بينما تواصل أنقرة دعم حكومة الوفاق الليبية عسكريا، بإرسال المرتزقة السوريين للقتال ضد الجيش الليبي، تندد في الوقت ذاته بالدور الفرنسي الرافض لتدخلها في الشأن الليبي. ونددت تركيا، الثلاثاء، بانتقادات فرنسا لدورها في ليبيا، قائلة إن التصريحات تنم عن سياسة مبهمة ويتعذر تفسيرها من جانب فرنسا تجاه ليبيا. كما اتهمت أنقرة شريكتها في حلف شمال الأطلسي بالتسبب في تفاقم الأزمة بدعمها قائد الجيش الليبي خليفة حفتر.هذا وكانت فرنسا أعلنت الاثنين أنها تريد إجراء محادثات مع شركائها في حلف الأطلسي لبحث دور تركيا "العدواني" بشكل متزايد في ليبيا، واتهمت أنقرة، التي تدعم الحكومة الليبية المعترف بها دوليا، بإحباط مساعي التوصل إلى هدنة بكسرها حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة. في حين، قالت وزارة الخارجية التركية "الدعم الذي قدمته فرنسا لحفتر، قد فاقم الأزمة في ليبيا... من غير المقبول أن يتصرف حليف في حلف شمال الأطلسي بهذا الشكل". يأتي ذلك في حين أفاد مصدر مطلع في مطار مصراتة، لقناتي العربية والحدث، الثلاثاء، بوصول طائرة من تركيا تحمل على متنها 134 مقاتلاً سورياً. ومنذ أسابيع جددت الأمم المتحدة دعواتها للعودة إلى طاولة المفاوضات بين الطرفين ووقف النار، كما أطلقت مصر الأسبوع الماضي "مبادرة القاهرة" إثر زيارة لقائد الجيش الليبي خليفة حفتر إلى البلاد، إلا أن تركيا وحكومة الوفاق رفضتا المبادرة المصرية الرامية إلى وقف النار على ضوء مقررات الاتفاقات الدولية. يشار إلى أن أنقرة مستمرة في دعم حكومة الوفاق عسكريا، وإرسال المرتزقة السوريين للقتال ضد الجيش الليبي، على الرغم من توقيعها اتفاق برلين القاضي بوقف التدخلات الخارجية، وحظر توريد السلاح. وقد رصد موقع "فلايت رادار" الإيطالي، الأسبوع الماضي، اقتراب ثلاث طائرات شحن عسكرية تركية وسفينة على متنها أسلحة من غرب ليبيا. في حين أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان مراراً أن تركيا حليفة الوفاق مستمرة في نقل المرتزقة السوريين، الذين بلغ عددهم أكثر من 11 ألف مقاتل.
مشاركة :