذا سمي الإنسان إنسانًا، أسباب كثيرة لهذه التسمية، ومنها هو مأخوذ من النسيان أو اشتقاق الإنسان من الأُنسِ أو اشتقاق الإنسان من الإيناس أو اشتقاقُه من النَّوْس أو ربما لا أسباب أخرى. كن إنسانًا في تعاملك مع الآخرين خصوصًا الأقربين، ألا تعلم أن الدين المعاملة، السلوك التصرفات، الأمانة الاحترام، والتقدير الصدق والطاعة ومجموعة أخرى من القيم الإسلامية والإنسانية. وفي الختام في كل محطة تمر بها وتتجاوزها أترك اثرًا طيبًا يتناقله من بعدك الأجيال، والتاريخ شاهد على القصص الإنسانية التي ملأت الدنيا. التاريخ يمجد الإنسان العالم والمؤرخ والطبيب والمخترع والشاعر والروائي والقاص وأصحاب الأيادي البيضاء، التاريخ يمجد الإنسان الذي تعامل بإنسانية مع الآخرين.
مشاركة :