مرحلة انتقالية وفوضى من المشاعر

  • 6/18/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

المستقبل يشكل بالنسبة لي هاجسا لا خلاص منه. لا أكاد أرتاح بضعا من الوقت حتى أفكر كم من مستقبلي سيضيع؟ هل سأحقق حلمي؟ أم أخذل نفسي؟ لا أستطيع أن أفهم نفسي أحيانا، أضيع في دوامة أفكاري، لا أعرف من أين بدأت وكيف وصلت إلى هنا؟. لم أتخيل يوما أن أحب ما أكره وأكره ما كنت أحب، أن أنقلب رأسا على عقب ويفيض ما بداخلي، فكل من أعرف من قريب أو بعيد صار يعرف ما أحلم به. لا أعرف حقا أكنت أحب الاجتماع بالناس والاستمتاع بالحديث معهم ومشاركتهم أفكاري، أم أحب العزلة والخلوة مع نفسي والبعد عن أذاهم. وبالنسبة لي أفضل الصمت، ليس خوفا وإنما لا أريد أن أخوض في حديث نهايته واضحة، وهي كل ما يرونه لصالحهم ولا يناقض آراءهم. من ناحية أصدقائي، فأنا لا أملك أصدقاء قريبين مني، لا أعلم حقا العيب فيَّ أم في من ألتقي، فأنا سطحية مع الجميع ولا أحب إظهار عمق ما بداخلي، وأحاول فقط أن أظهر جانبا يكون متوافقا مع الجميع، ليحبني الجميع ويذكروني بخير، لأن مصير علاقتي بهم هي الرحيل. أنتظر بشغف وبفارغ الصبر لحظة تخرجي كي أعتمد على نفسي أكثر، وأرى مجهودي وتعبي وسهري يثمر أمامي. التخرج آه وكم انتظرت هذه اللحظة منذ سنوات، أشعر أحيانا أن لحظة تخرجي هي لحظة خلاصي من أسر يقيدني لعدة سنوات، يقيدني بعقول تافهة ومنحطة بقدر لا يمكنني تحمله. أصبحت فقط أدعو الله أن يفك أسري بلحظة تخرجي. أما بعد التخرج فأفكر في دخول كلية الطب لأنها بالنسبة لي مهنة متكاملة من جميع النواحي، وغير ذلك فهي ستزيدني علما ومعرفة لا أكاد أعلمها بغير دراسة الطب. بعد دراسة ثلاث سنوات من الطب على الأقل لا أدري أأكمل دراستي لوحدي أم أرتبط بمن يشاركني حياتي ويأخذ جزءا كبيرا منها. الزواج بالنسبة لي هو علاقة روحية مقدسة جدا، لا يكفي فيها المظاهر والماديات الزائفة الزائلة، بل أرى أنه ارتباط روحي عظيم وشعور وجداني يهبه الله في النفوس. لا أفكر في الحب، أقصد أن أقدم عاطفتي لرجل، ولكن ما أعلمه عن نفسي أني أحبها كثيرا ولا أفضل أحدا عليها. أحبها جدا وطيلة حياتي سأظل أسعى لأن ترقى وتصبح أسمى، أقرب إلى الله وأبعد إلى ما يسخطه. أتمنى فعلا أن أحقق أحلامي فإنها كبيرة كثيرة، ولكنها عند خالقي سهلة يسيرة. لا أريد أن تكون ثمار حلمي وتعبي لي وحدي، ولكن أفكر أن أجعل كل من حولي ينعم ويذوق حلاوة ما وصلت إليه ويصبح النجاح لنا جميعا.

مشاركة :