"لن أدخل في متاهات الانتخابات فإنها لدينا غير نزيهة، لأن من يريد الرئاسة يلجأ لشراء بعض الأصوات من خلال دفع الرسوم عنهم من أجل التصويت له" بهذه الكلمات لخص رئيس الوحدة المكلف محمد بصنوي الأسباب التي تحول بينه وبين الكرسي عبر صناديق الانتخابات في لقاء مع الزميل تركي الغامدي قبل أسابيع عدة. رجل المنجز الوحداوي الأخير تحدث انطلاقاً من خبرته في الوسط الرياضي وتلخيصاً لحال الانتخابات التي تجرى خلف أسوار الأندية والتي كانت وستبقى في ظل نظام رسوم العضوية طاردة للكفاءات الإدارية التي تبحث عن خدمة الرياضة السعودية من بوابة الأندية، من النادر جداً أن تكون محصلة الأصوات في انتخابات الأندية نزيهة خالية من عمليات التلاعب التي لا يمكن كشفها خصوصا وهي تدور في فلك النظام فالعبرة ليست بكفاءة المتقدم أو قدرته المادية على إدارة النادي بقدر ما هي معتمدة على علاقته الشخصية وسداده لرسوم المنتخبين له، لا تكاد تنتهي جمعية عمومية في الأندية السعودية من دون ظهور المشاكل على السطح وترامي الاتهامات بين الأطراف المنتخبة، وعودتها إلى النظام الذي تقوم عليه انتخابات الأندية فإن لجميع من يسدد رسوم الاشتراك 240 ريالا أحقية إسقاط ورقة صوته داخل صناديق الاقتراع فيستوي بذلك من يدعم خزينة النادي بمئات الألوف أو بالملايين مع من دَفع أو دُفع له قيمة رسوم الجمعية العمومية، وكثر ممن يرتضي أن يؤتى به لمقر الانتخابات لتنفيذ طلبات آخرين لا يرتبط بالنادي مطلقاً ولا يعرف عنه شيئاً عدا الحضور بين فترة وأخرى بعد أن تسدد له رسوم عضويته ويمنح صوته بناء على علاقات شخصية، من أجل ذلك تتهاوى أندية وتتردى أوضاعها المالية والفنية في ظل منح المناصب لغير مستحقيها ولأجله اختفت أندية ذات تاريخ وحضور عن الأضواء وباتت تتساقط عاماً بعد آخر إلى درجةٍ أقل حتى بات منتهى الطموح لمحبيها ألا يهبط الفريق إلى المناطق، وأندية أخرى عصفت بها الديون بعد أن تسلمها رؤساء يجهلون كثيراً في سياسة الإدارة لها حتى حمّلوها أعباء مالية كسرت ظهر الإدارات التي خلفتها في النادي. عبث العابثين في صناديق الاقتراع واتخاذهم الحيل بإطار النظام للوصول إلى الكرسي الساخن في الأندية الرياضية كان عامل طرد للكثير من الكفاءات التي فضّلت عدم الدخول إلى ساحة الانتخابات والانسحاب باكراً، من الواجب على رعاية الشباب أن يعيد ترتيب النظام مجدداً بحيث تكون قيمة الأصوات مرتبطة بقيمة الدعم الذي قدمه الشخص لناديه مع رفع رسوم عضوية الجمعية إلى أكثر من 240 ريالا والذي يعتبر مبلغاً زهيداً يدفعه أشخاص لا ينتمون للنادي ليتحكموا بمصيره وفق أهواء شخصية وعلاقات خاصة فمن الظلم لهذه الأندية أن يبقى مصيرها معلقا بيد أشخاص لا ينتمون لها، وأخيراً لا يعني ذلك أن جميع الرؤساء الذين وصلوا إلى كراسي الرئاسة اتخذوا لهم طريقاً من هنا لكن هناك عدداً منهم عبر من ساحل الانتخابات من خلال هذه الطرق والوسائل التي تجلب مزيداً من الانكسارات للأندية وتهوي بها إلى غياهب النسيان وتقودها إلى الضياع منفرةً أبناءها ومحبيها بعيداً عن أسوارها.
مشاركة :