مازالت تداعيات مأساة سقوط الطائرة الأوكرانية بـ"خطأ" قام به الحرس الثوري الإيراني إثر استهدافها بصاروخين في يناير/كانون الثاني الماضي، حاضرة حتى اليوم على الرغم من مضي أشهر ألم طويلة على وقوعها. فبينما ينتظر أقارب الضحايا بفارغ الصبر نتائج التحقيق لمحاسبة المسؤولين، اتهم آخرون من ذوي القتلى مسؤولين إيرانيين بسرقة مجوهرات وبعض المتعلقات الشخصية التي لم تتلف قبل إعادة الرفات إلى أسرهم. ووفقا لصحيفة "ناشونال بوست" الكندية، أكد أهالي الضحايا خلال مؤتمر صحافي افتراضي في كندا، عقد مساء الثلاثاء، أن ما وصفوه بـ"نهب" متعلقات الضحايا كان جزءا بسيطا من كابوس كبير.أدلة ضد مسؤولين فقد كشف حامد إسماعيليون، طبيب الأسنان في ريتشموند هيل في أونتاريو، الذي فقد زوجته وابنته أن المسؤولين الإيرانيين اتصلوا بأفراد عائلاتهم في كندا ليطلبوا منهم التوقف عن انتقاد إيران، مضيفا: "لقد تم نهب جثث هؤلاء الأبرياء، والعبث بها في إهانة لرفات القتلى"، بحسب قوله. كما أكد الرجل المكلوم أن الخواتم والمحفظات التي بقيت سليمة إلى حد ما نهبت، منوّها بأنه يملك صوراً تدين مسؤولين إيرانيين، وتظهرهم وهم يبحثون في الحقائب والأمتعة. وتابع قائلاً إن بعض الصور والمشاهد المبكرة للتحطم أظهرت العديد من المتعلقات المتناثرة، وظهر مسؤول يبحث في حقائب اليد. إلى ذلك، أعلن أن أحد المسؤولين الذين شاركوا في فرز حطام الطائرة، عثر على حقيبة يد لضحية يعرفها، تحتوي على آلاف الدولارات نقداً، حينها عرض على المسؤولين إعادتها إلى أسرة الضحية، بحسب قوله، لكنهم رفضوا وتلقى أقارب الضحية في نهاية المطاف حقيبة فارغة فقط. كذلك ذكر أن صور الرفات التي تم الكشف عنها بعد وقت قصير من تحطم الطائرة أظهرت ضحايا يرتدون خواتم زفاف ومجوهرات أخرى، لم تتم إعادتها، ونوّه قائلا: "هذه قصة الكثير من أفراد الأسر. إنها ليست قصتي فقط"، بحسب قوله. وأوضح أيضا أنه كان من بين القلائل الذين تمكنوا من إعادة رفات ضحاياهم إلى كندا، مشيراً إلى أنه لم يستطع نقل الرفات إلا بعد توقيع تعهّد يفيد بأن زوجته وابنته من الرعايا الإيرانيين، وليسوا مواطنين كنديين، معتقداً أن إيران تحاول تقليل مسؤوليتها تجاه المجتمع الدولي من خلال الزعم بأن معظم الضحايا هم ضحاياها.كتبوا على الرفات مبروك! في السياق أيضاً، كشف جواد سليماني أنه عندما ذهب إلى طهران لدفن زوجته التي ماتت بالحادث، استدعي إلى مكتب جهاز الاستخبارات ليشرح لهم لماذا كان ينتقد الحكومة الإيرانية، مؤكدا صدمته لما رآه مكتوبا على التوابيت، وقال: "قتلوا أحباءنا ثم قالوا مبروك عليكم الشهادة". فيما أفاد آراش مرتب، رجل فقد أخاه وأخته في الحادث، إن الجمعية تعد تقريراً يشرح بالتفصيل مختلف أشكال الترهيب التي واجهتها العائلات."أسر ضحايا رحلة PS752" يشار إلى أن أسر الضحايا في كندا كانوا شكلوا جمعية باسم "أسر ضحايا رحلة PS752" من أجل كسب الدعم للأسر المتضررة من المأساة والمطالبة بتحقيق دولي واسع في الحادث، مؤكدة أنها تمثّل أقارب أكثر من 100 ضحية. وتجتمع الجمعية الأسبوع المقبل مع فرانسوا فيليب شامبان، وزير الخارجية الكندي، لمطالبة الحكومة ببذل المزيد للضغط على إيران لتكشف بالضبط عما حدث صباح 8 يناير/ كانون الثاني.تحطّمت بعد دقايق يذكر أن الطائرة الأوكرانية كانت تحطمت بعد دقائق من إقلاعها في سماء طهران يوم 8 يناير/كانون الثاني الماضي، ما أسفر عن مقتل 176 راكبا، منهم 55 مواطناً كندياً، و30 مقيماً دائماً فيها، العديد منهم كانوا طلاباً عائدين بعد عطلة عيد الميلاد. واستمرت حينها إيران في إنكار الحادثة مدة 3 أيام تقريباً، عازيةً إياه لعطل فني، حتى فضحت الصور والفيديوهات التي تظهر إطلاق الصواريخ ما حدث، فاضطر الحرس الثوري الإيراني إلى أن يقول إنه أسقط الطائرة بصاروخين بعد دقائق من إقلاعها في مطار الخميني في العاصمة طهران، ما أدى إلى مقتل كل المسافرين الـ 176 على متنها. كما أقر كل من قائد الأركان وقائد القوة الجوية بالحرس بأن صاروخاً أسقط الطائرة، وأعقب ذلك الاعتراف، نزول الآلاف من المواطنين إلى الشوارع وفي مقدمتهم طلبة الجامعات، للاحتجاج على الحادثة وإدانة تكتم السلطات وعدم كشفها الحقيقة. فيما لم تقم إيران على الرغم من مضي 6 أشهر على الحادثة، بتسليم الصندوقين الأسودين للطائرة المنكوبة إلى دولة لديها التكنولوجيا لاستخراج بياناتها على الرغم من وعدها بذلك لكل من كندا وأوكرانيا. إلى ذلك، حث وزير النقل الكندي مارك غارنو إيران الأسبوع الماضي على نقل مسجلات بيانات الطائرة، مستشهدا بالتزاماتها بموجب قواعد منظمة الطيران المدني الدولي.
مشاركة :