لندن – انضمت صحيفة الإندبندنت إلى عدد من المؤسسات الإعلامية التي اختارت إطلاق نسخة باللغة الروسية في خطوة تعكس تزايد الاهتمام العالمي بالتحدث إلى الروس وليس فقط الاستماع إليهم عبر عدد من وسائل الإعلام الناطقة بعدة لغات من بينها الإنجليزية والعربية والتركية، أبرزها قناة “روسيا اليوم” ووكالة “سبوتنيك”. وذكرت بوابة آر.بي.إس الإعلامية الروسية الثلاثاء أن قطب الإعلام الروسي ألكسندر ليبيديف قال إنه يعتزم إصدار نسخة إلكترونية باللغة الروسية من صحيفة الإندبندنت البريطانية بدءا من الشهر الجاري. ولم يُحدد ليبيديف، الداعم المالي لصحيفتي الإندبندنت وإيفننج ستاندرد اللتين تصدران في لندن، موعدا محددا لإصدار النسخة الروسية. وقال آرتيم آرتيموف، المحرر المشرف على المشروع، لبوابة آر.بي.إس إن النسخة الجديدة باللغة الروسية ستتضمن ترجمات حصرية بالروسية لمقالات صحيفة الإندبندنت، وستكون متاحة فقط عبر الإنترنت مثل الصحيفة البريطانية. ويعكس الاهتمام العالمي المتصاعد بمخاطبة روسيا اعترافا بتحولها إلى قوة سياسية وعسكرية، لاسيما مع تزايد تدخلها في العالم العربي الذي ظل لعقود ساحة يحتكرها الغرب بشكل شبه كلي. وتبث وكالة أنباء الإمارات “وام”، وهي الوكالة الرسمية للدولة، بثماني لغات من بينها اللغة الروسية، ما يشير إلى أن العالم زاد اهتمامه بهذه اللغة بعد أن كان قد شطبها من الاعتبار بنهاية الحرب الباردة وسقوط الاتحاد السوفييتي. وقبل نحو أسبوعين أعلنت مؤسسة الإذاعة والتلفزيون التركية (تي.آر.تي) إطلاق منصة إخبارية باللغة الروسية عبر الإنترنت، لتكون اللغة الأجنبية الرابعة، بعد العربية والإنجليزية والألمانية. وقالت المؤسسة إن المنصة تهدف إلى أن تكون مؤثرة بتغطيتها الروسية من خلال المقابلات الإعلامية والتقارير ومقاطع الفيديو، وهو ما يعكس سعيا لمنافسة المواقع الروسية الناطقة باللغة التركية التي يبدو أنها باتت تزعج السلطات التركية. وأوضحت المؤسسة أن المنصة ستكون موقعا متوازنا وإعلاميا للتعبير في العالم الناطق بالروسية وفي جميع أنحاء العالم، في ما بدا محاولة للتغطية على استهداف المنصة لروسيا بشكل خاص. ويفسر كثيرون لجوء تركيا إلى إطلاق منصة باللغة الروسية بأنه جاء ردا على ما تعرضت له السياسة التركية، ممثلة بأعلى هرمها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من إحراج عبر وسائل الإعلام الروسية التي سربت أخبارا ومقاطع فيديو أكثر من مرة، فيما اكتفت وسائل الإعلام التركية باستنكار التسريبات والتنديد بها في منصاتها باللغة التركية والعربية، وظهرت عاجزة أمام آلة الإعلام الروسي في مناطق شاسعة تهتم بها تركيا. اهتمام روسي بالعالم العربي اهتمام روسي بالعالم العربي وينظر إلى الخطوة التركية على أنها جاءت متأخرة نظرا للتطورات السياسية المتلاحقة في السنوات الأخيرة، والتجاذبات الروسية – التركية في مختلف الملفات، والتي انفردت موسكو بتغطيتها وتحليلها وتوجيهها وفق رؤيتها، ليس فقط في روسيا والمناطق التابعة لها، إنما أيضا في جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابقة التي يتحدث قسم من سكانها بالروسية وتعتبر لغة ثانوية في البلاد، مثل أوكرانيا وجورجيا وأرمينيا وإستونيا وتركمانستان وأوزبكستان وغيرها. وتتصارع تركيا وروسيا في ليبيا وسوريا وتحتاج كل منهما إلى “سلاح” الإعلام لتوجيه الرأي العام خاصة العربي الذي لا يتقبل بسهولة فكرة تدخل دول ليست عربية في شؤون العرب. وأطلقت روسيا قناة “روسيا اليوم” الناطقة بالعربية سنة 2007 لكن اهتمامها بالعالم العربي تزايد بعد الأحداث التي شهدتها المنطقة في 2011، وهو ما دفعها إلى تطوير محتوى القناة بما يتناسب مع تلك الأحداث وخاصة بعد تدخلها في سوريا. وتعتبر القناة منصة توضح روسيا من خلالها مواقفها من مختلف القضايا الدولية وخصوصا في العالم العربي ويرى كثيرون أنها تحولت إلى “نواة للتواصل وجسر بين روسيا والعالم العربي”. وتركز وسائل الإعلام الروسية الناطقة بالعربية بشكل أكبر على الدول التي تتدخل فيها روسيا وتحظى باهتمام بالغ مثل سوريا وليبيا.
مشاركة :