جميعنا يعلم مدى تأثير جائحة فايروس (كورونا) والكارثة التي ألمت بالأندية العالمية على المستوى الاقتصادي بعد تعليق البطولات خصوصاً في القارة العجوز «أوروبا»، مما جعل الكثير من الاتحادات الوطنية والأندية ترفع حالة مستوى الحذر والبحث عن حلول مالية بديلة خشية الإفلاس بعد توقف موارد المال الرئيسية كحقوق النقل التلفزيوني والحضور الجماهيري وعقود الرعاية والتسويق التي كانت تحمل أعباء تكاليف عقود اللاعبين بنسبة كبيرة، مما اضطر الأندية الأوروبية على وجه الخصوص الاتحاد في سياسة تخفيض الرواتب على صعدي اللاعبين والأجهزة الفنية. كذلك في المملكة العربية السعودية اضطرت الأندية السعودية إلى اتباع سياسة تخفيض رواتب اللاعبين والمدربين للحفاظ على الحد الأدنى حتى تعود الأمور إلى نصابها، ولكن كلمة «إفلاس» فهي ليست واردة في قاموس الرياضة السعودية كون الأندية تحظى بدعم حكومي مباشر وكذلك تعود ملكيتها للحكومة وليست شركات خاصة كما في أوروبا والعالم تخشى الإفلاس، فعلى الرغم من تقلص الدعم الحكومي للأندية السعودية، إلا أن أنديتنا ما زالت تحظى باهتمام مستمر من لدن القيادة الرشيدة رغم الجائحة التي حطمت مجاديف الاقتصاد في العالم، وخير دليل ما تم إيداعه مؤخراً من قِبل وزارة الرياضة في حسابات الأندية المالية. وبالتالي ومن الطبيعي أن نجد استهدافاً ممنهجاً من قِبل اللاعبين والمدربين الأجانب ووكلائهم لخزائن الأندية السعودية التي باتت تصنف على مستوى الصحافة العالمية بالأكثر أمناً مادياً وتوازناً كونها تحظى برعاية مالية على مستوى الحكومة، لذا فمن الطبيعي أن نسمع ونطالع أخباراً يومياً تنفرد بها صحف برازيلية وأوروبية حول مفاوضات وتحركات إدارات الأندية السعودية تجاه لاعبي بلدان تلك الصحف ومدربيها وغالبيتها ليست سوى محاولة تسويق مدفوعة الثمن من وكلاء وسماسرة لغرض الاستفادة من رفع المنافسة والقيمة المالية. فحديثنا عن استهداف أموال الأندية السعودية ليس بمحض العاطفة أو الغيرة الوطنية المطلقة، بل هو واقع نعيشه للأسف خصوصاً ما رأيناه في الأيام القليلة الماضية من محاولة تسويق اللاعبين الأجانب في الدوري السعودية إلى أندية سعودية أخرى مثل (رومارينهو) الاتحاد و(إداوردو) الهلال و(سوزا) الأهلي، وكذلك طمع وجشع النادي التركي في تمديد إعارة (مايكون) النصر، فقد قالها مدرب الهلال (رازفان لوشيسكو) بصراحة:» نعلم أن وكلاء اللاعبين جعلوا العديد من لاعبي كرة القدم مادة دسمة للصحافة، وخلقوا العروض، وحاولوا جذب الانتباه، أرى أن هذه هي إستراتيجية التسويق للوكيل، ففي مثل هذه الحالات يتم إبراز المملكة العربية السعودية باستمرار». قبل الختام عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ).
مشاركة :