خفّفت الدول الأوروبية، أمس، بعض القيود التي فرضتها على الحدود لمكافحة فيروس كورونا المستجد، لكن استمرار إجراءات العزل العام في إسبانيا ومجموعة من القيود في أماكن أخرى واعتماد أساليب جديدة في العمل، تعني أن عودة السفر إلى مستويات ما قبل الجائحة لا تزال بعيدة المنال.وتدير منطقة شينغن المؤلفة من 22 دولة أعضاء في الاتحاد الأوروبي، علاوة على أيسلندا وليشتنشتاين والنرويج وسويسرا معابر خالية من القيود، لكن معظمها ظلت مغلقة طوال ثلاثة أشهر باستثناء حركة البضائع والموظفين العاملين في قطاعات حيوية.وبعد شهور من العزل المنزلي القسري، سارع أوروبيون إلى تحضير حقائب سفرهم ومستلزمات حمامات الشمس لقضاء عطلة صيف ما بعد كورونا.ومع رفع القيود وفي وقت يبدو قطاع السياحة في وضع صعب، وضع الاتحاد الأوروبي خططاً لإعادة فتح حدوده الداخلية، أمس، بينما أعادت ألمانيا وبلجيكا وفرنسا واليونان، العمل بحرية التنقل مع كل دول «شينغن»، معتبرة أنه تمت السيطرة على الوباء.لكن حتى مع السماح بالسفر ضمن معظم دول الاتحاد، يتوقع أن يقضي الكثير من الأوروبيين عطلاتهم داخل بلدانهم هذا العام. وتبقى الصورة العامة لما يتوقعه المصطافون الباحثون عن الشمس أو البحر أو التجارب الثقافية، متشابكة انطلاقاً من إسبانيا وإيطاليا مروراً بفرنسا وبريطانيا واليونان.وكان 3.5 مليون شخص في المتوسط يمرون عبر الحدود الداخلية للاتحاد يومياً قبل الأزمة وفقا لتقرير للبرلمان الأوروبي العام الماضي، منهم نحو 1.7 مليون عامل. إجازة في الوطن؟ في فرنسا، الوجهة السياحية الأولى في العالم، ستعتمد الحكومة على بقاء الفرنسيين في الداخل لقضاء عطلاتهم من أجل المساهمة في إعادة إنعاش قطاع السياحة المحوري. ولتوصيل الرسالة وتذكير الفرنسيين بما هو متاح، تستعد السلطات إلى إطلاق حملة تحت عنوان «سأزور فرنسا هذا الصيف». ووفقا لرئيس جمعية «إنتربريز دو فوايّاج» الفرنسية، التي تمثل قطاعات صناعة السفر، فإن 20 في المئة فقط من الحجوزات الصيفية في وكالات السفر حتى الآن مخصصة للرحلات في الخارج، مقارنة بـ66 في المئة في المعتاد. ومع ما يزيد قليلاً على 90 مليون زائر من الخارج العام الماضي، استأنفت فرنسا السفر من دون فرض حجر صحي مع بلدان الاتحاد الأوروبي اعتباراً من أمس.لكن السلطات تؤكد أنها ستطبق مبدأ المعاملة بالمثل إذا فرضت دول أخرى شروط الحجر الصحي على المواطنين الفرنسيين. وتستعيد باريس، المدينة التي يزورها أكبر عدد من السياح في العالم، تدريجياً وضعها الطبيعي. وسمح للمقاهي والمطاعم بإعادة فتح أبوابها بعدما فتحت مساحاتها الخارجية في أوائل يونيو، وسيتمكن السياح من زيارة برج ايفل، ابتداء من في 25 يونيو، بشرط أن يصعدوا عبر السلالم.وسيكون من الممكن مشاهدة لوحة موناليزا والأعمال الفنية الأخرى مجددا في متحف اللوفر اعتباراً من 6 يوليو.من ناحيته، توقع الرئيس إيمانويل ماكرون، مساء الأحد، «استئناف العمل بشكل أقوى» بفضل اجراءات تخفيف القيود الجديدة. وستفتح الحضانات والمدارس أبوابها مجدداً اعتباراً من 22 يونيو.وذكّر بأنّ الجائحة لم تنته، لكنه أشاد بـ«أول انتصار على الفيروس». وتابع ماكرون أن الحكومة أنفقت «500 مليار يورو» لمواجهة أزمة الفيروس، حيث تسبب بوفاة نحو 30 ألف شخص، مستبعداً زيادة الضرائب لتغطية نفقات مكافحة الأزمة.وشدد على أن «الرد الوحيد هو ببناء نموذج اقتصادي مستدام وقوي، وزيادة العمل والإنتاجية من أجل عدم الاعتماد على الآخرين». وأعلن وزير الصحة أوليفييه فيران، أن فرنسا «تجاوزت الجزء الأكبر من الوباء»، مشيراً إلى أن مكافحة الفيروس لم تنته بعد. الألمان إلى إسبانيا إسبانيا أبقت حدودها مغلقة، أمس، بينما تمر بالمراحل النهائية لإنهاء بعض أكثر إجراءات الإغلاق صرامة في العالم، رغم أنه تم السماح للسياح الألمان بزيارة جزر البليار كجزء من مشروع تجريبي. لذلك ولبضعة أسابيع أخرى، سيكون بإمكان الإسبان الاستفراد بالمواقع السياحية في بلدهم. لكن اعتبارا من الأول من يوليو، سيعاد فتح أماكن الجذب السياحي المشهورة مثل كنيسة «ساغرادا فاميليا» في برشلونة أو قصر الحمراء في غرناطة، للزوار الأجانب. وحددت السلطات في مدريد هذا الموعد لفتح حدودها واستئناف السياحة الدولية، وكذلك إنهاء الحجر الصحي للوافدين. ونظرا لأن السياحة تمثل 12 في المئة من إجمالي الناتج الداخلي، فمن الصعب تصور موسم صيفي في إسبانيا من دون زوار أجانب. وحذرت السلطات من أن الكمامات ستظل إلزامية في الأماكن العامة والمغلقة إلى حين القضاء على الفيروس. ووسط كل ذلك، حصلت الحياة الليلية الصاخبة في إيبيزا على دعم واضح.وسيُسمح لجزر البليار الإسبانية، التي تضم مايوركا ومينوركا، باستقبال ما يقرب من 11000 سائح ألماني خلال النصف الثاني من يونيو الجاري في إطار المشروع التجريبي. وأعلنت سلطات المنطقة أنه سيتم قياس درجة حرارة المسافرين لدى وصولهم بموجب البرنامج، الذي سيطبق وفقا لـ«إرشادات صحية صارمة».مرحباً بكم في الحجْر! ولا تهتم بريطانيا بخطوة إعادة فتح السياحة، إذ إنها لم تغلق حدودها في المقام الأول. مع ذلك، فرضت الحجر الصحي لمدة 14 يوماً على جميع الوافدين من الخارج، بما في ذلك الرعايا البريطانيين لتجنب إصابات جديدة بالوباء في البلد الذي سجل أعلى حصيلة وفيات في أوروبا بناء على الأرقام المطلقة.ومن المرجح أن تضر هذه الخطوة بالسياحة من الخارج، حيث من غير المحتمل أن يتدفق السياح الأجانب إلى نقاط الجذب السياحي المشهورة، بينما يُطلب منهم عزل أنفسهم لمدة أسبوعين. من ناحية أخرى، ذكرت الحكومة البريطانية أنها تتطلع إلى إنشاء «جسور جوية» مع دول سجّلت عدداً منخفضاً من الإصابات بالفيروس. وتنشد الخطوة اتفاقات ثنائية مع دول بعينها بحيث تلتف على متطلبات الحجر الصحي. وحتى من دون هذا الإجراء المثير للجدل، يظل السفر إلى بريطانيا سيفاً ذا حدين، حيث لا تزال حجوزات الفنادق غير مطروحة ما لم تكن لأسباب تتعلق بالأعمال التجارية بينما لا تزال المطاعم والمواقع السياحية مغلقة كذلك. عطلة في روما مرحبا بكم في إيطاليا! كانت الجملة الأكثر ترددا على اللسان في البلد الأوروبي الأكثر تضرراً جراء الفيروس. وبعد ثلاثة أشهر من العزل، أعادت إيطاليا فتح حدودها في الثالث من يونيو في سعيها لطي الصفحة وإعادة إحياء قطاع السياحة الرئيسي. في الواقع، تمت إعادة فتح العديد من المواقع والمعالم التاريخية الشهيرة عالمياً منذ مايو، بما في ذلك كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان وكولوسيوم روما. لكن تماما كما هو الحال مع مراكب فينيسيا، بقيت المعالم السياحية هادئة في الوقت الحالي، حيث لم يزرها إلا حفنة من السياح الإيطاليين في الغالب. وفي وقت تشكل السياحة 13 في المئة من إجمالي الناتج الداخلي، تحرص السلطات على تسويق العلامة التجارية الإيطالية. ومع ذلك، بالكاد يمكن ملاحظة السياح الأجانب وهم يحملون بأيديهم المثلجات الإيطالية التقليدية على طول شوارع روما وهو المشهد الذي لم تكن لتخطئه العين حتى الماضي القريب.ووافقت النمسا وسويسرا قبل أيام على فتح حدودهما مع شمال إيطاليا، وهي خطوة تحمل مغزى كبيرا بسبب ممر برينر في جبال الألب على الحدود النمسوية - الإيطالية وهو المحور الرئيسي لحركة المرور بين شمال وجنوب أوروبا، خصوصاً بالنسبة للسياح الألمان. إغلاق الموائد المفتوحة في بلجيكا، يشهد مطار بروكسيل، نحو 60 رحلة في أول يوم بعد استئناف النشاط وتشكل 10 في المئة من طاقته المعتادة التي تصل إلى 600 رحلة.وتذهب اليونان، التي يعتمد اقتصادها بشكل كبير على السياحة، إلى أبعد من «القارة العجوز»، داعية السياح القادمين من عدة مناطق خارج الاتحاد الأوروبي - مثل أستراليا ونيوزيلندا واليابان وكوريا الجنوبية والصين لزيارتها.مع ذلك، فإن أي شخص من منطقة تضررت بشدة من الفيروس سيضطر إلى الخضوع لاختبارات إلزامية وقضاء ليلته الأولى على الأراضي اليونانية في فندق محدد. ويشمل الإجراء القادمين من منطقة باريس ومدريد و لومبارديا في شمال إيطاليا، من بين أماكن أخرى. وأعيد فتح المطارين الرئيسيين في اليونان في أثينا وتسالونيكي أمام القادمين من 29 دولة اعتباراً من أمس، وهو بداية الموسم السياحي. وبالنسبة لأولئك الذين سيتوجهون إلى شواطئ كورفو أو كريت على سبيل المثال، سيكون من الواجب حجز رحلة الطيران الداخلية أو القارب.كما تم إعادة فتح الروابط البحرية مع إيطاليا والحدود البرية مع البلقان، أمس. وعلى طول البلاد، سيتمكن السياح من الوصول إلى كل مناطق الجذب السياحي في اليونان، بما في ذلك المواقع الأثرية والمتاحف، لكن في ظل نظام لترتيب عدد الزوار عند المدخل. وفي حين أن دور السينما في الهواء الطلق والملاهي الليلية والحانات مفتوحة بالفعل، وبينما يتوجب الحفاظ على المسافة الآمنة بين المظلات والمناشف الشاطئية، يبقى هناك جانب سلبي واحد - الموائد المفتوحة في الفنادق خارج النقاش. وأعادت كرواتيا أيضاً إعادة فتح حدودها لاستئناف الموسم السياحي، وكذلك بولندا التي بات بإمكان كل الرعايا الأوروبيين دخولها اعتباراً من السبت. تايلندرفعت تايلند، أمس، حظراً فرضته في كل أنحاء المملكة منذ أكثر من شهرين مع تراجع أزمة الفيروس، حيث مر 21 يوماً على تسجيل حالة إصابة محلية.وكانت تايلند، البلد الواقع في جنوب شرقي آسيا ويعيش فيه نحو 70 مليون نسمة، أول بلد بعد الصين يسجل حالة إصابة بالفيروس في 13 يناير الماضي. ويمثل احتواء الوباء، قصة نجاح نسبي حيث سجلت 3135 إصابة و58 وفاة، في حين تماثل نحو 2987 مصابا للشفاء.وسمح للمدارس التي تضم أقل من 120 طالباً بإعادة فتح أبوابها، وكذلك قاعات العرض والحفلات الموسيقية والملاعب والمدن الترفيهية، كما سمح بإقامة المنافسات الرياضية من دون متفرجين.في طوكيو، نفى وزير الخارجية الياباني توشيميتسو موتيجي، صحة تقرير يفيد بأن الحكومة قررت تخفيف حظر دخول المسافرين من بعض الدول.في باكستان، حذرت الحكومة من أن عدد الإصابات البالغ حالياً 140 ألفاً مع نحو 2700 وفاة، يمكن أن يتضاعف بحلول نهاية يونيو وأن يتجاوز المليون إصابة في نهاية يوليو المقبل.أميركياً، أعلنت الحكومة البيروفيّة، الأحد، الإفراج عن 1502 سجين محكوم عليهم بعقوبات خفيفة، في خطوة تهدف إلى الحدّ من الاكتظاظ في السجون التي تشهد في بعض الأحيان حركات تمرّد سببها الخشية من الفيروس.في المقابل، سيستقبل موقع ماتشو بيتشو، العائد لحضارة الإنكا ويعتبر معلماً سياحياً رئيسيا في البيرو، ربع عدد زواره فقط مع إعادة فتحه في يوليو المقبل.وتُعدّ البيرو حالياً ثاني دولة في المنطقة بعد البرازيل لناحية عدد الإصابات، بتسجيلها 230 ألف إصابة.أمّا لناحية عدد الوفيّات الناجمة عن الوباء، فتُعدّ البيرو الثالثة بعد البرازيل والمكسيك، وذلك بتسجيلها 6688 وفاة.وتسبب الوباء بوفاة أكثر من 440 ألف شخص وإصابة أكثر من 8 ملايين شخص في العالم، شفي منهم ما يزيد على 440 ألفاً.
مشاركة :