شهدت وول ستريت أسبوعا مضطربا بسبب ازدياد قلق المستثمرين بشأن عودة ظهور حالات كوفيد-19 وسط نظرة تشاؤمية للاقتصاد رسمها تقرير التوقعات الاقتصادية لبنك الاحتياطي الفيدرالي. وبالنسبة للأسبوع المنتهي يوم الجمعة، فقد مؤشر داو 5.6 في المائة، وتراجع ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 4.8 في المائة، وخسر مؤشر ناسداك 2.3 في المائة، لتسجل المتوسطات الرئيسية الثلاثة أسوأ أسبوع لها منذ 20 مارس الماضي. وسجل مؤشر ستاندرد آند بورز الصين 50، المصمم لتتبع أداء أكبر 50 شركة صينية مدرجة في البورصات الأمريكية من حيث إجمالي القيمة السوقية، انخفاضا أسبوعيا بنسبة 1.2 بالمائة. وأثار الارتفاع المفاجئ في حالات الإصابة بفيروس كورونا الجديدة في بعض الولايات الأمريكية تساؤلات حول التعافي الاقتصادي السريع من الجائحة، مما دفع وول ستريت إلى تجرع أسوأ يوم لها منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر يوم الخميس. وانخفض مؤشر داو 1862 نقطة، أو ما يقرب من 7 في المائة خلال الجلسة، في حين انخفض كل من ستاندرد آند بورز 500 وناسداك أكثر من 5 في المائة. وتم الإبلاغ عن أكثر من مليوني حالة إصابة مؤكدة بكوفيد-19 في الولايات المتحدة وأكثر من 115 ألف حالة وفاة حتى بعد ظهر الأحد، وفقا لمركز علوم وهندسة النظم في جامعة جونز هوبكنز. كما تضاءلت آمال المستثمرين بتحقيق انتعاش قوي على خلفية النظرة القاتمة التي رسمها البنك المركزي الأمريكي، الذي أبقى يوم الأربعاء على سعر الفائدة الرئيسي دون تغيير عند أدنى مستوى بالقرب من الصفر وتوقع بقاء أسعار الفائدة عند المستوى الحالي حتى عام 2022 على الأقل. وقالت اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، المسؤولة عن وضع السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي، في بيان بعد اجتماع استمر لمدة يومين، إن "أزمة الصحة العامة المستمرة ستلقي بثقلها بشكل كبير على النشاط الاقتصادي والتشغيل والتضخم على المدى القريب، وستشكل مخاطر كبيرة على التوقعات الاقتصادية على المدى المتوسط". وفي بيان منفصل صدر في نفس اليوم، توقع مجلس الاحتياطي الفيدرالي انكماش الاقتصاد الأمريكي بنسبة 6.5 في المائة في عام 2020 على أن يحقق مكاسب بنسبة 5 في المائة في العام المقبل. وقال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يوم الأربعاء إن التوقعات الاقتصادية تم إجراؤها مع التوقع العام لانتعاش اقتصادي يبدأ في النصف الثاني من هذا العام ويستمر على مدار العامين المقبلين. وفي وقت سابق من الأسبوع، أعلن المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية أن الاقتصاد الأمريكي دخل رسميا فترة الركود في فبراير، ما يمثل نهاية أطول توسع اقتصادي على الإطلاق. وقال محللون من مؤسسة "زاكز إنفستمنت مانجمنت"، في مذكرة بحثية خلال عطلة نهاية الأسبوع، تعليقا على التقلبات الأخيرة في الأسواق، "يبقى أن نرى مدى السرعة التي يمكن أن يتعافى بها الاقتصاد الأمريكي من الركود الحالي. من وجهة نظرنا، فإن عدم اليقين هذا يمكن أن يترك العديد من المستثمرين خائفين من المستقبل". وجاءت خسارة وول ستريت يوم الخميس بعد يوم واحد من تسجيل مؤشر ناسداك الثقيل للتكنولوجيا رقما قياسيا جديدا. وأغلق المؤشر يوم الأربعاء مرتفعا بنسبة 0.67 عند 10020.35، متجاوزا علامة الـ10 آلاف للمرة الأولى. وعلى صعيد البيانات، سجلت طلبات إعانة البطالة الأولية في الولايات المتحدة 1.542 مليون في الأسبوع المنتهي في 6 يونيو، منخفضا من مستوى 1.897 مليون المسجل في الأسبوع السابق، حيث يستمر الوباء في التأثير على سوق العمل، حسبما أفادت وزارة العمل يوم الخميس.
مشاركة :