صحيفة المرصد : شيعت جموع غفيرة بعد صلاة الفجر اليوم في جامع الراجحي بحي النسيم بمكة، شهيد الوطن "عوض بن سراج العاصمي المالكي"، حيث اكتظ المسجد بالمصلين، وتقدم المصلين على الشهيد الأمير سعود بن جلوي وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة للشؤون الأمنية، ومدير شرطة منطقة مكة المكرمة اللواء عبدالعزيز الصولي، ومدير شرطة محافظة الطائف العميد عبدالرحمن بن سالم الثمالي، ومدير الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة العميد سامي الجدعاني، وعدد من الضباط ومسؤولي إمارة منطقة مكة المكرمة، كما تواجد زملاؤه في العمل ومسؤولون في إمارة منطقة مكة ومحافظة الطائف وقيادات أمنية رفيعة المستوى، وأسرة الشهد وشيخ قبيلة العاصمي وأبناء قبيلته، في منظر يعكس تلاحم القيادة الرشيدة مع كل شهيد يقتل في سبيل الذود عن وطنه الذي قدم أغلى ما يملك فداء له. ودُفن الشهيد عوض المالكي في مقبرة الشرائع بحضور وكيل إمارة منطقة مكة الأمير سعود بن جلوي وجميع القياديين والضباط وزملاء الشهيد وجموع غفيرة تخطى عددهم المئات. وبعد الدفن قدم وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة العزاء لوالد الشهيد وأبنائه وحضن الصغير وواسى الكبير من أبناء الشهيد، وعم التأثر المعزين، وأصبحت ملحمة في تقديم العزاء؛ فالكل يعزي الآخر في منظر يفخر به كل مواطن في مشهد يؤكد قوة التلاحم والتآلف بين حكومة خادم الحرمين الشريفين وبين مواطنين قدّموا أجمل التضحيات في دحر كل آثم ومعتدٍ، وحماية البلاد والعباد من شرور الفجار. وقال الأمير سعود بن جلوي بصوت مرتفع إن "عوض" ليس ابنك وحدك بل ابن الوطن وابننا جميعاً ونحن نعزي أنفسنا في فقيدك وهو فقيدنا جميعاً، ونحن فخورون بشجاعته، حيث استشهد وهو يدافع عن وطنه وجميع المواطنين، وما هو بغريب عن أبناء الوطن المخلصين لدينهم ووطنه وملكهم. وقال والد الشهيد "سراج": قبل أن تعزوني هنئوني على كرم الله أن اختصه من بين عباده بالشهادة في دحر أعداء الدين، وأنا فخور بشجاعة ابني بعد تضحيته ومبادرته وأخذ العزم والحزم في الموقف، وفدى بروحه حتى لا ينجح الأعداء في تنفيذ مخططهم الضال وإزهاق مئات الأرواح البريئة من إخوانه المواطنين. ثم طلب والد الشهيد من وكيل الإمارة قبول ابن الشهيد "هتان" الذي تخرج من الثانوية وهو على خطى أبيه لخدمة دينه ووطنه، وشكره على تقديم واجب العزاء، وشكر جميع الحضور على مشاعرهم النبيلة تجاه ابنه، قال: الله يحمي بلادنا من كيد الكائدين وغدر الغادرين، وأسأل الله أن يدمر كل من خطط لهذا العمل الجبان، فقاطعه الأمير قائلاً: أبشر. وقال والد الشهيد وفقا لموقع "سبق": إن ابني ليس فقيدي فقط، بل فقيد المملكة العربية السعودية. وأضاف: يستشهد ابني ولا يموت مئات المواطنين، وهو فداء للوطن والمواطن والملك والصغير والكبير. وأردف: تلقيت خبر وفاة الشهيد صباح يوم الجمعة، ولم نتأكد لأن النبأ متضارب، حيث قال البعض إنه مصاب وذهبت من مكة المكرمة إلى محافظة الطائف، وتأكدت من خبر وفاته، وبعد ذلك إلى المستشفى لإنهاء إجراءات الدفن، وما حصل لابني مقدر ومكتوب من رب العالمين، وأنا راضٍ بحكم الله وقدره والحمد لله. وأما شعور أم الشهيد فهي الآن تتلقى العلاج في المستشفى بعد تعرضها لغيبوبة من آثار الصدمة، وهي مصابة بالضغط والسكر، ونسأل الله أن يشفيها ويعيدها لنا سالمة. وشكر والد الشهيد كل رجال الأمن على ملاحقتهم الفئة الضالة، وأخذ ثأر ابني وثأر الوطن في خلال أقل من 24 ساعة، والحمد لله كله بتوفيقه، ثم حسن المقدرة الأمنية التي دعمت من حكومتنا الرشيدة. أما الحالة الاجتماعية لابني الشهيد فلديه زوجتان إحداهما حامل، وله خمسة أبناء وأربع بنات، ويسكن في منزل شعبي، والحمد لله كما يملك سيارة اشتراها بـ 120 ألفاً استقلها المجرمون وأتلفت بعد تعرضهم لحادث انقلاب، وخدم أكثر من 31 سنة في وزارة الداخلية، وعليه ديون ومبالغ مستحقة والعوض من الله. وفي نهاية الحديث مع والد الشهيد غاب عن الوعي لثوانٍ، وكاد يسقط لولا عناية الله ثم وجود أبنائه المحيطين به، وأمسكوا به والحمد لله أنه عاد لوعيه. وقال مدير شرطة منطقة مكة المكرمة اللواء عبدالعزيز الصولي: أحسن الله عزاء ذوي الفقيد وعظم الله أجر كل مواطن في شهيد الوطن، وليس بغريب أن يقدم رجل أمن أغلى ما يملك وهي نفسه في سبيل القضاء على الفكر الضال والمتطرف. وأضاف: ومن هذا المنبر أقول رجال الأمن يقدمون كل التضحيات ويرسمون أحسن صورة ومثال الشجاعة والقوة، وقدم الشهيد موقفاً شجاعاً ومشرفاً يفخر به كل مواطن. وشكر اللواء "الصولي" خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد وولي ولي العهد على كل ما هو في صالح الوطن والمواطن. وتابع: كلنا ثقة في رجل الأمن والمواطن كذلك، وأقول كما قال الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمة الله عليه- المواطن رجل الأمن الأول، وليس بغريب على الشعب السعودي الترابط والتلاحم، وينفي كل ما هو دخيل على هذا الوطن المعطاء، وبالتالي تجدنا كتلة واحدة ضد كل عمل إرهابي وإجرامي.
مشاركة :