بعد أسابيع من رعاية دقيقة قدمها أطباء وممرضات من الصين وسيراليون، تعافى ثلاثة أيتام، من بينهم رضيع يبلغ من العمر تسعة أشهر، بالكامل من كوفيد-19 في مستشفى تم بناؤه بمساعدة الصين في هذه الدولة الواقعة في غرب إفريقيا. هذه القصة ليست سوى جزء صغير من العلاقة بين الصين وإفريقيا التي صمدت أمام اختبار الزمن، والتي تتميز بالمساواة والثقة المتبادلة والدعم المتبادل. هذه الرابطة صارت الآن أكثر قوة، حيث كافح الجانبان جنبا إلى جنب جائحة فيروس كورونا الجديد المتفشية منذ البداية. وسوف يترأس الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم (الأربعاء) قمة صينية-إفريقية استثنائية، سيحضرها العديد من القادة الأفارقة ورؤساء هيئات دولية مثل الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية. وتأتي القمة الافتراضية كأحدث شهادة على التزام الجانبين الثابت بالتغلب على تحدي فيروس كورونا الجديد بالتعاون والتضامن، وهو بالضبط ما فعلاه خلال الأشهر الأخيرة. فعندما كانت الصين تكافح في أعماق معركتها ضد الفيروس، سارعت العديد من الدول الإفريقية لمساعدة الشعب الصيني، وقدمت إمدادات طبية تمس الحاجة إليها وأرسلت رسائل ودية من القلب. فعلى سبيل المثال، تبرع بنك إفريقيا ومقره المغرب بـ150 ألف من الأقنعة الجراحية و900 ألف من القفازات الطبية لمقاطعة هوبي الصينية في أوائل فبراير، فيما أصبح الاتحاد الأفريقي أول منظمة إقليمية رئيسية تعبر عن التضامن مع الصين. كما مدت الصين يد العون للقارة. فقد أرسلت الصين حتى الآن إمدادات تشتد الحاجة إليها إلى أكثر من 50 دولة إفريقية والاتحاد الإفريقي، وأرسلت خبراء طبيين، وتقاسمت تجربتها في مكافحة الجائحة عبر مؤتمرات الفيديو. منذ تفشي المرض، قدمت فرق طبية صينية حوالي 400 جلسة تدريبية تتعلق بفيروس كورونا الجديد في إفريقيا ودربت 20 ألف عامل طبي محلي. وذكر بيان صدر عن الاتحاد الأفريقي في 13 يونيو أن الصين تكفلت بتوريد 30 مليون مجموعة اختبار، و10 آلاف من أجهزة التهوية الميكانيكية، و80 مليون قناع شهريا لإفريقيا، وهي "مساهمة كبيرة". وبالإضافة إلى ذلك، عبر شي مرارا عن تعاطفه ودعمه من خلال محادثات هاتفية مع قادة جنوب إفريقيا ومصر وناميبيا والعديد من القادة الأفارقة الآخرين. وهناك المزيد من الدعم في الطريق. ففي كلمته خلال الدورة الـ73 لجمعية الصحة العالمية، قال شي إن الصين ستنشئ آلية تعاون لتحقيق الربط بين مستشفياتها و30 مستشفى إفريقيا، وتسريع بناء مقر المركز الإفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها لمساعدة القارة على تكثيف استعدادها لمواجهة الأمراض وقدرتها على السيطرة عليها، وجعل لقاحات كوفيد-19، عندما تكون متاحة، منفعة عامة عالمية. وعلاوة على ذلك، تدعم الصين أيضا إعادة فتح الاقتصاد في إفريقيا. فإلى جانب مشاركتها بنشاط في مبادرة أقرتها مجموعة العشرين لتعليق مدفوعات خدمة الديون عن الدول الأشد فقرا في العالم، فقد ساعدت الصين أيضا على تعزيز تجارة السلع الاقتصادية الرئيسية لإفريقيا في السوق العالمية. وأصبحت هذه الدولة الآسيوية أكبر وجهة تصدير بالنسبة لناميبيا في مارس. وسمحت العروض الترويجية بالبث المباشر وسط الجائحة من خلال منصة التجارة العالمية الإلكترونية لمجموعة ((علي بابا)) الصينية لمزارعي البن الروانديين بجني 4 دولارات أمريكية إضافية لكل كيلوغرام من حبوب البن التي باعوها. وفي وقت تتشارك فيه الصين وإفريقيا السراء والضراء، أخذ بعض الساسة الأمريكيين، بدلا من مساعدة إفريقيا في مكافحتها للجائحة، يروجون لمغالطات "التهديد الصيني"، في محاولة منهم لدق إسفين بين الصين وإفريقيا. لكن مؤامراتهم الخبيثة لن تنجح أبدا. فقد قال موسى فقي محمد، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، في إبريل إن الصين وإفريقيا لن تسمحا أبدا للقوى، التي تحاول استغلال الوضع الحالي، ببذر بذور الشقاق بينهما. ومن ناحية أخرى، وصف رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوسا الصين بأنها صديق حقيقي لبلاده، فيما يعتبر قادة أفارقة آخرون الصين شريكا يمكن الاعتماد عليه في مواجهة الصعوبات والتحديات. في الوقت الحالي، لا تزال نهاية أزمة فيروس كورونا الجديد بعيدة عن الأنظار، ويبدو أن الوضع في إفريقيا يزداد سوءا. فقد حذرت منظمة الصحة العالمية في الأسبوع الماضي من أن وتيرة الجائحة في إفريقيا "تتسارع"، قائلة إنه على الرغم من أن القارة استغرقت 98 يوما لتصل إلى 100 ألف حالة إصابة بفيروس كورونا الجديد، إلا أنها استغرقت 18 يوما فقط للوصول إلى 200 ألف حالة إصابة. وهذا التحذير يتطلب المزيد من الإجراءات الملموسة في الأشهر المقبلة. لقد سمحت هذه الأشهر العديدة الماضية للشعوب الإفريقية بأن ترى بصورة أوضح المعنى والقيمة الحقيقيين للأخوة التي تجمعها بالشعب الصيني. وفي الوقت الذي يواصلون فيه محاربة هذا الفيروس القاتل، يمكنهم الاستمرار في الاعتماد على الصين باعتبارها شريكهم الأكثر جدارة بالثقة في هذا العصر الذي يسوده عدم اليقين.
مشاركة :