في توقيت حساس، وفي تصوير محرج لأحاديث دارت في الكواليس، اتهم مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون الرئيس دونالد ترامب بارتكاب أخطاء فادحة منها أنه طلب صراحة من الرئيس الصيني المساعدة في انتخابه لفترة ثانية. هل يطيح كتاب جون بولتون بطموح ترامب في ولاية رئاسية ثانية؟ رغم كلمحاولات البيت الأبيض الحثيثةمنع نشر كتاب ألفه جون بولتون، مسشار الأمن القومي السابق في البيت الأبيض، إلا أن توقيت نشر الكتاب يأتي في مرحلة دقيقة تمر منها الولايات المتحدة المنشغلة بجائحة كورونا وانتشار البطالة ومظاهرات تندد بالعنصرية، كنا أنه يأتي خلال الحملة الإنتخابية للرئيس دونالد ترامب. في هذا السياق اتهم بولتون ترامب بطلب المساعدة من نظيره الصيني شي جين بينغ في انتخابه لفترة ثانية. ووفق ما جاء في مقتطفات نشرتها صحيفة نيويورك تايمز من كتاب (من قاعة الحدث: مذكرات من البيت الأبيض)، كتب بولتون: "ثم حوّل ترامب، ويا للعجب، دفة الحديث إلى الانتخابات الرئاسية القادمة بالولايات المتحدة، ملمّحا إلى قدرة الصين الاقتصادية ومناشداً شي أن يعمل على فوزه". "الصحفيون حثالة، يجب سجنهم وإعدامهم". وضمن الأخطاء الفادحة التي يقول الكاتب إن ترامب قام بها، ابداء استعداد لوقف تحقيقات جنائية لتقديم "معروف شخصي لشخصيات دكتاتورية أحبها"، ينقل بولتون عن ترامب. اقرأ أيضا: الوجود العسكري الأمريكي في ألمانيا.. معلومات وحقائق واستشهد الكاتب بعدد من المحادثات التي قال إن ترامب أبدى فيها "سلوكا غير مقبول على الإطلاق على نحو قوَّض شرعية الرئاسة ذاتها". وعلى الرغم من انتقادات ترامب العلنية للصحفيين، نسب كتاب بولتون للرئيس الأمريكي أيضا تصريحات من أكثر أحاديثه مدعاة للتوقف، وذلك أثناء اجتماع انعقد في نيوجيرزي في صيف 2019 قال ترامب حسب رواية بولتون إن الصحفيين يجب إيداعهم السجون حتى يكشفوا عن مصادرهم: "هؤلاء يجب إعدامهم. إنهم حثالة"، حسبما ورد في مقتطفات أخرى نشرتها صحيفة "واشنطن بوست". كما تصور المقتطفات رئيساً يسخر منه كبار مستشاريه ويعرّض نفسه لاتهامات بعدم الأهلية أشد بكثير من تلك التي دفعت مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون للسعي لمساءلته وعزله العام الماضي على خلفية ما أطلق عليه إعلاميا "أوكرانيا غيت" (فضيحة أوكرانيا). رواية غير صحيحة؟ ويبقى السؤال حول مدى تأثير هذا الكتاب وما جاء فيه على شعبية ترامب قبيل الانتخابات، ومن المؤكد أن أشد خصومه، وعلى رأسهم منافسه في الانتخابات الرئاسية القادمة في نوفمبر/ تشرين الثاني، الديمقراطي جو بايدن، لن يفوت هذه الورقة من يده. اقرأ أيضا: صحف عالمية: أمريكا لم تنجح أبدا في القضاء على فيروس العنصرية وقد أصدر بيان جاء فيه: "إذا صدقت هذه الروايات، فإنها لن تكون بغيضة أخلاقيا وحسب، بل تمثل انتهاكا لواجب دونالد ترامب المقدس أمام الشعب الأمريكي". من جهته، نفى الممثل التجاري الأمريكي روبرت لايتهايزر في إفادة أمام مجلس الشيوخ صحة رواية بولتون مشددا أنها "غير صحيحة على الإطلاق". وتابع قائلا "كنت حاضرا في الاجتماع. آلا أتذكر شيئا بهذا الجنون؟ بالقطع كنت سأتذكر"، وذلك في إشارة للحوار الذي دار بين الرئيسين الصيني والأمريكي. وأضاف "من المؤكد أن هذا لم يحدث قط في الاجتماع. هذا جنون مطلق". ورفعت الحكومة الأمريكية دعوى لمنع بولتون من نشر الكتاب مشيرة إلى مخاطر تمس الأمن القومي، وهي تسعى إلى انعقاد جلسة بالمحكمة يوم الجمعة. ورفضت دار النشر سايمون اند شوستر الاتهامات وقالت إنها وزعت بالفعل "مئات الآلاف من النسخ". ومن جانبه هدد ترامب مستشاره السابق بولتون بأنه قد يواجه "مشكلة جنائية" إذا لم يوقف نشر الكتاب، معتبرا أن بولتون "سينتهك القانون" لأن المحادثات مع الرئيس "سرية للغاية". ومن المقرّر أن ينشر كتاب بولتون في 23 من الشهر الجاري. و.ب/ع.ج.م (رويترز، أ ف ب)
مشاركة :