أبها 25 شوال 1441 هـ الموافق 17 يونيو 2020 م واس تمتاز مرتفعات منطقة عسير بوفرة المنتجات الزراعية والفواكه خلال فصل الصيف, وذلك بما حباها الله من اعتدال في درجات الحرارة واستمرار سقوط الأمطار الموسمية. وفي ظل اعتدال المناخ ووفرة المياه ، تكتسب زراعة الفواكه والخضروات والحبوب بمختلف أنواعها أهمية لدى المزارعين في عسير ، وتأتي فاكهة المشمش في مقدمة المنتجات الزراعية التي تتصدر الأسواق ومحلات بيع الخضروات المنتشرة في المراكز التجارية وعلى الطرقات المؤدية للمتنزهات في عسير، حيث تعد من أكثر المنتجات الزراعية وفرة في الأسواق وأجودها. وبدأ المزارعون منذ أسابيع قليلة في جني ثمار " المشمش " وتوزيعه في أسواق المنطقة وخارجها ، حيث يشهد إقبالاً كبيراً نظراً لجودته ومذاقه اللذيذ حيث يتراوح متوسط سعر الكيلو ما بين( 10 ـ 20 ريالا) حسب النوع والوفرة . وفي جولة لوكالة الأنباء السعودية "واس" على مزارع المشمش في المنطقة ، التقت بأحد المهتمين بزراعة المشمش الدكتور ظافر بن سعيد الشهري من أهالي محافظة تنومة ( 150 كيلومتر شمال مدينة أبها )، وقدّم نبذة عن زراعته وسبل المحافظة عليه ، مشيراً إلى أن شجرة المشمش من الأشجار التي تنتج وتعيش لفترات طويلة تمتد لأكثر من 50 عاما ، ويتراوح ارتفاعها من مترين إلى ثمانية أمتار حسب التربة والمحافظة ومدى عمرها الزمني، مضيفاً أنها تبدأ في إنتاج الثمر بعد زراعتها بسنتين إلى ثلاث سنوات تقريباً وتسقط أوراقها في الخريف وتزهر في الربيع وفي الصيف تنضج ثمارها. وأكد الدكتور الشهري أن من أبرز مميزات هذه الفاكهة الصيفية غزارة الإنتاج وتنوعه ، مبينا أنه يمكن زراعة أنواع عديدة من "المشمش" تختلف في حجم الثمرة والطعم . وبحسب المفكرة الزراعية لوزارة البيئة والمياه والزراعة فإن المشمش يزرع في المناطق التي يكون فيها الصيف معتدلاً ويستحسن زراعة الأشجار على مسافات متباعدة من ( 5 إلى 6 أمتار) لتنال الثمار حاجتها من الضوء والحرارة، أما في المناطق التي يكون تأثير أشعة الشمس شديداً ومحرقاً والرياح حارة فينصح بتقليل المسافة بين الأشجار للحد من تأثير أشعة الشمس والرياح، وهناك عوامل عديدة تؤثر على مسافات الزراعة منها حجم الأشجار النهائي وخصوبة التربة ونوعيتها وكمية المياه المتوفرة والظروف الجوية وطبيعة نمو الأشجار. ويستفاد من ثمار " المشمش " بتجفيفها لكي تحافظ على قيمتها الغذائية ، كما يدخل في تركيب الحلوى والمربى إضافة إلى عصير المشمش الغني بالفيتامينات والألياف وقليل السعرات الحرارية ، ويصنع منه مشروب "قمر الدين " بعد عصره وتجفيفه في شكل رقائق. وتعد الصين الموطن الأصلي لهذه الفاكهة منذ آلاف السنين ثم عرفت زراعتها فيما بعد في أوروبا وتركيا وسوريا والأردن ومصر وجنوب المملكة العربية السعودية. ولأهمية هذه الثمرة ولذة طعمها ورد ذكرها في مواضع عدة في الأدب العربي ومنها قول الشاعر العباسي ابن الرومي: إذا ما رأيتَ الدهرَ بستانَ مشمشٍ فأيْقِنْ بحقٍّ أنَّهُ لِطَبيبِ وأثبتت عدد من الدراسات العلمية أن فاكهة المشمش غنية بالفيتامينات مثل فيتامين " أ " وفيتامين " ج " والحديد والبوتاسيوم, وتساعد في تنشيط وظائف الكبد, ويستفاد منه في علاج حالات فقر الدم، ويقلل من مستويات الكوليسترول في الدم. // انتهى // 16:54ت م 0171 www.spa.gov.sa/2099149
مشاركة :