يعد البدء بفتح الحدود بين دول العالم مبشر لعودة الحياة الاقتصادية لجوانب من طبيعتها المعتادة، قبل تنامي وانتشار أكبر أزمة عالمية عرفها العالم في العصر الحديث، ولم يشهد مثيلا لها منذ سبعين عاماً، وذلك جراء انتشار فيروس كورونا المستجد بين دول العالم مع مطلع العام الحالي 2020 منطلقاً من دولة الصين، ثم شمل 196 دولة بالعالم، وفق الإحصاءات الأخيرة، ورغم أن فتح الحدود بين بعض الدول يتم وفق ضوابط وقائية واحترازات ما زالت تتوجس من انتشار الفيروس، فإن بعض الدول الأوروبية فتحت حدودها مع بعضها البعض، وكذلك الحال لعدد من دول آسيا، وبتوجس شديد، ووفق فترات تجريبية قبل فتح الحدود بشكل كامل والتوسع فيها مع جميع الدول المجاورة، وكذا الشأن في فتح المطارات الدولية، وسبق ذلك فتح حركة السفر في داخل الدولة الواحدة وفق شروط وإجراءات تقلص من نشاط حركة السفر الكبيرة والمتعارف عليها قبل «كوفيد 19». ويرى عدد كبير من مسؤولي الدول التي فتحت حدودها المشتركة مع جيرانها تدريجياً، أن الشهور الماضية قد شهدت أزمات اقتصادية كبيرة، بسبب الحجر الصحي الذي طبقته غالبية دول العالم، لمدد تراوحت من شهرين إلى أربعة أشهر، وما تزال دول عديدة ملتزمة به حالياً، حيث قفلت المحلات التجارية لمختلف المناشط اليومية، وتوقف العمل في جهات حكومية وفي شركات القطاع الخاص على مختلف المستويات، وارتفعت البطالة لمستويات قياسية في جميع دول العالم، ومع كل ذلك تواصلت عدد حالات انتشار الفيروس، فلذلك كان الحل في رفع الحجر بحذر، وعودة المناشط التجارية، وكذلك حركة السفر داخل الدول وبين مختلف دول العالم. وليد السبيعي عضو لجنة وكالات السفر في غرفة الرياض، يقول «إن قطاعات الطيران والمطارات، ونشاط الشركات السياحية ووكالات السفر ونشاط الإرشاد السياحي في كل دول المعمورة، والعديد من المناشط المرتبطة بالسفر والسياحة، توقف بصدمة مفاجئة وغير مسبوقة في العصر الحديث، ووفق مجلس السياحة العالمي، فإن استمرار الحجر الصحي وتوقف حركة السفر الجوي، وإقفال الحدود بين دول العالم، يعني تواصل تأثر أكثر من 197 مليون موظف وعامل في قطاعي السفر والسياحة، ويعني ذلك تأثر أكبر للدول واقتصاداتها، في ظل أن غالبية دول العالم معتمدة في أجزاء من ناتجها المحلي، وحركتها الاقتصادية على السياحة وحركة السفر اليومية، وهي في الوقت نفسه، توفر أكثر من 10 % من القوى العاملة على مستوى العالم، وأيضا هناك عشرات الخدمات المساندة المرتبطة بالسياحة والسفر قد توقفت. وأضاف «هناك دول عالمية تأثرت بشكل كبير من الفيروس وهي في قائمة أكبر عشر دول من حيث الوفيات والإصابات، ونراها حالياً تعود للحياة تدريجياً، ومن أبرزها إسبانيا وإيطاليا، فهاتان الدولتان تعتمدان بشكل كبير على السياحة والسفر في رفد اقتصادها، وتوفير فرص العمل، لذا كانت سباقة لفتح الحدود المشتركة، وأيضا فتح مطاراتها مع وضع بعض القيود حتى لا تعود أزمة انتشار الفيروس بشكل كبير كما حدث فيهما قبل شهرين من الآن، منوها إلى أن عشرات الدول التي تركز في اقتصادها على السياحة أعلنت فتح مطاراتها مع منتصف الشهر الحالي وبعضها مع نهايته وأخرى في الشهر المقبل. وبين السبيعي، أن شأن فتح حدود الدول يعني بدء عودة الحياة، وبالرغم أن الفيروس منتشر، فسوق تبقى حركة السفر في حدود ضيقة، وستكون بالدرجة الأولى للعمل والزيارات الأسرية والرحلات العلاجية، وستكون السياحة خيارا أخيرا، إلا في بعض الدول التي أعلنت توقف الإصابات بشكل كامل وهي في الوقت الراهن حالات قليلة جداً، وقد نرى نشاطا لحركة السياحية الداخلية في بعض الدول، التي فتحت المجال للحركة الداخلية بمختلف الوسائل، وهي أيضا ستكون وفق شروط وقائية محددة في لوقت الراهن، وقد تتوسع بحسب ظروف كل دول، ومقدار التحكم في انتشار العدوى أو حتى توقفها بشكل كامل. دول أوروبية تعود للسياحة بحذر شديد
مشاركة :