على الرغم من أن مهنة " الربعية" انتهت منذ ربع قرن، إلا أنها لا تزال خالدة في ذاكرة الجدات، و"الربعية" هي المرأة التي ترافق العروس من أول ليلة زواجها وذلك من أجل مساعدتها وخدمتها والتخفيف من روعتها وتعويدها على القيام بمهام حياتها الزوجية، وكانت "الربعية" في الزمن القديم تبقى مع العروس عدة أيام مقابل مكافأة مالية من قبل الزوج حتى تتمكن عروسه من القيام بواجباتها الزوجية. وقد اقتضت الظروف الاجتماعية في المجتمع السعودي عامّة -والنجدي على وجه الخصوص- وجود مهنة "الربعية"، المتمثلة بامرأة تصطحب الزوجة خلال أسبوع زواجها الأول لتهيّئ لها الحالة النفسية في مرحلة تحولها من بيت أهلها إلى بيت زوجها. وكشفت العمة "أم مهنا" إحدى السيدات السعوديات، كما ورد في صحيفة "سبق" الالكترونية، أن مهنة الربعية كانت ضرورة فرضها الواقع، حيث كانت الفتيات يتزوجن وهن لا يزلن يلعبن، ولم تنته مرحلة طفولتهن، ولا تستطيع الزوجة الطفلة الاعتماد على نفسها وعلى مهام البيت الجديد بمفردها، فهي لا تدرك الواجبات الزوجية أو التصرفات اللائقة التي يجب عملها في أيام الزواج الأولى، لذلك كان وجود الربعية أمر مهمّ، ولعب دوراً اجتماعياً كبيراً، ولها دور بارز في استقرار الأسر. وأشارت "أم مهنا" إلى أن من أبرز سمات الربعية، هي حفظها لأسرار الزوجين، فهي لا تتفوه بكلمة واحدة عن ما يدور داخل أروقة البيت، وتتسم بثقافة زوجة عالية، ولديها خبرة في كيفية التعامل مع الزوج، وتمارس دور المعلمة التي تأخذ بيد الزوجة نحو حياة زوجية سعيدة وآمنة، حيث تحظى بثقة الأسر بصدقها وأمانتها وأخلاقها وتدينها. قال مصمم الحفلات والمناسبات خالد الشرهان، إن مهنة الربعية انتهت منذ أكثر من ربع قرن، لكنها لا تزال خالدة في ذاكرة الجدات وكبيرات السن، فهن ينسبن إليها الفضل في إدراكهن لمفهوم الزواج الذي كان ضبابياً بالنسبة لهن، والآن لا نكاد نجد للربعية ذكر إلا في أحاديث المجالس التي تتناول أحداث الماضي المندثرة. أكد "الشرهان"، أنه في السابق كانت الأمية -ومحدودية التعليم في المجتمع السعودي- هي السائدة بالنسبة للنساء، وكانت إمكانية الاطلاع على تجارب الآخرين وتبادل الخبرات متعذرة، لكن مع ارتفاع مستوى التعليم وافتتاح المدارس ودخول التقنية والتكنولوجيا بدأت الفتيات يدركن واجباتهن وطرق تأهيل النفس لليلة الزواج، وقلّ التوتر كثيراً، وأصبحت الفتاة السعودية عالمة وخبيرة، حتى وإن كانت سنّها صغيرة.
مشاركة :