عندما عانق مسامعي صوت الصلوات وهي تقام وتعمر مجدداً في بيوت الله ، بعد انقطاع دام لقرابة الثلاثة أشهر ، أدركت بأن صوت الحياة يبعث الروح فينا مجدداً .. أدركت بأن مشرق شمس الواحد والثلاثون من مايو لعام 2020ميلادي تبعث معها الأمل وتعلن عن بداية جديدة ليوم جديد وحياة مقبلة جديدة.. هكذا كانت أيامنا الحالية ونحن نواكب هذه الجائحةً الشاسعة الامتداد ، العظمى من نوعها في تاريخ البشرية خلال القرن الحالي، ما بين ترقب لإحصائيات وتطورات ومستجدات فايروس كوفيد19 وما بين قرارات الوزارات والمنظمات المحلية والدولية والعالمية التي تختص بكل بكل شؤون الحياة والعودة تدريجياً اليها بحذر .. عُدنا إلى مقرات أعمالنا وفق نسبة مئوية محددة آخذين بكل احترازاتٍ وتعليماتٍ وزارة الصحة بما يضمن سلامة الجميع .. ( عز علي في ذلك اليوم ان ألقى أحبتي دون مصافحة أو عناق) وبدأت عجلة الحياة تدريجياً تعود لطبيعتها ، أدركت خلالها بأن التحول سنة كونية ، فالله وحده القادر أن يغير من حال إلى حال، وعَمَقَ في نفسي الجزم بأن هذه الجائحة ما كانت إلا لحكمة علمها عند الله ونكتفي بالمخرجات الإيجابية والمكتسبات الرائعة التي خرجنا بها من خلالها : أصبحنا على قدر هائل من المرونة والتقبل في وقت قياسي .. كم من التنظيم الجميل سيطر على حياتنا وكم من المهام أوكلت لأفراد العائلة الواحدة من أصغرهم لأكبرهم بطريقة جديرة بتحقيق التكامل والتعاون الأسري المنشود على أكمل وجه .. كم كانت حاجتنا هي أم الاختراعات لكل شيء كنا نعتقد بأننا لسنا بقادرين على صنعه وصنعناه ،، هنا يكمن التحدي الحقيقي ومن هذا المنبر تعلن البشرية لنفسها وبكل اعتزاز بأن الكائن البشري المركب على هيئة انسان ، كائن قادر على مواكبة ومواجهة كل الظروف ، إن الانسان بكل ما أودعه الله فيه من مواطن ضعف وقوة ،قادر على التأقلم في كل البيئات منذ الأزل بمختلف الظروف .. فلا ضعف بعد اليوم ،، البشر القادرون على مواجهة فايروس قاتل وبهذا الحجم من التجدد والخطورة والتعايش معه بحذر دون الاخلال بنظام حياتهم الطبيعية ، قادرون بإذن الواحد الأحد على اجتياز هذه الأزمة بسلام.كتب في التصنيف: خبر عاجل, مقالات كتاب بلادي   تم النشر منذ 3 ساعات