انتفاخ الرئة مرض رئوي يعاني منه المصابون صعوبة في التنفس وبالأخص عند عملية الزفير وهو عبارة عن نوعين من الأمراض الرئوية النوع الأول يعرف بالإنسدادية المزمنة والنوع الثاني يعرف بالتهاب الشعب المزمن. يعاني معظم المصابين بالأمراض الإنسدادية المزمنة من انتفاخ الرئة والالتهاب الشعبي المزمن، وتتميز هذه الأمراض بازدياد في ضيق القصبات التي توصل الرئتين بالفم والأنف ويعد هذا سبباً أساسياً في الوفاة في البلدان الصناعية. يتعرض المدخنون للإصابة بهذا المرض بنسبة أكبر حوالي اثنا عشر ضعفاً في الأقل من غير المدخنين، وتظهر أعراض هذا المرض في نحو عمر الخمسين ويكون معظم المصابين به من الرجال. * ما تأثير انتفاخ الرئة؟ - عندما يتم استنشاق الهواء النقي فإنه عادة يمر عبر الممرات الهوائية باتجاه الحويصلات الهوائية الصغيرة بالرئة والتي تعرف ب"الأسناخ" وتحتوي جدران هذه الحويصلات على شبكة من الأوعية الدموية الدقيقة والتي تسمى الشعيرات الدموية والتي تسمى الشعيرات الرئوية ويقوم الدم الذي يمر داخل الأكسجين من الهواء المستنشق وترك ثاني أكسيد الكربون في الأسناخ ليخرج مع هواء الزفير، ويوزع الدم الأكسجين إلى أنسجة الجسم كافة عن طريق الشرايين فيما يسلك هواء الزفير المحمل بثاني أكسيد الكربون طريقه عبر الممرات الهوائية في الأنف والفم إلى خارج الجسم. يدمر الانتفاخ الرئوي جدران الحويصلات الهوائية بما فيها الشعيرات الرئوية وبما أن جسم الإنسان البالغ به مئات الملايين من الحويصلات الهوائية فإن هذا التدمير قد يستمر عدة سنوات قبل أن يشعر المصاب بالانتفاخ وبصعوبة التنفس. ومع تقدم المرض يستمر تدمير الجدران السنخية مع شعيراتها الدموية مما يؤدي إلى سد الممرات الهوائية لأن جدران السنخية هو المساعدة على إبقاء الطرق الهوائية الصغيرة مفتوحة. كما يؤدي إلى تكون فراغات كبيرة تحبس الهواء الفاسد المحمل بثاني أكسيد الكربون داخل الرئة ثم تبدأ الرئة بفقدان مرونتها. وتتضخم كثيراً بسبب استنشاق كمية أكبر من الهواء واحتباسه في الفراغات، وهكذا يعطل الانتفاخ خروج ثاني أكسيد الكربون من الجسم ويمنع وصول الأكسجين اللازم إلى أنسجة الجسم. * ما أعراض مرض انتفاخ الرئة؟ - أعراض مرض انتفاخ الرئة هو شعور المريض بصعوبة في التنفس وخصوصاً أثناء الزفير وتوسع في الصدر وزرقة الجلد بسبب نقص الأكسجين، يشكو المصابون بهذا المرض من نزلات البرد المتتابعة ومن التهاب الرئة. كما يتسبب في نشوء أمراض القلب عند بعضهم. * ما مسببات مرض انتفاخ الرئة؟ - توجد عدة عوامل تهيئ لظهوره مثل التدخين والهواء الملوث والتلوث البيئي والالتهابات المتكررة والعوامل الوراثية والتعرض للأبخرة الكيميائية، ويعتقد الأطباء أن هناك أنزيمات معينة تقوم بتدمير الدران السنخية، وتساهم العوامل المسببة للمرض التي سبق ذكرها في الحد من القدرة على التحكم في الأنزيمات والالتهاب الشعبي يدخل في عملية انتفاخ الرئة حيث إن الالتهاب الشعبي يصيب الغشاء المخاطي للشعب (القصيبات) الهوائية في الرئتين بسبب التهاب هذه القنوات المسماة بالشعب زيادة إفراز المخاط الذي يخرج في عملية السعال. والالتهاب الشعبي قد يكون حاداً لفترة قصيرة ويمكن علاجه أو مزمناً ويصعب علاجه. ومن أعراض الالتهاب الشعبي المزمن ارتفاع درجة الحرارة وآلام الصدر والسعال المصحوب بمادة مخاطية. ويسبب الالتهاب الشعبي أحياناً قصر التنفس وأحياناً هبوطاً في القلب. * ما علاج انتفاخ الرئة والالتهاب الشعبي؟ - يعالج الالتهاب الشعبي عن طريق العقاقير التي تعمل على توسيع الشعب الهوائية أو عن طريق العقاقير التي تساعد على تلين أو إذابة المادة المخاطية فتخرج مع السعال، وتساعد الرطوبة الصادرة عن جهاز مرطب على تليين المادة المخاطية. وتوصف المضادات الحيوية إذا وجدت عدوى. وعلى المصابين عدم التدخين والجلوس في الأماكن المسموح للتدخين فيها حيث إن الدخان الذي يستنشقونه يؤثر على الرئة. كما يمكن إعطاء المريض عقاقير موسعة للشعب الهوائية بالإضافة إلى استعمال الأكسجين عند الضرورة. * هل هناك أدوية عشبية يمكن استعمالها لانتفاخ الرئة؟ - نعم هناك أعشاب تساعد على تخفيف مرض انتفاخ الرئة وهي: بوصير أبيض Mullein: ويعرف علمياً باسم Verbascum thapsus وهو نبات عشبي له أزهار في مجاميع تشبه الذيل وقد قال عنه العالم بلينيوس عام 77 ميلادية "إن الدواب التي لا تعاني فقط من السعال بل أيضاً من ربو الخيل تشفى بنشقة واحدة". كما قال الدكتور مورئي مؤلف كتاب طب الأعشاب والأدوية العشبية المقوية إن هذا النبات له قدرة كبيرة في علاج حالات الجهاز التنفسي شاملاً مرض انتفاخ الرئة. ويعتبر نبات البوصير غنياً بالمادة الهلامية التي ترطب المخاط وتخرجه. يحتوي على مواد صابونية وزيت طيار وفلافونيدات وجلوكوزيدات مرة. ويستعمل على هيئة شاي حيث يؤخذ من مسحوق النبات ملعقة صغيرة إلى ملعقتين تضاف إلى كوب ماء سبق غليه ويترك لمدة عشر دقائق ثم يصفى ويشرب. وقد رأى الدكتور مرئي أنه بالإمكان أن يضاف إلى المشروب قليل من الشطة وعرق السوس. الشطة أو الفلفل الأحمر Red Pepper أو Cayenne: وهو نبات عشبي حولي يعرف علمياً باسم Capsicum frutescens والجزء المستخدم منه هو الثمار. ويعرف هذا النبات بالفليفلة وقد نصح الطبيب الإنجليزي أروين زيمنت مرضاه المصابين بانتفاخ الرئة بأكل كثير من الشطة على أكلهم أو إضافة عشر إلى عشرين نقطة من صلصة الشطة إلى ملء كوب ماء وشربه يومياً. ولهذا الاستعمال سببان الأول أن الشطة تحتوي على مركبات تعتبر مصدراً ضد السموم في الجسم والتي تحمى أنسجة الرئة من الدمار. والثاني أنها تساعد على ترطيب أو إذابة المخاط الموجود في الشعب الهوائية وإخراجه خلال القصبات الهوائية. وكان القدماء يستخدمون البهارات الحارة مثل الثوم والبصل والزنجبيل والخردل لإذابة المخاط في الشعب الهوائية وإخراجه عن طريق السعال. تحتوي ثمار الفليفلة أو الشطة على قلويدات وأهمها مركب الكبساسين الذي يعزى إليه الطعم الحار في الشطة وحموض دهنية وفلافونيدات وغنية جداً بفيتامين ج، ب، أ، كما تحتوي الثمار على زيت طيار وسكريات وصباغ الكاروتين. تستعمل الشطة منذ مئات السنين كمنشطة للدورة الدموية وتساعد على التعرق ومنبهة للمعدة، طاردة للغازات والأرياح، مطهرة ومضادة للجراثيم. تعمل مقوية ومنشطة للجهاز العصبي. تزيد من تدفق الدم إلى منطقة معينة. كما تفيد في أمراض الحلق والتهاب اللوزتين والتهاب الحنجرة والبحة. وهناك محاذير لاستعمالات الشطة وهي ضرورة التقيد بالجرعات المعطاة حيث يؤدي الاستعمال المفرط إلى التهاب المعدة والأمعاء وتضر بالكبد. عدم تناول جرعات من الشطة أثناء فترة الحمل والإرضاع. يجب عدم لمس العينين أو أية جروح بعد لمس بذور الشطة. الهيل Cardamon: الهيل عبارة عن نبات عشبي المستخدم منه البذور الموجودة داخل ثمار الهيل المعروفة وغلاف ثمرة الهيل خال من المواد الفعالة. يعرف الهيل علمياً Elettaria cardamomum وتحتوي بذور الهيل على زيت طيار المركب الرئيسي فيها هو السينيول ويعتبر هذا المركب فعالاً ضد البلغم وتستخدم بذور الهيل ضد انتفاخ الرئة حيث يؤخذ ملعقة صغيرة من مسحوق الهيل وتضاف إلى كوب عصير أو إلى كوب من الشاي ويشرب. اليوكالبتوس Eucalyptus: وهو عبارة عن أشجار كبيرة معمرة يعرف علمياً باسم Eucalyptus globulus والجزء المستخدم من اليوكالبتوس هو الأوراق وتحتوي الأوراق على زيت طيار المادة الرئيسية فيه هي السينيول وتعتبر أوراق هذا النبات جيدة لإخراج البلغم من الشعب الهوائية والطريقة أن يؤخذ ملعقة من مسحوق الأوراق الجافة وتضاف إلى كوب ماء مغلي وتترك لمدة عشر دقائق ثم يصفى ويشرب بمعدل ثلاثة أكواب في اليوم.
مشاركة :