في ذكرى ميلاده.. يوسف السباعي فارس الرومانسية

  • 6/18/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الأديب والسياسي يوسف السباعي ابن أحد أحياء مصر الشعبية "الدرب الأحمر"، ولد في مثل هذا اليوم الـ 17 من يونيو 1917، والده هو الأديب الكبير والمترجم محمد السباعي أحد رواد النهضة الأدبية الحديثة في مصر، والذي ورث عنه عشقه للآداب العربية وفلسفتها، حفظ يوسف أشعار "عمر الخيام" التي ترجمها والده، كما أكمل قصة "الفيلسوف" التي تركها والده الذي وافته المنية قبل الانتهاء منها وطبعا في عام 1957 بتقديم للدكتور "طه حسين".تمتع يوسف السباعي بالعديد من المواهب، فكان يجيد كتابة القصص والشعر فضلًا عن موهبته في الرسم والكاركاتير، كل هذه المواهب ساعدته في إعداد أول مجلة له أثناء دراسته بمدرسة شبرا الثانوية والتي نالت إعجاب إدارة المدرسة فأصبحت تصدر باسم "مجلة مدرسة شبرا الثانوية"، ونشر فيها أول قصة له بعنوان "فوق الأنواء" 1934 والتي أعاد نشرها في مجموعته القصصية "أطياف" عام 1946. أما ثاني قصصه "تبت يدا أبي لهب وتب" فنشرها له "أحمد الصاوي محمد" في مجلة "مجلتي" وذكر اسمه بجانب كبار الأدباء مثل "طه حسين".ورغم عشق يوسف السباعي للآداب والفنون فإنه التحق بالكلية الحربية وتخرج عام 1937، وعمل مدرسا بالكلية لسلاح الفرسان، ومدرسا للتاريخ العسكري، ثم مديرا للمتحف الحربي 1949، وتدرج في الكثير من المناصب العسكرية حتى حصل على رتبة عميد.تولى السباعي مجلس إدارة العديد من الصحف والمجلات منها " الرسالة الجديدة، مؤامرات الجيب، القصة، الأدباء العرب، آخر ساعة"، ورئيس لمجلس إدارة "دار الهلال، ومؤسسة الأهرام"، اهتم بإصدار مجلة "لوتس"، ثم رئيسا لاتحاد الإذاعة والتليفزيون، كما انتخب نقيبا للصحفيين في عام 1977.وتدرج السباعي في العديد من الوظائف والمناصب بالدولة، فعين "سكرتير عام" للمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية فأصبح "رائد الأمن الثقافي" كما أطلق عليه توفيق الحكيم، وسكرتيرا لمنظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية، كما ساهم في إنشاء نادي القصة مع إحسان عبد القدوس، وجمعية الأدباء، ونادي القلم الدولي، واتحاد جمعيات الأدباء، وتم تعيينه وزيرا للثقافة في عام1973 من قبل الرئيس الراحل أنور السادات وظل في هذا المنصب حتى اغتياله في قبرص18 فبراير 1978 أثناء حضوره مؤتمرًا آسيويًّا أفريقيًّا.وعرف يوسف السباعي بمقالاته الساخنة، بدأ الكتابة في السابعة عشرة من عمره، وكان يكتب مقالا أسبوعيا أثناء عمله كضابط بالجيش فكان أديبًا سياسيًّا على درجة عالية من الحنكة، وكان مؤمنا بأهمية دور الأدب في عملية السلام، وكان مؤيدًا لمبادرة الرئيس السادات بعقد السلام مع إسرائيل وكان ضمن الوفد المرافق للرئيس السادات في زيارته إلى إسرائيل، كما تناول المأساة الفلسطينية من خلال كتابته "طريق العودة، ابتسامة على شفتيه".لم يكن السباعي روائيًّا عاديًّا بل كان ظاهرة في الحياة الثقافية المصرية، ولم يكن مجرد كاتب رومانسي بل كانت له رؤية سياسية واجتماعية في رصده لأحداث مصر، كما ذكر مرسي سعد الدين في مقدمة كتاب "يوسف السباعي فارس الرومانسية"، وعرف ببساطة روياته وسهولة أسلوبها، وقدم الكثير للسينما المصرية من خلال رواياته التي اتسمت بالواقعية والرمزية، وتهافت عليها صناع السينما وتحولت من إبداعات أدبية إلى أعمال فنية رائعة، قدمها كبار الفنانين والمخرجين، ويصفها النقاد بأنها أكثر أهمية من الروايات نفسها‚ ولعل من أشهرها "جميلة بوحيريد"، شارع الحب، نحن لا نزرع الشوك، بين الأطلال، إني راحلة، حبيبي دائما، رد قلبي، العمر لحظة، وأرض النفاق، السقا مات".كان أول عمل مسرحي يقدمه بعنوان "أم رتيبة"، ثم قدم "وراء الستار"، "جمعية قتل الزوجات"، و"أقوى من الزمن".فاز بجائزة وزارة الثقافة والإرشاد القومي عن أحسن قصة لفيلمي "رد قلبي"، و"جميلة بوحريد"، وأحسن سيناريو لفيلم "الليلة الأخيرة"، منح وسام الاستحقاق من طبقة الفارس الأعظم من الجمهورية الإيطالية، ووسام لينين من الاتحاد السوفيتي، ونال جائزة الدولة التقديرية في الآداب وتنازل عن التقدير المادي مكتفيًا بالتقدير الأدبي، وحصل على عدد كبير من الأوسمة.

مشاركة :