هند السليمان : الذكاء الإصطناعي وأثره على إدارة الموارد البشرية

  • 6/17/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أحدثت تقنيات الذكاء االصطناعي نقلة نوعية في مجال إدارة األعمال وأثرت تأثيرا جذرياً على طرق عمل الموظفين وخصوصاً في أقسام الموارد البشرية والتوظيف. وقد بدأت تقنيات الذكاء االصطناعي بالتأثير بالفعل على قطاع الموارد البشرية وعمليات التوظيف، وذلك من خالل بناء خطط تدريب وتطوير مف ّصلة لكل موظف انطالقاً من عمليات تجري في الخلفية، وتعتمد على البيانات الضخمة أو تحليالت البيانات المرتبطة بممارسات الموظف على نحو فوري. ومع ظهور تقنيات جديدة، بدأنا بالفعل في رؤية حاالت استخدام إبداعي للذكاء الصطناعي بطرق يمكن أن تضفي مزيداً من المزايا اإليجابية على سير العمل، وذلك وفقاً استعراض أجرته شركة إنفور الرائدة في مجال توريد تطبيقات الشركات المتخصصة في الصناعةوالقائمة على السحابة. ومع ظهور خوارزميات تحليل النصوص المبتكرة ومنهجيات التصنيف الرائدة في ميادين التعلم الآلي، بالإضافة إلى نضج تحليالت البيانات الضخمة، فإن تقنيات الذكاء الصطناعي على استعداد كامل إلحداث ثورة في قطاع الموارد البشرية بطرق ال يمكن تصورها. توقعات مستويات الأداء وحاالت إنهاء العمل. ربما يكون التعلم الآلي هو أنجح فرع من فروع الذكاء الصطناعي. ويتمثل جزء كبير من نجاح التعلم اآللي في القدرة على تضمين وتقديم نموذج نهائي بما يحتويه من بيانات التدريب وإجراءات االختبار والمعايير المتوقعة على شكل صندوق أسود يجمع كافة التفاصيل ويعمل بشكل بسيط. هل تريد معرفة المرشحين األكثر قرباً ليكونوا مناسبين للحصول على مكانك في العمل؟. هل لديك مجموعة من الموظفين الذين ترغب في إنهاء إجراءاتهم على مدى العام أو العامين القادمين؟ إذاً فقط أدخل بعض المعلومات اللازمة إلى أداة التصنيف ودعها تقدم لك كامل التوقعات. تُحدث التحليالت الخاصة بالمواهب ونماذج مخاطر سفر الموظفين ثورة كبيرة في كيفية إدارة أقسام الموارد البشرية لوضع خطط خاصة بالقوى العاملة. تم استخدام أنظمة إدارة التعلم ووحدات التدريب لعدة سنوات ضمن قطاع الموارد البشرية بهدف توفير المسار الوظيفي المناسب للموظفين وتطوير قدراتهم وذلك لمساعدتهم على التفوق في مناصبهم الحالية وتعزيز طموحهم نحو مناصب أعلى. ويمكن لتقنيات الذكاء االصطناعي ضمن هذا التوجه الإستفادة من تكنولوجيا البيانات الكبيرة المتطورة على نحو متزايد لحشد مجموعات البيانات الضخمة والمتنوعة مثل عدة تيرابايتات من السير الذاتية ومراجعات األداء، تحليل المشاعر لتعزيز دور الموظفين. كما تم استخدام تقنيات تحليل المشاعر في السنوات األخيرة للكشف عن مشاعر الموظفين الإيجابية والسلبية وتحيزاتهم اتجاه كل شيء بدءاً من التغريدات على منصة تويتر ووصولا إلى آرائهم على موقع Yelp. وفي الوقت الذي بدأ فيه العديد من أصحاب الشركات بالمغامرة واستخدام هذه التقنيات، سنشهد خلال السنوات القادمة صعود تطبيقات تحليل المشاعر لمستويات أوسع ضمن قطاع الموارد البشرية بهدف قياس مشاعر الموظفين ومدى مشاركتهم ودورهم. كيف تعمل تقنية تحليل المشاعر لتعزيز مشاركة الموظفين؟ عند الحصول على إجابات مستخدم معينة، يتم بشكل أساسي تعيين الكلمات الجوهرية من هذه الإجابات في معجم وتُعطى الكلمات درجات إيجابية أو سلبية. ويتم تبسيط بعض آليات تسجيل النقاط، مع تعيين تصنيف بسيط على شكل + أو – لكلمة ما، فيحين يتم تصنيف كلمات أخرى ضمن عدة مستويات وضمن نطاق معين من الدرجات الإيجابية أو السلبية ( من -5 إلى +5.) قال طارق تامان، المدير العام لمنطقة الهند والشرق الأوسط وأفريقيا لدى شركة إنفور: “معتطور األنظمة وتوافر المزيد من البيانات، سوف يستمر الذكاء الصطناعي في التأثير على الموارد البشرية بطرق شتى. كما أن أخذ الوقت الكافي لفهم الفوائد والعثرات لمختلف الأساليب هو أمر ال يقل أهمية عنبناء الخوارزميات الصحيحة والبنى الأساسية للبيانات. إذا تأملنا في التكنولوجيا التي نستخدمها كمستهلكين بشكل يومي وفكرنا في مدى تطورها وتغيرها، فسنرى أن الأنظمة الأساسية مثل تويتر، يوتيوب، فيسبوك، لينكدان قد ظهرت في وقت متتابع قصير للغاية منذ ما يقرب من 16 عاماً، وكان أساس عرض المعلومات على متصفح الويب، وتحول العالم مرة أخرى عام 7002 عندما تم إطالق الأيفون، فتم التفكير في قوة الهاتف الجوال وكيف يمكن أن يكون لدينا جهاز كمبيوتر في جيوبنا، وظهرت موجات من التطبيقات الموجهة للجوال مثل سناب شات، واتساب، انستجرام، أوبر، وغيرها .. الحقيقة أن الذكاء الصطناعي موجود في كل مكان حولنا، وبالطبع هناك بعض األنظمة تعطي تجربة شخصية أكثر من خلال عناصر التعلم الآلي، فإذا كنت تستخدم منصة نيتفليكس مثالً ستجد أن الخوارزميات الموجودة في الخلف تخلق تجربة أكثر تخصصاً من خلال معرفة ما تشاهده ومحاولة عرض بعض المقترحات التي تتماشى مع المفضل لديك، وهذه هي النقطة المهمة عندما نفكر في تأثير الذكاء االصطناعي على الموارد البشرية. إن التغيير في حياة المستهلك يغير توقعات القوى العاملة في الجهة ، لأنهم يستخدمون هذه الأنواع من التقنيات كل يوم ثم يأتون إلى العمل ليجدوا تجربة مختلفة تماماً حول مدى استعداد مسئولي الموارد البشرية للذكاء com.Hr في استطالع أجراه موقع Chatbots الإصطناعي أفاد 27 %ممن شملهم االستطالع بأنهم يرون أن روبوتات الدردشة ستكون واجهة مهمة للموظفين من أجل الحصول على إجابات وقتية عن استفساراتهم، وهذه النسبة ليست مفاجئة الحقيقة حيث تستخدم العديد من المنشآت أنظمة للمحادثات مثل سألك وغيرها مما يسهل إضافة تشات بوت لمزيد من الراحة والسرعة للموظفين، ويرى 66 % أنهم يتوقعون استخدام الذكاء االصطناعي على مستوى عالي بحلول عام 7072 ،فيما وافق 16 %بشكل كبير أنهم لديهم معرفة قوية حول الذكاء االصطناعي، وهذا ما يحتاج إليه العاملين في الموارد البشرية، حيث ال نحتاج فقط إلى التفكير في كيفية رفع مستوى مهارات موظفينا والقوى العاملة لدينا ومساعدتهم على التعامل مع مستقبل العمل، بل نحتاج أيضاً إلى التفكير في كيفية رفع مستوى الموارد البشرية وما هي المهارات التي يحتاجها الموارد البشرية لتحقيق النجاح في هذا العالم الجديد من العمل عندما نلقي الضوء على المجالات الرئيسية التي يتغير فيها مشهد تكنولوجيا الموارد البشرية، نرى أن هناك العديد من التقنيات التي لديها شكل ما من أشكال التعلم اآللي أو الذكاء الإصطناعي في صلب نظامها. من أكبر مجاالت الموارد البشرية تأثيراً بتكنولوجيا التوظيف، تجربة الموظف، التعلم والتطور، وتحليالت الموظفين .

مشاركة :