حضّت بكين، اليوم الثلاثاء، سكان العاصمة على عدم مغادرتها وأغلقت المدارس مجددا في إطار جهود تبذلها السلطات لاحتواء فيروس كورونا المستجد بعد ظهور بؤر جديدة للوباء في المدينة البالغ عدد سكانها 21 مليون نسمة. وأثارت عودة ظهور كوفيد-19 الذي يعتقد أنه بدأ من سوق تشينفادي لبيع الأغذية بالجملة في العاصمة الذعر في وقت سيطرت الصين بشكل واسع على تفشيه عبر إجراء عمليات فحص واسعة وفرض تدابير إغلاق في وقت سابق هذا العام. وخلال الأشهر الأخيرة، خففت الصين معظم التدابير التي اتّخذتها لاحتواء الفيروس بينما اعتبرت الحكومة أنها انتصرت على الوباء الذي ظهر في مدينة ووهان وسط البلاد أواخر العام الفائت. ووسط تخوّف من التفريط بالتقدّم الذي تحقق، أغلقت السلطات مناطق سكنية عدة وأعلنت الثلاثاء فرض قيود جديدة. وحضّت سلطات المدينة السكان على تجنّب «السفر غير الضروري» خارج العاصمة. وقالت مساعدة الأمين العام لمجلس بلدية بكين في مؤتمر صحفي إنه يتعيّن على كل من يريد الخروج من بكين أن يكون قد خضع لفحص يثبت عدم إصابته بالفيروس قبل سبعة أيام من المغادرة. وتابعت أنه يحظر على سكان المناطق التي تعد مخاطر التفشي فيها «متوسطة أو مرتفعة» مغادرة مناطقهم. وأعلنت لجنة التربية المحلية إغلاق كل المدارس مجدداً والعودة للتدريس عن بُعد، كما طلب من الجامعات تعليق عودة الطلبات إلى قاعات التدريس. وحذّر المتحدث باسم سلطات بكين تشو هيجيان في مؤتمر صحفي من أن «وضع الوباء في العاصمة خطير جداً». والثلاثاء سجّلت 27 إصابة جديدة بكوفيد-19، ما يرفع حصيلة الإصابات المؤكدة في بكين في الأيام الخمسة الأخيرة إلى 106 حالات، وقد أغلقت السلطات نحو 30 منطقة في المدينة وأجرت عشرات آلاف الفحوص. وأعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها حيال مجموعة الإصابات التي اكتُشفت، مشيرة إلى حجم بكين ومدى اتصالها بمناطق أخرى.
مشاركة :