حفر 4 آبار بعمق 400 متر لحقن المياه لباطن الأرض وآبار للمراقبة إنجاز 50 % من أعمال إنشاء شبكة الصرف الصحي بالخيسة تنفيذ 60 % من شبكة تصريف مياه الأمطار.. و6 خزانات لاستيعابها كتب - محمد حافظ: اشتكى عدد من سكان مناطق الخريطيات وازغوى ونعيم والخيسة من استمرار تدفق المياه الجوفية داخل منازلهم، ما يسبب خسائر كبيرة لهم وأصبحت تلك المنازل مهددة بالانهيار جراء ارتفاع منسوب المياه الجوفية بها علاوة على ما تمثله من تلوث بيئي في أماكن تجمع المياه وما تخلفه من حشرات وقوارض تضر بصحة الكبار والصغار. وأشاروا إلى أنهم يستخدمون حلولاً مؤقتة من جانبهم في محاولة لتخفيف المشكلة من خلال شراء معدات وأجهزة لسحب المياه تكلفهم آلاف الريالات، وذلك لضمان عدم وصول المياه السطحية لمستويات عالية حتى لا تتأثر منازلهم إلى حين إتمام معالجة المشكلة من قبل هيئة الأشغال العامة "أشغال" كما جرى في بعض المناطق. ولم تقف الأمور عند ذلك، بل شهدت بعض المناطق التي منحت فيها للمواطنين أراضٍ حكومية تأثرًا واضحًا لتجمع المياه السطحية لمساحات كبيرة، ما أحدث لهم مشكلة أخرى بالنسبة لأراضيهم التي تحتاج لتطوير بنيتها التحتية ليتمكنوا من تشييد منازلهم دون تأثر أساساتها مستقبلاً، كما يحدث لبعض المنازل بالمنطقة.. مُطالبين الجهات المسؤولة بوضع حلول سريعة للقضاء على المياه السطحية قبل أن تنتقل إلى مناطق أخرى وتتأثر لتصبح المشكلة بعد ذلك أكبر من أن يتم حلها. من جانبه أكد مصدر بهيئة الأشغال العامة "أشغال" لـ الراية، اعتماد الهيئة خطة إجرائية لخفض منسوب المياه الجوفية بالمنطقة الشمالية والتي تتأثر بمشكلة ارتفاع منسوب المياه الجوفية بالمنطقة وتسبب معاناة الناس هناك ما أدّى لأزمة فعليّة طالت المنازل والطرقات. وأوضح أن ارتفاع منسوب المياه السطحية والجوفية يرجع إلى عدّة أسباب من بينها تسرّب المياه من شبكة مياه الشرب ومن الخزانات الأرضية وعدم وجود شبكة صرف صحي بالإضافة إلى تسرب مياه الزراعة والري والبحر إلى باطن الأرض وبشكل عام فإن أغلب مناطق الدولة تعاني من ظاهرة طفح المياه الجوفية ببعض المواقع والتي تحدث بسبب طبوغرافية المنطقة (انخفاض منسوب الأرض) حيث تظهر تجمعات المياه فى المناطق الأكثر انخفاضًا ثم نوع التربة (مسامية ونفاذية التربة/ صخرية/ رملية) فضلاً عن المشاريع الإنشائية وتأثيرها السلبي على المسارات الطبيعية لتصريف المياه الجوفية إلى البحر. وأشار إلى تجارب سابقة لانخفاض منسوب المياه الجوفية، وتمّت معالجتها في عدد من المناطق مثل منطقة الوعب وعين خالد، موضحًا أن في هذه المناطق توجد مصبّات للبحر بعكس منطقة الخريطيات حيث يكمن الحل في حفر آبار عميقة لتصريف المياه فيها. وكشف المصدر عن قيام الهيئة بعمل دراسات لمراقبة منسوب المياه الجوفية في كافة مناطق الدولة من خلال حفر نحو ألف بئر لمتابعة ومراقبة منسوب المياه الجوفية بالدولة تنفذها شركة استشارية عالمية متخصصة في هذا المجال، نظرًا لما لهذه المشكلة من خطورة جعلت أشغال تضعها على قائمة أولوياتها منذ بدأت فعليًا في تنفيذ مشروعات البنية التحتية للدولة. وأضاف إن أشغال بادرت بوضع خطة إجرائية لمعالجة المشكلة وتتضمن الخطة ثلاثة محاور رئيسية، أول هذه المحاور هو إيجاد الحلول السريعة لمشكلة ارتفاع منسوب المياه الجوفية عن طريق سحب تجمعات المياه الجوفية بواسطة مضخات ومواتير الرفع وتحويلها بواسطة سيارات سحب المياه "التناكر" وذلك بالتعاون مع وزارة البلدية والتخطيط العمراني للتخلص منها في المكبات، والمحور الثاني هو مشروع عاجل ولكنه مؤقت لخفض منسوب المياه الجوفية بالمناطق التي تعاني تلك المشكلة مثلما هو الحال في الخريطيات التي تمثل النقطة الأكثر تأثرًا بارتفاع منسوب المياه الجوفية وقد تم العمل على إزالة أسباب المشكلة بها من خلال هذا المشروع، في حين يتمثل المحور الثالث في مشروع للحل الدائم لتنفيذ شبكة تصريف المياه السطحية والجوفية بالمنطقة. وأشار إلى أنه بالنسبة للمحور الأول، فإن الهيئة بدأت فى عمليات سحب المياه من المناطق المتضرّرة بواسطة التناكر، مبينًا أن إجمالي المناطق التى يتم سحب المياه منها وصل إلى حوالي 30 موقعًا، بينما بلغ إجمالي ما يتم سحبه حوالي 3 ملايين جالون مياه يجرى ضخها في محطات المياه الجوفية.. مشيرًا إلى أن معدّلات السحب تناقصت مع الوقت بسبب انخفاض محدود في مستوى المياه الجوفية إلا أن عمليات السحب لا تزال مستمرّة. وفيما يتعلق بمحور الحل الثاني، أوضح المصدر أنه مع العمل فى محور الحلول السريعة الأول، كانت "أشغال" تجري دراسة لمشروع عاجل مؤقت لخفض منسوب المياه الجوفية بمنطقة الخريطيات لـ 25 موقعًا، قابلة للزيادة وذلك لتغطي جميع مشاكل انخفاض منسوب المياه الجوفية بالمنطقة. وقال إن المقاول بدأ العمل في تنفيذ أعمال إنشاء حفر تجميع المياه من الأرض Soak Away بالمناطق المنخفضة ومدعومة بشبكة أنابيب مثقبة Perforated Pipes وسحب المياه بواسطة مضخات لتغطى 25 موقعًا هى المواقع الأكثر تضررًا بالمنطقة. وقال إنه تم تجهيز ثلاث حفر لتجميع المياه من ثلاثة مواقع، لتبدأ عملية سحب المياه من هذه الحفر وحقنها إلى بئر بعمق 400 متر بالقرب من نادي الخريطيات، علمًا بأن هذه الأعمال ستعمل على حل مشكلة ظهور المياه في المناطق المنخفضة والأكثر تضررًا بمنطقة الخريطيات. وأضاف إن مشروع الحل الدائم لتنفيذ شبكة تصريف المياه الجوفية بالمنطقة الذي بدأ تنفيذه منذ 2012 يقوم على إنشاء شبكة من الأنابيب المثقبة تركب أفقيًا أو بميول قليلة لتجميع المياه من مختلف شوارع ومناطق الخريطيات. وقال إن المرحلة الأولى من المشروع ستغطى 800 هكتار، في حين تبلغ أطوال الخطوط التي سيتم إنجازها 14 كيلو مترًا علمًا أن الفترة الزمنية لتنفيذ المشروع هي 12 شهرًا. وأوضح أن هذا المشروع يتضمن حفر 4 آبار بعمق 400 متر لحقن المياه إلى باطن الأرض بالإضافة لآبار المراقبة لضمان جودة المياه ومطابقتها لمعايير المياه المسموح بضخها إلى باطن الأرض وتقوم بتنفيذ هذا المشروع إحدى الشركات الوطنية وهي شركة البناء القطرية، على أن يتم الإشراف من قبل مكتب استشاري عالمي، هايدر للاستشارات. وتبلغ قيمة المشروع حوالي 109 ملايين ريال ويتوقع الانتهاء منه منتصف شهر مارس المقبل. ويشمل المشروع إنشاء شبكة تصريف بقطر 800 مم، وبطول إجمالي يبلغ حوالي 9400م، وإنشاء شبكة تصريف بقطر300 و400 مم بطول إجمالي يبلغ حوالي 4700م على أن تكون خطوط تصريف المياه على مسافات 10م على طول الصرف الأساسي والفرعي، وبطول إجمالي يبلغ حوالي 2500م، بالإضافة إلى إنشاء جميع غرف التفتيش الخاصة بالمشروع. وفي الخيسة أنجزت الشركة المُنفذه لمشروع تطوير البنية التحتيه بالخيسة الذي يشمل مناطق الخيسة شمال وشرق وروضة الحمامة أكثر من 50% من أعمال إنشاء شبكة الصرف الصحي التي ستقضي عند اكتمالها على مشاكل طفح مياه الصرف الصحي وستُغني عن الحاجة إلى انتظار صهاريج الشفط حيث يجري حاليًا تنفيذ عمليات الحفر الأفقي العميق وتمديد أنابيب الصرف الصحي وأعمال الردم المرتبطة بها كما يجري أيضًا تمديد وصلات المنازل وتمديد أنابيب المياه المعالجة. أما بالنسبة لشبكة تصريف مياه الأمطار فقد تم إنجاز حوالي 60% منها ويتم حاليًا تمديد أنابيبها، ومن الجدير بالذكر أنه سيتم بناء 6 خزانات لاستيعاب مياه الأمطار. وأشار المصدر إلى أن أشغال قامت بإنشاء محطة المعالجة الرئيسية ومحطات الرفع التابعة لها لمعالجة مياه الصرف الصحى بالمنطقة الشمالية لمدينة الدوحة بطاقة استيعابية قدرها "244" ألف متر مكعب يوميًا وتم تشغيل هذه المحطة في الربع الأول من عام 2013، لتخدم أكثر من 900 ألف نسمة من سكان المنطقة الشمالية (الغرافة، الخريطيات، ازغوى، نعيم، الخيسة، أم صلال، لوسيل، أم قرن) على أن يتم تزويد هذه المناطق بالإضافة إلى طريق الشمال والطريق البحرى (طريق لوسيل السريع) بالمياه المعالجة للري والزراعة بكلفة 3.9 مليار يال، منها 2.5 مليار لتصميم وبناء المحطة بالكامل، وتخدم محطة معالجة الصرف الصحي أكثر من 900 ألف شخص بصفة مبدئيّة ثم تتطوّر لتخدم 1.2 مليون شخص لاحقًا وسوف يتم استخدام المياه المعالجة لري المزروعات في مناطق متعدّدة من الدوحة وضواحيها.
مشاركة :