«أهمية نقل المعرفة للأجيال القادمة مسؤوليتنا جميعاً، لازم نراجع حساباتنا في المدارس والجامعات والمؤسسات، بحيث نعمل خريطة كاملة من المعرفة والثقافة والفنون، لازم يكون عندنا خريطة فيها إبداعات شاملة، تشمل الإمارات بكل ما فيها من فنون وآداب واختراعات، أعلم أننا في دولة أصبحت عالمية، لذلك نحتاج هذه المساحات لتكون مراكز لنقل المعرفة للأجيال». هكذا، تحدث الفنان التشكيلي مطر بن لاحج، أمس الأول، في محاضرة بمؤسسة «بحر الثقافة»، معلناً تأسيس أكاديمية افتراضية تشمل جميع المواهب والإبداعات الفنية، ومؤكداً أهمية اكتشاف المواهب ورعايتها. حملت المحاضرة عنوان: «تجليات العزلة»، وحضرتها الشيخة شيخة بنت محمد بن خالد آل نهيان، والشيخة روضة بنت محمد بن خالد آل نهيان، رئيسة المؤسسة، التي رحبت بالفنان مطر بن لاحج؛ منوهة بأهمية الجلسة مع فنان إماراتي مبدع، أسهم في رفع مستوى الحركة التشكيلية في الدولة، وأدارت الحوار الإعلامية السعد المنهالي، رئيس تحرير مجلة ناشيونال جيوغرافيك العربية. وحول تنمية المواهب عند الأطفال، أشار الفنان لاحج إلى الأثر الكبير لوالديه اللذين شجعاه وهو طفل، وتعهدا موهبته بالرعاية والاهتمام، مشيراً إلى أنه سافر مع معالي الأديب محمد المر إلى باريس، وهناك اكتشف أهمية المبدعين في نقل المعرفة للأجيال، لأن المر استطاع خلال جولة في أحد المتاحف أن يشرح الكثير عن التحف والمنحوتات الموجودة، وهذا دليل على أننا بحاجة للمبدعين لنقل المعرفة للنشء الجديد. وحول العزلة قال الفنان: لم أتأثر بعزلة كورونا لأنني وليد الظلام، والتفكير عندي يحتاج إلى الصمت، صمت الكائنات التي تعيش معي 12 ساعة. وعندي منظومة حياة في الإنتاج الذي أنجزه، والحالة الإبداعية عندي تحتاج العزلة. وأنا فخور وسعيد أن عندي فرصاً للعمل، وأعيش حياتي مع خيالي وإنتاجي، وقد أحتاج عمراً آخر لإنتاج الأعمال الموجودة في خيالي، كما أوازن بين أفكاري وتطبيقها على الواقع، ويجب التفريق ما بين عزلة الجسد وعزلة الخيال، لافتاً إلى أنه يعيش دائماً في عزلة لينظم أفكاره، وقد أفادته في إعادة البناء الداخلي، مشيراً إلى أن المساحات الزمنية جعلته ينهي أعمالاً جديدة. وعن الاحتراف قال الفنان: طوِّر نفسك كل يوم، والشغف يأتي في المرتبة الأولى، والاحتراف ينبغي أن يظهر في كل شيء، فالشغف والمتابعة والصبر، ثم تأتي غمرة السعادة.
مشاركة :