دبي: يمامة بدوان ست سنوات فقط، بين الإعلان عن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، وتصميم مسبار الأمل وإنجازه، ثم نقله إلى اليابان استعداداً لإطلاقه نحو الكوكب الأحمر، الذي يجعل الإمارات الدولة التاسعة في العالم، في سعيها للوصول إلى المريخ، واكتشاف أسراره.وعلى الرغم من أن المدة الزمنية التي كانت مقررة لإنجاز المشروع تصل إلى 10 سنوات، فإن السواعد والعقول الإماراتية، تمكنت من تركيب آخر قطعة فيه، في الثامن عشر من فبراير الماضي، معلنين أنه لا يوجد مستحيل في قاموس أبناء الإمارات.تعود قصة التحدي والنجاح إلى عام 2014، حينما أصدر صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، مرسوماً بتأسيس وكالة الإمارات للفضاء، لبدء العمل على مشروع إرسال أول مسبار عربي وإسلامي إلى كوكب المريخ، أطلق عليه اسم «مسبار الأمل»، الذي يعد إعلاناً رسمياً لدخول دولة الإمارات السباق العالمي لاستكشاف الفضاء الخارجي؛ حيث يتولى «مركز محمد بن راشد للفضاء» التنفيذ والإشراف على مراحل تصميم المسبار وتنفيذه، فيما تمول الوكالة المشروع وتشرف على الإجراءات والتفاصيل اللازمة لتنفيذه. مصدر إلهام وفي الرابع عشر من إبريل/نيسان 2015، قال صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في تغريدة على «تويتر»: «الإخوة والأخوات بدأنا بحمد الله الإعداد لإطلاق أول مسبار عربي إسلامي لاستكشاف كوكب المريخ #مسبار_المريخ، سيكون بداية لدخول العرب عصر الفضاء»، أعقبتها تغريدة أخرى، قال فيها: «رحلة المريخ هي تحد كبير.. وهي مصدر إلهام لنا جميعاً كأمة عربية بأننا نستطيع المنافسة في السباق الحضاري والمعرفي العالمي».وفي السادس من مايو/أيار 2015، أكد سموّه أن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، سيكون إضافة إماراتية للمعرفة البشرية، ومحطة حضارية في تاريخنا العربي، واستثماراً حقيقياً لأجيالنا المستقبلية، مشيراً إلى أننا «اخترنا للمسبار اسم «الأمل»، لأن الشيخ زايد كان يمثل الأمل لدولة الإمارات، والإمارات اليوم تمثل الأمل للمنطقة، وهذا المسبار يمثل الأمل لملايين الشباب العرب بمستقبل أفضل».وقال سموّه: «من خيمة صغيرة قبل 43 عاماً، بدأ زايد وراشد، وواصلا الليل بالنهار لبناء إنسان الإمارات، واليوم تحت قيادة صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، لدينا فريق عمل ينافس الأمم الكبرى في الوصول إلى المريخ».تحديات وإجراءات وعلى الرغم من الظروف والإجراءات الاحترازية التي تتخذها أغلبية البلدان، فإن عمليات نقل «مسبار الأمل» جرت بنجاح من دبي إلى محطة انطلاقه إلى الفضاء في اليابان، وهي بذلك ترسل رسالة إيجابية جديدة إلى العالم، عبر المضي قدماً في الخطوات التنفيذية لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، وفقاً لما هو مخطط له مسبقاً، على الرغم من التحديات الناجمة عن تفشي وباء «كورونا» عالمياً.معرفة بشرية ومع إطلاق «مسبار الأمل» نحو المريخ في الخامس عشر من الشهر المقبل، فإنه يقدم دليلاً على قدرة دولة الإمارات بشكل خاص، والعالم العربي بشكل عام، على المساهمة الفاعلة في إغناء الحضارة والمعرفة البشرية، ويثبت كذلك أن التفاؤل والثقة والطموح بإمكانها تحقيق النجاح والإنجاز، على الرغم من الظروف التي تعانيها منطقتنا العربية، وهو كذلك نموذج عملي محسوس يهدف إلى إلهام شعوب المنطقة.وما يميز الفريق العلمي الذي سيعمل على دراسة بيانات الغلاف الجوي للمريخ القادمة من المسبار فور وصوله إلى مدار الكوكب الأحمر وتحليلها، أنه لن يبدأ من الصفر؛ بل سيواصل من حيث انتهى الآخرون، وعلى وجه التحديد، سيكون مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ أول مسبار من نوعه يدرس المناخ على كوكب المريخ على مدار اليوم، وعبر كل الفصول والمواسم بشكل مستمر، لأن المسابير التابعة لمهمات الاستكشاف السابقة كانت تأخذ لقطات ثابتة في أوقات محددة من اليوم فقط، ومن ثم، سيكون مسبار الأمل أول مرصد جوي مريخي حقيقي، من شأنه أن يكون سبقاً وتميزاً لدولة الإمارات، التي تعمل بجد للوصول إلى المركز الأول وفي جميع القطاعات.
مشاركة :