يشحذون الإحترام في حفل الزواج - صحيفة الوطن نيوز

  • 6/18/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

رجل من أهل المدينة أصيب بلطمة أسرية ومادية ومعنوية ونفسية وإجتماعية عندما ودّع إثنتين من بناته في حفل زواجهما على عرسين اخوين في ليلة واحدة . تزامن زواج إبنتيه مع زواج إبنة صديقه في نفس ليلة الزفاف وهذه واقعة حقيقية ، ومضى حفل الزواج لهاتين الأسرتين حسب المخطط له . كان زواج ابنتي الرجل في أفخم القصور بالمدينة ، بينما زواج إبنة الصديق كان في إستراحة محترمة ، وتباين عدد الحضور من الناس لكلا الصديقين ، وفاز أبو البنتين فوزا كبيرا بحضور من أعتقد أنهم الأعيان وأمة من الناس ولم يعلم أن فرحته كانت مؤقته ، ومضيّن العرائس الثلاث لبيت ازواجهن تلك الليلة . وحقيقة الواقع وليس من الخيال ، الأختان العروستان عادتا إلى منزل أبيهما بعد فترة قصيرة من تاريخ الزواج ، لأن خلافا حصل بين احدى البنتين مع زوجها فصار تعاطفا بين العروسين الأخوين فحصل الطلاق للبنتين معا ، وخلف الأسباب أسباب قلما يعرفها العامة ، ومضت حياة إبنة الرجل الآخر مع زوجها ، وعلمنا أنها تنتظر مولودا خلال الأشهر القادمة فهي تعيش مع زوجها في أحسن حال . وما أغرب وأجمل أن تتغير الأحوال للأفضل من تجارب يعيشها الإنسان أو يستفيد من الآخرين ، إنها حقيقة وليست من الخيال ، تمت خطبة أحدى ابنتي الرجل المطلقتين ، وتحدد الزواج في شهر شعبان ، وجاءت جائحة الكورونا ولكن تم الزواج وعرفنا من أبي العريس وكانت تلك حقيقة إتمام الزواج . أتصلنا على والد العريس نسأله عن زواج ولده الذي كان مقررا في بداية شعبان ، ومتى تحدد لأنه تزامن مع احداث كورونا ، فجاءنا الرد البديع من والد العريس وقال ، إن والد العروس من عظماء الرجال ، تواصل معي وقال ، الزواج لن يتأخر ، وسوف يكون في بداية شعبان ، وأضاف قائلا ، بعض من أعمام العروس واخوانها واخواتها ، وقليل منكم يحضرون مع العريس في تناول وجبة الغذاء ، ويأخذ العريس العروسه ، وحصل ما قرره ابو العروس وكان ، وتنعم اليوم الزوجة بفرحة مع زوجها ولم يكن هناك حفل زواج . هنا تكتشف ثقافات الناس من سيدات ورجال ، فالبعض يرفع مقدار أبي العروسة إحتراما ، وأخروون واخريات لا يعجبهم الحال ، يريدون أن يفرحوا ببضع ساعات من اجل انفسهم ، ولكن يغلب على بعض اهل العروس أو العريس الرغبة في التباهي والإستعراض ، لقد كانت تجربة مريرة لوالد البنتين المطلقتين ، فأدرك أن إستمرار الزواج هو توفيق من الله ولن تكون مقوماته ما قدمه الرجل وزوجته وظنا أنهما أصبحا في ألسن الناس من الأعيان ، واحذر فهناك أعين تتصيّدك في عقر حفلك ، وعيون تتصيدك بعيدا عنك في الظلام ، وسوف تبقى كما انت كما عرفك الناس قبل وبعد الحفلات مهما خسرت من أجل أن تشحذ كلمات الإطراء . ويذكرني في جلساتنا صديقنا ابو عبدالعزيز بين خجله وإستحيائه أنه استقبل دعوة من صديقه وكيل وزارة مسؤول بالرياض لحفل زواج إبنته ، وكان الداعي صديق عزيز من الاصدقاء ، قال أخذت زوجتي وغادرنا للرياض ، وصلت الطائرة قبل آذان العشاء ، وتوجهنا للفندق ، والساعة الحادية عشر مساءا اتصلت على صديقي أطلب تحديد الموقع ، فجأئني الرد وكأنه يهزئني وقال أبو العروس انتهينا من الزواج ، والعروس مع عريسها في دراهما ، ولكن لا بأس تعال ونتعشى سويا ، وخاب سفر صديقنا إبي عبدالعزيز ومازال يورقه الإستحياء . ضحكنا على صديقنا أن تلك الليلة أصبح عريسا رغم انفه بما تزينت له زوجه بلبس الفستان الذي جاءت به لتتمخطر بمكان الحفل لمدة ساعتين من الزمان ، وشتان بين الثقافات ، فلا تعتقد أن ما تعيشه من أفكار وثقافات في حفلاتك التي تدعو بها الآخرين لها مكان وترفع من قدرك عند الكثير من المجتمعات والأفراد . المناسبات ، والأفراح ، والحفلات والعزائم ، مهما اجتهدت بها فإن الفرحة خاصة بالعروسين وأسرتهما ، والقادمون لتلبية الدعوة هو تقدير وجبر خاطر فلا تبحث في أعين الناس المديح بما تقدمه من مبالغات عند الرجال وخاصة النساء ، فأنت تشعر وترى ماتقدمه من جهد ومال وتعب وإستعداد ، ولكن الحضور يشاهدون فقط زاوية ضيقة من موقع مايجلسون ، ورقعة من الطعام الذي امامهم ويمضون ، ولا تستغرب أن تفاجئك ضربة في الجبين لعدد من الإنتقادات ، وطالما في كلا الحالتين ليس لك مخرج من الناس فخذ ببساطة الفرحة لك ، وأترك قمة الفرحة للعروسين لحياة قادمة ليس في هذا المكان ، فالعروسان لو سألتهما لاحقا عن تفاصيل مكان الحفل فسوف يخبرانك فقط عن فرحتهما وقلقهما وتعبهما وقلة تركيزهما وكأنما كانا يعيشان في حلم جميل بغير ذاك المكان ، وهذا يؤكد لك أنك ما قدمت من مبالغات كان للحاضرين والحاضرات ، وبمعنى يؤلمك أنك تحمل جهلا في نفسك فتهتم بالقيل والقال ، وأعلم وتأكّد لو وزعت ذهبا على الحضور فلن يزيدك الا نقصا ، فأنت في مرمى المجتمع بين محترم أو رخيص أو عابر سبيل ، فعش حياتك بما تراه وكن سعيدا بمتعة المطالعة على الغلابة الذين يشحذون إحترام الناس غرائب نعيشها من اجل إرضاء الناس ، ونظن أنها ترفع من مقامنا في المجتمع ولا ندري مايصير من خلفنا ، ففي هذا المناسبات يبقى الزائد أخاً الناقص بالتمام ، فليكن تركيزك كيف يفرح أصحاب الشأن وتترك النط والتنطيط ، فنهاية كل ليلة حفل زواج يدان تمسكان ببعضها وتغادران المكان وتقولا لكم أعيدوا المكان لصاحبه واجمعوا ماتبقى من حفلتكم فلا مُقام لنا معكم لأن سعادتنا بعيدة عن هذا المكان .

مشاركة :