عن الهيئة المصرية العامة للكتاب الطبعة الثانية من دراسة الدكتور مصطفى الضبع " استراتيجية المكان دراسة في جماليات المكان في السرد العربي". في تلك الدراسة التي بدأها الدكتور مصطفى الضبع بإهداء إلى كل الشغوفين بالأمكنة، وإلى الأمكنة التي جلمنا بها، وأخرى لم تستوعب أحلامنا" ومن الوهلة الأولى التي تستطلع فيها الدراسة النقدية والتي تطرق على العديد من المفاهيم النقدية، وتباين الآراء الفكرية الجديدة، والتي تحاول ترسيخ مفهوم المكان بوصفه تقنية لا بوصفه موضوعا" .حيث يقول الدكتور مصطفى في مقدمة الطبعة الثانية:" أن تغير الكثير من المفاهيم في طبيعتها الثانية، غير أنها اكتفت بقناعاتها ومحاولتها ترسيخ مفهوم المكان بوصفه تقنية لا بوصفه موضوعًا، حيث الروائي لا يكتب عن المكان بقدر ما يكتب بالمكان، وحيث المكان وفق هذا التصور تقنية لها فاعليتها في النص السردي، أكثر من كونها مسرحًا لأحداث تخص مجموعة من الشخصيات". ويتابع "الضبع" خلال هذه المساحة الزمنية "منتصف التسعينيات" تعددت الدراسات السردية بقدر لم تكن عليه من قبل، ووصل عدد العناوين التي شكلت مفردة المكان قرابة المائة وستين دراسة، ويضاف إلى ذلك عدد ليس بالقليل من الدراسات التي تضمنت فصورً أو مباحث عن المكان". ويعول الكتاب على محاولته أن يرى المكان رؤية مغايرة تستفيد من الرؤي السابقة والمعاصرة، وتحتفظ بحقها في أن يكون لها توجهها الخاص، رؤية تعتمد على إدراك المكان بوصفه فاعلًا، شخصية محركة لها دورها التكتيكي، ولا يتوقف دورها في النص الروائي عند كونها موضوعا يوجد أو لا يوجد أو مسرحًا يمثل أرضية للأحداث. وجاءت الدراسة في خمسة فصول تناولت عدة موضوعات ومنها السرد العربي، والمكان السردي، وتقنيات المكان وجماليتها، المكان في الحكاية القديمة، وأيام الإنسان السبعة وفي هذا الفصل يعتمد على رؤية المكان في النص الروائي بعد رحلة قطعها البحث عبر الرواية العربية على اختلاف كتابها واتجاهاتهم ومذاهبهم ومحاولة رؤية المكان بصورة خاصة بعد معاشرة طويلة لأكثر من أربعين نصًا روائيًّا عربيًّا.
مشاركة :