بيروت – الوكالات: تظاهر المئات في لبنان السبت، في ثالث يوم من الاحتجاجات التي شابتها أعمال عنف، رفضًا للواقع الاقتصادي المتردي وتنديدًا بالطبقة السياسية الحاكمة. وفي مدينة طرابلس الشمالية، أسفرت اشتباكات بين المتظاهرين والجيش اللبناني عن أكثر من 120 اصابة، بحسب الصليب الأحمر وأجهزة الإسعاف المحلية. ويشهد لبنان أسوأ أزمة اقتصادية منذ عقود، تتزامن مع نقص في السيولة وتوقّف المصارف عن تزويد المودعين بأموالهم، خاصة تلك المودعة بالدولار الأمريكي. وتظاهر عشرات الاشخاص في وسط بيروت سلميا، مستعيدين شعارات الحراك الاحتجاجي الذي انطلق في 17 أكتوبر 2019 وأدى إلى استقالة الحكومة السابقة بعد أقل من أسبوعين. وتشكلت حكومة جديدة برئاسة حسان دياب في يناير، فيما تراجعت وتيرة الاحتجاجات لاحقًا بعد تسجيل إصابات بوباء كوفيد-19 في لبنان. وقالت نعمت بدرالدين التي كانت تشارك في التظاهرة في ساحة رياض الصلح في وسط العاصمة: «نحن هنا كي نطالب بحكومة جديدة مؤقتة بصلاحيات تشريعية استثنائية تضع قانونا انتخابيا عادلا يضمن صحة التمثيل النيابي ثم نتجه إلى فرز طبقة سياسية جديدة». واعتبرت أنّ هذه الحكومة «تبنت نفس السياسات» الاقتصادية والاجتماعية للحكومات السابقة. ونظّم متظاهرون آخرون لونوا وجوههم بالأبيض وارتدوا الأسود، مأتمًا رمزيًا «لشعب» تصرّ الطبقة السياسية على «دفنه»، بحسب ما قالت الناشطة باولا ربيز. وأضافت: «أردنا إرسال رسالة قوية لإحياء الحركة الثورية».وتجمّع محتجون أيضًا في مدينة صيدا وبلدة كفر رمان في جنوب البلاد، داعين إلى رحيل الطبقة السياسية بمكوناتها كافة. ومساءً، قطع متظاهرون غاضبون طريقًا رئيسيًا يربط بيروت بالجنوب. ويطالب العديد من المتظاهرين بإقالة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، لاتهامهم إياه بالتواطؤ مع السلطة السياسية الحاكمة وبالتقصير في ظل تراجع قيمة العملة المحلية. وتخطى سعر صرف الليرة اللبنانية خلال هذا الأسبوع عتبة الخمسة آلاف في مقابل الدولار الواحد قبل أن يتراجع السبت إلى أربعة آلاف غداة اجتماعات حكومية. رسميا، سعر الصرف مثبّت في لبنان عند 1507 ليرات منذ عام 1997. من جانبه، ندد حسان دياب في كلمة نقلت مباشرة عبر الهواء السبت، بما وصفه بـ«مؤامرة التلاعب» بالليرة اللبنانية وبما قال إنّها «حملة مبرمجة تنظمها جهات معروفة».وأضاف أن حكومته أرادت «أن توقف مسلسل ابتزاز الدولة والناس». وفيما تعهد بمكافحة «شرسة» للفساد، ندد بما اعتبره محاولة «الانقلاب على انتفاضة 17 تشرين الأول وحكومته». ويُتوقع أن تلامس نسبة التضخم في لبنان خلال العام الحالي نسبة 50%، بينما يعيش نحو 45% من سكانه تحت خط الفقر وتعاني أكثر من 35% من قوته العاملة من البطالة. وفي طرابلس (شمال)، اعترض متظاهرون السبت مسار شاحنات كانت متجهة إلى سوريا، اشتُبه في أنها تهرّب مواد غذائية، وفق ما نقلت مراسلة فرانس برس. وأطلق عناصر من الجيش أعيرة مطاطية لإفساح المجال أمام عبور الشاحنات. وقالت المديرية العامة للجمارك في بيان إنّ «هذه الشاحنات تنقل مساعدات من مادة السكر وغيرها لصالح الامم المتحدة والصليب الاحمر الدولي من ضمن برنامج الامم المتحدة الغذائي». وأكد برنامج الأمم المتحدة الغذائي في بيان صدر مساءً أن 39 شاحنة كانت متجهة إلى سوريا لنقل مساعدات إلى السكان الاكثر فقرًا هناك.
مشاركة :