لولا «تويتر» هل كانت هناك داعش؟! - بينة الملحم

  • 7/6/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

ليس العنوان، على ما قد أظن، أن يكون مفاجئا للبعض؛ صادماً لآخرين، ومغضباً جداً للبعض الآخر، على سبيل المبالغة في تحميل مواقع التواصل الاجتماعي عموماً وفضاء الإنترنت المفتوح، في المقابل ولا التقليل من شأنها كعامل أساسي في تمدّد تنظيم سري ليس له ظهور سوى من خلف سُتر الظلام ويبتلع بين الفينة والأخرى العشرات من شبابنا في وضح النهار! الغريب والمفارقة التي يمكن للباحث المتخصص في شؤون الجماعات والتنظيمات الإرهابية حينما نقابل بين داعش، وبين تنظيم كالقاعدة وإن اختلفت مجرد التسميات أنه لم يمضِ وقت طويل على ما تسمى بداعش لتستطيع تحقيق هذا التمدد من سورية إلى العراق وتعلن مسؤوليتها عن عدد من العمليات الإرهابية في السعودية وتونس والكويت. كتبتُ من قبل أن داعش اختطت سبيل "الماركة" بحيث تستعين بشرارة العولمة لتصل عبر التقنية الحديثة إلى ما تود من سبل التجنيد. وهي اليوم تتخذ طريقةً حديثة تعتمد على "تجزئة الاستهداف"، تذكرنا هذه الطريقة بوسيلة "الكتائب" والتي تعني توجه فرقة داخل الجيش إلى ذراعٍ أخرى من الجيش المستهدف، لكنها اليوم أذرعةٌ جديدة استمدت قوتها لا من الفراغ السياسي في عدد من دول ما سمي زوراً بالربيع العربي لتبحث لنفسها عن موطئ قدم وموطن مستغلة الفراغات والجيوب كما القاعدة في أفغانستان واليمن آنذاك وإنما ثبت أن الهدف ليس تلك الدول إنما كانت وسيلة للتذرّع وتحقيق الوجود والتجنيد ومن ثم الانقضاض وهذا ما أثبتته العمليات والتفجيرات الإرهابية وضبط الأجهزة الأمنية في المملكة للخلايا الداعشية مؤخراً. حتى وإن كانت هذه المعلومات والتحليلات لا تروق للبعض كالسفير الأميركي السابق لدى الأمم المتحدة، مارك والاس، الذي يرأس مشروع مكافحة التطرف في أوروبا، وقد صرّح وأقرّ أنه "يوجد على موقع تويتر الآن حوالى 40 ألف حساب مؤيد وداعم لتنظيم داعش المتطرف"، مستبعداً في الوقت ذاته ما يُروج له البعض من أن التنظيم الإرهابي ما هو إلا أداة لتقسيم العالم العربي. واستبعد مقولة أن التنظيم ما هو إلا مجرد أداة لتقسيم الدول العربية، معتبراً أن "داعش استغل فراغ القوة الذي تركته الأحداث في سورية والعراق، وهو يستهدف المسلمين وغير المسلمين، من خلال إجبارهم على العيش تحت رايته والإيمان بمعتقداته وتفاصيله، والملاحظ للجميع أن الغالبية الساحقة من سكان الشرق الأوسط يرفضون وحشية هذا التنظيم، بل يرفضونه بالكامل". وأوضح السفير الاميركي أن "الأرقام كلها تؤكد أن التنظيم يستغل الإنترنت للتجنيد، حيث تم تجنيد أغلبية المنضمين إليه عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسها تويتر". ولكن ربما فات على السفير الأميركي مجرد التفكير في إجابة عن التساؤل؛ أنّ المتأمل لجغرافيا عمليات داعش وأهدافه لمْ تتجاوز دولاً بذاتها كما لم تشهد دولة بالجوار ولا عملية واحدة من القاعدة طوال أكثر من عقد من الزمان! أثبتت الوقائع أنّ التنظيمات الحركية والإرهابية المتجددة وللأسف كيف أنها قد استغلت جيداً فتوحات التقنية وحركة العصر وشهدنا مع تنظيم كداعش دخوله في زمن "نهاية التنظيمات الكلاسيكية"؛ بحيث أصبحت التنظيمات ودول متداخلة فكراً وتنظيماً وانتماءً عن طريق الصفقات والتعاون والالتقاء بين الأهداف! ولكن السؤال الملح والأهم الآن إزاء ذلك ماذا نحن فاعلون أم نكتفي بمجرد التصريح والتنظير بمسؤولية تلك المواقع وتسهيلها ابتلاع كل أولئك الشباب ونحن لا نزال في صفوف المتفرجين! ‏

مشاركة :