لوس أنجيليس 14 يونيو 2020 (شينخوا) رغم أن عدد الوفيات الناجمة عن وباء كوفيد-19 على مستوى الولاية قد تجاوز الـ5000 حتى يوم السبت، بدأت ولاية كاليفورنيا في نهاية هذا الأسبوع إعادة فتح معظم قطاعات البيع بالتجزئة التي يمكن أن تثبت أنها مستعدة وقادرة على تبني قواعد السلامة بالولاية ومقاطعاتها. لقد أثار هذا التحرك قلق بعض السكان من أن مثل هذه الخطوة قد تؤدي إلى ارتفاع في حالات الإصابة، في حين أن البعض الآخر سعيد باتخاذ خطوات من شأنها أن تعيد الحياة لطبيعتها وإنقاذ الاقتصاد المحلي. قال مايكل تيبيري من سنلاند، وهي منطقة على بعد 10 كيلومترات شمال وسط مدينة لوس أنجيليس، في حديث مع ((شينخوا)) إنها خطوة "قد تؤدي إلى موجة ثانية"، موضحا "ليس الأمر كما لو أن الفيروس قد تحور إلى شكل حميد، أو توفر لدينا لقاح فعلا". في كاليفورنيا أكثر من 150 ألف إصابة بكوفيدـ19 حتى الآن، مع 5061 حالة وفاة على مستوى الولاية. وأظهرت أحدث البيانات أن ما يقرب من نصف تلك الحالات وأكثر من 2800 حالة وفاة تم الإبلاغ عنها في مقاطعة لوس أنجيليس. وتحت ضغوط متزايدة من أصحاب الأعمال، بدأت مقاطعة لوس أنجيليس يوم الجمعة في إعادة فتح أماكن التجمع على نطاق واسع، مع المزيد من الاتصال الشخصي، مثل المطاعم ومرافق اللياقة البدنية وصالات الرياضة وحدائق الحيوانات والمعارض الفنية والمتاحف والمعسكرات النهارية وحدائق المركبات الترفيهية والاستجمام في الهواء الطلق وحمامات السباحة. كما أعيد افتتاح مرافق إنتاج الأفلام والتلفزيون والموسيقى، وملاعب الكرة، ولكن بدون حضور جماهير، والسماح بإقامات ترفيهية في الفنادق. ولم يسمح بعد بإعادة فتح أماكن عامة كبيرة مثل البارات، ودور العبادة، والحفلات الموسيقية والأحداث الرياضية الجماهيرية. لقد قاد مشرفان بمقاطعة لوس أنجيليس هما كاثرين بارغر وجانيس هاهن، خطى إعادة فتح أبوابها، مستشهدين بالاحتياجات الملحة للشركات الصغيرة المحلية التي تتدهور نحو الإفلاس والإغلاق. وحصل هاهن على الدعم لخطواته من خلال إرسال رسالة إلى حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم، مشيرا إلى "ظلم" متمثل في السماح للمتاجر الكبيرة مثل وولمارت وتارغت، بالبقاء مفتوحة خلال الوباء، بينما كانت الشركات الصغيرة المحلية تتدهور. وقال هاهن حول إعادة فتح الأعمال "هذه خطوة مهمة يمكننا اتخاذها الآن لدعم اقتصادنا من خلال الحفاظ على أعمالنا الصغيرة على قيد الحياة". لقد مرت أكثر من ثلاثة أشهر منذ أن وضع نيوسوم الولاية بحالة الإغلاق في 19 مارس الماضي، وهو أول حاكم في الولايات المتحدة يقوم بذلك. لكن بعض السكان أعربوا عن قلقهم من أن التحرك نحو إعادة فتح الولاية، سابق لأوانه في وقت لا تزال فيه الولاية تشهد زيادات في يوم واحد في حالات الإصابة بفيروس كورونا الجديد، وخاصة 3644 حالة يوم الجمعة و2963 يوم السبت، منها 1575 و1547 على التوالي، ظهرت في لوس أنجيليس، ثاني أكبر مدينة في البلاد. قال منتج الأفلام في هوليوود، اندريه مورغان، لوكالة ((شينخوا)) "إنها خطوة سابقة لأوانها"، مضيفا "لقد كان تدفق المعلومات الصحية الموثوقة في هذا البلد، من أول إصابة بفيروس كورونا الجديد إلى الآن، مروعا، من حيث الافتقار إلى الدقة، والتغير المستمر للمواقف، ولا توجد قيادة ثابتة"، مشيرا أيضا إلى أن نظام الصحة الوطني الأمريكي أثبت بشكل مؤلم أنه غير مؤهل للتعامل مع الأزمة بطريقة ذكية وفعالة. رغم ذلك، جادل مسؤولون بأن حصيلة حالات الإصابة وحدها لا تمثل المقياس الأفضل للاستخدام عند تحديد مدى فعالية جهودهم في كبح تفشي الفيروس. قال وزير الصحة والخدمات الإنسانية في كاليفورنيا، مارك غالي، يوم الجمعة، إن إجمالي عدد الحالات لا يعكس بالضرورة مدى حسن إدارة الولاية للوباء، كما أن زيادة عدد الاختبارات التي تم إجراؤها، يمكن أن تجعل الأمر يبدو وكأن عدد الحالات يتزايد، بينما الواقع ليس هكذا. وقال أيضا إن "معدل الإصابات" في كاليفورنيا آخذ في التناقص، ودخول المرضى إلى المستشفيات مستقر نسبيا. من جانبها، أكدت باربرا فيرير، مديرة الصحة في مقاطعة لوس أنجيليس، يوم الجمعة، أن اتجاهات المقاطعة تتماشى مع الولاية، وتظهر انخفاضات طفيفة في كل من دخول المستشفيات ومعدل الإصابات، وكليهما مؤشرات إيجابية لإدارة الوباء محليا. وقال غالي أيضا "لقد بدأنا في إعادة الافتتاح وإعادة الاقتصاد، وإعادة ذلك الوجود الاجتماعي والاقتصادي الحيوي في مجتمعاتنا، بينما لا نزال يقظين وحذرين تجاه تحرك كوفيد-19، حتى نتمكن من البقاء متقدمين عليه بقدر الإمكان".
مشاركة :