الدوحة - قنا : عقدت جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي ندوة اليوم، عن بعد بعنوان "واقع وآفاق الترجمة في كوريا من وإلى العربية" بمشاركة عدد من الأكاديميين والمترجمين الكوريين والعرب. وأدار الندوة الدكتور عمرو عثمان أستاذ في التاريخ الإسلامي في قسم العلوم الإنسانية بجامعة قطر، فيما قدم الدكتور موسى جوندو كيم بروفيسور اللغة والثقافة العربية بجامعة ميونغ جي مداخلة بعنوان "تجربة كوريا في الترجمة إلى العربية والعكس (طبيعة الجهود الرسمية والفردية)" تطرق فيها إلى تاريخ حضور اللغة العربية في كوريا. وأشار جوندو كيم إلى أن العربية دخلت إلى كوريا منذ العام 1965، عندما تأسست أقسام اللغة العربية والترجمة من الكورية إلى العربية وبالعكس حتى وصل عددها إلى 6 أقسام في خمس جامعات كورية حاليا، يتخرج فيها حوالي 220 طالبا سنويا.. معتبرا أن الترجمة في كوريا لا تزال في قيلولة وينبغي السعي نحو إنعاشها كونها أساس التبادل الثقافي بين الشعوب. وتناول جهود وزارة الثقافة الكورية في تحسين صورة كوريا في الخارج حيث اهتمت بترجمة الحضارة والثقافة الكورية إلى العربية حتى وصل عدد حملة الدكتوراه في العربية 45 كوريا، مطالبا بضرورة بذل الجهود الرسمية والفردية لرفع نسبة الترجمة من العربية إلى الكورية. وثمن اختيار اللغة الكورية من قبل جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في دورتها الحالية، معتبرا أن ذلك بمثابة هدية كبيرة للشعب الكوري وفرصة ثمينة لفتح باب تذوق جمال اللغة العربية للكوريين. من جانبه، استعرض الدكتور لي عن سوب رئيس تحرير مجلة كوريانا النسخة العربية بجامعة هانكوك للدراسات الأجنبية في مداخلته "تجربته الشخصية في عملية الترجمة من وإلى الكورية" قراءة إحصائية في حجم المترجم من الكورية إلى العربية وبالعكس، لافتا إلى أن الدارسين يميلون إلى الترجمة الشفوية بسبب ارتفاع المردود المادي عن الترجمة التحريرية، داعيا المؤسسات الرسمية إلى ضرورة دعم الترجمة التحريرية ماديا ومعنويا. وتحدث عن تجربته الشخصية في جمع فريق من المترجمين للعمل معا في ترجمة بعض الأعمال العربية إلى أن صدرت مجلة كوريانا التي يترأس تحريرها وهي مجلة تابعة لوزارة الخارجية تتناول 11 لغة وتعد العربية سابع هذه اللغات التي تترجم لها فنون وحضارة وثقافة الكوريين، بالإضافة إلى الجهود في عدد من المبادرات، منوها بأنه ترجم من الكورية إلى العربية 3 كتب عامة و26 كتابا أدبيا وأن هذا الرقم لا يكفي للتعريف بالحضارة الكورية. من جهتها، تناولت الدكتورة نبيلة يون أون كيونغ رئيسة قسم اللغة العربية جامعة هانكوك للدراسات الأجنبية في مداخلتها بعنوان "مجالات الترجمة في اللغة الكورية (الأدب العلوم الإنسانية) حجم الإقبال على قراءة الأعمال المترجمة من العربية" مؤكدة أهمية التعاون بين العالمين العربي والكوري لازدهار الترجمة. ولفتت إلى أن حركة الترجمة في كوريا تشهد في الآونة الأخيرة نموا هائلا، مبينة أن عدد الأعمال الأدبية المترجمة من العربية إلى الكورية بلغ 30 كتابا ومن الكورية إلى العربية بلغ 40 كتابا. واعتبرت أن عدد الأعمال الأدبية المترجم من العربية إلى الكورية مازال قليلا مقارنة مع عمق الحضارة العربية وتاريخها، كما دعت إلى التعاون بين الكوريين والعرب لتعزيز دور الترجمة. من جانبه، تحدث الباحث الأردني محمد قوابعة وهو يحمل درجة الماجستير في اللغة الكورية عن الصعوبات التي تواجه المترجم العربي في اللغة الكورية، سواء كانت صعوبات لغوية شكلية أو ثقافية، مشيرا إلى أن اللغة الكورية تختلف في بنائها الصرفي عن اللغة العربية من حيث كونها لغة لاصقة تضاف اللواحق إلى الجذور. وأشار إلى أنها تختلف في طريقة بناء الجملة والأعداد وغيرها مما يشكل عقبة كبيرة للمترجم إذا لم يتقن اللغتين معا، بالإضافة إلى كون اللغة الكورية فيها ما يعرف بالهانجا وهي كلمات وحروف صينية دخلت اللغة الكورية فيقع المترجم في حيرة كبيرة مما يترتب عليه ضرورة معرفة المترجم العربي للغة الصينية، بالإضافة إلى معرفته باللغة الكورية. وبدورها، عرضت الدكتورة حنان الفياض المستشارة الإعلامية لجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي أهداف الجائزة ورؤيتها وآلية توزيع القيمة المالية السنوية، بالإضافة إلى فئات الجائزة وأهمية اختيار اللغة الكورية كواحدة من اللغات الخمس في فئة الإنجاز لهذا الموسم السادس، وبينت جهود الجائزة أن وجهت اهتمامها هذا الموسم، 2020، إلى اختيار اللغة الفارسية كلغة رئيسة ثانية إلى جانب الإنجليزية، واختيار خمس لغات جديدة في فئة الإنجاز، وهي: البشتو والبنغالية والسويدية والهاوسا بالإضافة إلى الكورية. وقد دعت المهتمين للدخول عبر موقع الجائزة ( www.hta.qa ) من أجل تحميل استمارات الترشيح وغيرها من الفوائد التي تغنيهم حول طبيعة الجائزة.
مشاركة :