العاصمة المقدسة: تشييع شهيد الواجب المالكي مُطارد «الداعشي»

  • 7/6/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

شيعت العاصمة المقدسة صباح أمس، شهيد الوطن الرقيب أول عوض سراج المالكي، الذي استشهد خلال تأدية عمله في إحباط عملية إرهابية لتنظيم داعش في محافظة الطائف، وأديت صلاة الجنازة على الشهيد في جامع الراجحي بمكة المكرمة، ثم ووري الثرى في مقبرة الشرائع، التي شهدت حضورًا كثيفًا من المواطنين وأصدقاء الشهيد وأقاربه وذويه وعدد من مشايخ القبائل، بالإضافة إلى نخبة كبيرة من القيادات الأمنية والضباط والأفراد يتقدمهم صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن جلوي بن عبدالعزيز وكل إمارة منطقة مكة المكرمة للشؤون الأمنية ومدير شرطة منطقة مكة المكرمة، اللواء عبدالعزيز بن عثمان الصولي، ومدير شرطة محافظة الطائف العميد عبدالرحمن الثمالي، ومدير الإدارة العامة للدفاع المدني، بالعاصمة المقدسة العميد سامي الجدعاني. وتحدث سراج المالكي والد الشهيد بقوله «هنئوني قبل أن تعزوني، متحدثًا بكلمات يخالطها دموع الحزن العميق وألم الفراق عن ابنه الذي قال عنه: ابني كان بطلًا وقدوة للرجال، استشهد من أجل الوطن، وهذا فخر لعائلته وأولاده وزوجاته ولقبيلته، وأضاف: صحيح بأني خسرت ابني، ولكن ربحنا منه في المقابل منه شرف النهاية، التي كل مسلم يتمناها مدافعا عن بلاده ودينه. وعن كيفية تلقيه خبر وفاة ابنه قال: في صباح يوم الجمعة أخبروني بخبر استشهاد ابني أثناء تأدية عمله في مداهمة أوكار الإرهابيين، ولم أكن مصدقًا وعندما خرجت من قريتنا ببني مالك جنوب الطائف في طريقنا إلى المحافظة نفسها برفقة والدته وجمعًا من الأقارب والأصدقاء وعندما اقتربت من دخول محافظة الطائف تملكني شعور غريب بأن ابني عوض فارق الحياة، وفعلًا ذهبت مباشرة إلى ثلاجة الموتى بأحد مستشفيات الطائف ووجدت أن ابني «مات» وبعدها حزنت حزنا شديدًا على فراقه، وفي نفس الوقت فرحة بشرف النهاية، التي نالها «ابني عوض»، الذي قدم روحه فداء للوطن وترك من خلفه أسرته وأبناءه. وأضاف: ابني لديه زوجتان وله خمسة أولاد وأربعة بنات وزوجته الثانية حامل في شهرها الثامن، وكان يترقب قبل وفاته موعد زواج ابنة البكر نايف، وهو يعمل موظفا في الخطوط السعودية الموعد، الذي كان مقرر إقامته بعد موسم حج هذا العام، ولديه ابن سوف يتخرج من الثانوية العامة هذا العام، وذكر بأن ابنه الشهيد رحمة الله عليه بأن يكون هتان ضابط في الأمن العام السعودي، وكما أن لديه من الأبناء فيصل ونواف وهما يدرسان بالمرحلة الابتدائية الآن والصغير اسمه حسام، وذكر بأن الشهيد يسكن في منزل شعبي وعليه ديون مثبتة رسميًا، متمنيًا بأن يجد من يتولى تسديد هذه الديون، وأضاف: والدة الشهيد تعرضت لصدمة قوية نقلها على أثرها فور سماعها خبر وفاة ابنها الشهيد عوض وإلى حد الآن وهي مازالت تعيش في غيبوبة تامة في أحد مستشفيات مكة المكرمة. وأكد مدير شرطة منطقة مكة المكرمة اللواء عبدالعزيز بن عثمان الصولي بأن الشهيد عوض المالكي كان يمثل المملكة خير تمثيل والدليل بأنه فارق الحياة، وهو على رأس العمل مدافعا عن وطنه ودينه، ويعد مثالًا حيًا لأحد أبناء الوطن بأن يقدم أغلى ما يملك وهو نفسه وروحه في سبيل تأدية الواجب استتب الأمن واستقرار المملكة، وذلك ليس غريبًا مثل هذه المواقف البطولية بهذا المستوى والإقدام، مبينًا بأن المملكة خسرت أحد رجالها البواسل، ولكن العزاء الوحيد الذي اكتسبتنه المملكة من هذا الخسارة، هو أن الشهيد كسب شرف النهاية رغم الحزن العميق وألم الفراق، داعيًا الله أن يسير أبناء الشهيد على خطى والدهم، وأوضح بأن رجال الأمن في أحسن حال وهم يمثلون بلدهم أفضل تمثيل ويقدمون أغلى ما يملكون في سبيل حماية الوطن، وهم عيون ساهرة تسهر لراحة المواطن والدولة وفرت لهم كل الإمكانات، التي تمكنهم من القضاء على كل ما يسوء للبلاد.

مشاركة :