فيروس كورونا: قصة الرجل الذي يبيع 700 مليون شطيرة في العام وكيف تأثر بالوباء

  • 6/15/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

باتريك كوفيني، أحد قادة الأعمال، والمدير التنفيذي لمجموعة الأطعمة الجاهزة "غرينكور". يمثل الحجر المنزلي بسبب فيروس كورونا مشكلة بالغة الأهمية لأكبر شركة بريطانية لإنتاج الشطائر المغلّفة؛ فقد شهدت غرينكور فجأة انخفاضا هائلا في أعداد الزبائن، بعد أن بات مطلوبا من الجميع -ما عدا العاملين في القطاعات الحيوية- المكوث في المنزل منذ 23 مارس/آذار. وبين عشية وضحاها، لم يعد هناك أحد تقريبا في المكاتب وغيرها من أماكن العمل في المملكة المتحدة ليخرج وقت استراحة الغداء ويبتاع الشطائر التي تحمل العلامة التجارية للشركة من المتاجر الرئيسية والمقاصف. ونتيجة لذلك، تقول غرينكور إن خدمة الطعام الجاهز للتوصيل، الذي يغلَّف ويؤكل خارج المطعم، والتي كانت تبيع في الظروف العادية نحو 700 مليون شطيرة في العام، إضافة إلى السلطات والسوشي، شهدت انخفاضا في المبيعات بنسبة 70 في المئة على مدى شهر ونصف بعد قرار الإغلاق. مصدر الصورةGetty ImagesImage caption الشركة تزوّد معظم المتاجر الرئيسية البريطانية بالشطائر ويقول باتريك، الذي يتولى إدارة الشركة التي تتخذ من دبلن مقراً لها: "إن فترة تفشّي وباء كورونا هي فترة من التشكك غير المسبوق". وفي مقابلة مع هيئة الإذاعة الأيرلندية آر تي إي، قال باتريك إن الأزمة الحالية جعلت القلق بخصوص خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكسيت) "يبدو تافهاَ للغاية". فيروس كورونا: كيف قدّم لاجئ فلسطيني في لندن وجبات غذائية مجانية لأفراد الأطقم الطبية في زمن الإغلاق؟ وتجاوباً مع تفشّي فيروس كورونا، أغلقت غرينكور ثلاثا من منشآتها الـ 16 في المملكة المتحدة، وسرّحت أربعة آلاف من موظفيها البالغ عددهم 11500. كما قام باتريك وزملاؤه في مجلس إدارة الشركة بخفض رواتبهم الشخصية بنسبة 30 في المئة. يقول باتريك إنه فخور بمن تبقّى من موظفيه الذين يعملون على إعداد الشطائر التي وزّع الآلاف منها مجانا للعاملين في النظام الصحي في 20 مستشفى في بريطانيا. ويضيف: "موظفونا يعملون على مدار الساعة لضمان تزويد الزبائن والعاملين في الخطوط الأمامية في التصدي للوباء بطعام طازج وبجودة عالية". وينتمي باتريك، 49 عاماً، إلى عائلة أيرلندية عريقة. وكان والده وزيراً في الحكومة خلال عقد التسعينيات. أما شقيقه سايمون فهو نائب رئيس الوزراء الأيرلندي الحالي. مصدر الصورةGetty ImagesImage caption سايمون، الشقيق الأصغر لـباتريك، وهو نائب رئيس الوزراء الحالي في جمهورية أيرلندا وحصل باتريك بعد إتمامه الدراسة الثانوية على شهادة في التجارة من كلية كورك الجامعية، قبل أن يلتحق بجامعة أكسفورد لدراسة الماجستير في العلوم الإدارية. وكان في كلا الجامعتين لاعبًا لرياضة الرغبي، والتي يقول إنها ساعدته في التعرف على "أهمية البناء والعمل في فرق متميزة ورائعة". وبعد تخرجه من أكسفورد، قضى باتريك عشر سنوات في شركة ماكنزي للاستشارات الإدارية، قبل أن يلتحق بشركة غرينكور عام 2005 كمدير مالي. وأُنشئت غرينكور عام 1991 بعد خصخصة شركة السكر الأيرلندية التي كانت في الماضي مملوكة للحكومة. وتحولت الشركة إلى تجارة الأطعمة عام 2001 قبل أن تودّع بشكل نهائي تجارة السكر عام 2006. وفي عام 2011 حوّلت الشركة إدراج أسهمها من سوق الأسهم الأيرلندية إلى لندن. ويتركز معظم عمل غرينكور في إعداد الشطائر، لكنها تنتج أيضاً تشكيلة من الوجبات المثلجة، كل شيء من أطباق الكاري والطواجن إلى الشوربات والفطائر. وتقول الشركة إن مبيعات هذه المنتجات خلال الأسابيع الستة الأولى من الحجر المنزلي كانت أعلى من نظيراتها في الفترة ذاتها من العام الماضي، إذ كان أناس أكثر يطهون طعامهم في البيت. غير أن الزيادة كانت بنسبة خمسة في المئة فقط. ويشكّل فيروس كورونا تحدياً أمام شركة غرينكور، لكنه على كل حال ليس أولى المشكلات الكبرى التي يواجهها باتريك بصفته مديرا للشركة؛ ففي عام 2008 وبعد ثلاثة أشهر فقط من ترقّيه للمنصب، تم الكشف عن تزوير مبلغ 15 مليون جنيه استرليني في أحد فروع الشركة في اسكتلندا. وفي واقعة التزوير هذه، طرد باتريك ثلاثة من كبار مديري الشركة. وقد كانت تلك الفترة كما يقول "أصعب اللحظات" في حياته المهنية، وهي تجربة جعلته "أقوى وأكثر عزمًا كشخص وكقائد". ويرى نِك ويدوسون، الخبير في مبيعات التجزئة، أن المستقبل يحمل في طياته تحديا كبيرا أمام غرينكور وغيرها من شركات الأطعمة الجاهزة. هذا التحدي يتمثل في الحدّ من التغليف البلاستيكي للأطعمة أو استبداله تماما. ويضيف: "تزويد المستهلكين بمنتجات محلية وأصلية وطازجة، مع تغليف قادر على البقاء لفترة أطول سيكون أمرا جوهريا بالنسبة لأي جهة منتجة للأطعمة الجاهزة تسعى لتلبية التوقعات المتغيرة لمستهلكيها".مصدر الصورةBRIAN PICKERINGImage caption الشركة أغلقت ثلاثا من منشآتها في بريطانيا بشكل مؤقت ويتفق باتريك مع هذا الرأي قائلا: "قبل عامين كان يمكنني الدفاع عن التغليف بأنه يطيل حياة الأطعمة، لكن العالم تغير وبات ينظر إلى البلاستيك كمشكلة ولهذا نحتاج إلى البحث عن بدائل أفضل للبيئة". وبينما ستكون عائدات وأرباح غرينكور عام 2020 حتماً أقل من عام 2019 والذي بلغت فيه 56.4 مليون جنيه استرليني، تقول الشركة إن مبيعاتها من الشطائر المغلفة بدأت في التعافي الآن في الأسابيع الأخيرة بعد أن بدأ أناس أكثر يعودون للعمل. وتقول الشركة إن استطلاعا للرأي شمل 7000 من الزبائن وجد أن الكثيرين يشعرون "بالملل والإحباط" من اضطرارهم لتحضير وجبات غدائهم في البيت. يقول باتريك: "تلعب غرينكور دورا في غاية الأهمية في توفير الطعام في المملكة المتحدة، ويوجد لدى العاملين في غرينكور في كافة مواقعهم شعور قوي بالالتزام، ويتمتعون بالمهارة، والمعنويات المرتفعة، والتصميم على القيام بهذا الدور". يمكنك قراءة الموضوع الأصلي على موقع BBC Business .

مشاركة :