التقى رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، اليوم الخميس، نائب رئيس المجلس السيادي الانتقالي السوداني الفريق أول محمد حمدان دقلو، في إطار زيارته التي تستمر لمدة يومين للعاصمة أديس أبابا. وتناول اللقاء سبل تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون الاقتصادي، وقضايا الحدود بين البلدين، فضلا عن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك. frameborder="0" allow="accelerometer; autoplay; encrypted-media; gyroscope; picture-in-picture" allowfullscreen> واكد مراسلنا من الخرطوم أن الزيارة تتعلق ببحث دعم العلاقات الثنائية وسبل حل المشاكل الحدودية بين البلدين، مشيرا إلى أن دقلو سوف يجري لقاءات مع مسئولين في الاتحاد الأفريقي في اليوم الثاني لزيارته لأديس أبابا حول السلام في السودان وجنوب السودان، موضحا أن الحكومة السودانية واحدة من الوسطاء الذين يتوسطون بين حكومة ومتمردي جنوب السودان من أجل التوصل إلى اتفاق سلام بين الجانبين. وأشار مراسلنا أن التصريحات الرسمية الصادرة من الجانب السوداني لم تفصح عن ارتباط هذه الزيارة بملف سد النهضة، والذي يشهد حاليا مفاوضات ثلاثية بين مصر وأثيوبيا والسودان من أجل التوصل إلى اتفاق حول هذه الأزمة، مضيفا أن المراقبين أكدوا على الدوام أن الخرطوم تري أن هذا الملف فني وبعيد عن التجاذبات السياسية. وكان نائب رئيس المجلس السيادي الانتقالي، قد قال في وقت سابق، إنه سيجري مباحثات مع رئيس الوزراء الإثيوبي، لمناقشة العلاقات بين البلدين، والملفات الإقليمية المتصلة بعملية السلام في المنطقة، إضافة إلى توحيد الرؤى حول الملفات الإقليمية والدولية، كما أنه سيتلقي خلال هذه المدة، مسؤولين في الاتحاد الأفريقي لمناقشة ملفات السلام وخاصة في جوبا والخرطوم. وكان النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني الفريق أول محمد حمدان دقلو قد وصل ظهر أمس الأربعاء، للعاصمة أديس أبابا، في زيارة رسمية إلى إثيوبيا تستغرق يومين. وأجرى دقلو فور وصوله مطار أديس أبابا مباحثات سريعة مع رئيس الوزراء الأثيوبي بحضور وزيري الخارجية والدفاع، عبر خلالها عن سعادته بزيارة إثيوبيا وحفاوة الاستقبال، مؤكداً أهمية تطوير العلاقات بين البلدين وتوحيد الرؤى حول الملفات الإقليمية والدولية. وكان رئيس الوزراء الإثيوبي قد استبعد، الأسبوع الماضي، اندلاع حرب حدودية مع السودان بسبب الأزمة التي شهدها البلدان نهاية الشهر المنصرم. ولفت إلى أنه أجرى مناقشات مع الحكومة السودانية حول الأحداث الأخيرة وتلقى مطالب مشروعة من الخرطوم سيتم حلها عبر الحوار والتفاهم المشترك. وفي أبريل/نيسان الماضي، شهد السودان وإثيوبيا حالة من النشاط الدبلوماسي المكثف لتجاوز العقبات المتعلقة بترسيم الحدود في إطار الاتفاق والتفاهم المشترك. وكانت السودان قد دعت، في 8 يونيو الجاري، إلى استئناف المحادثات مع مصر وإثيوبيا بخصوص سد النهضة الإثيوبي المشيد على النيل الأزرق وذلك بعد فشل وساطة قادتها الولايات المتحدة في وقت سابق من العام. وفي 10 يونيو، قال مسؤول سوداني إن مصر والسودان وإثيوبيا استأنفت المحادثات بشأن سد النهضة الإثيوبي وذلك بعد فشل وساطة قادتها الولايات المتحدة في وقت سابق من العام. وثمة خلاف بين الدول الثلاث على ملء وتشغيل السد الذي يتكلف أربعة مليارات دولار ويجري تشييده قرب حدود إثيوبيا مع السودان على النيل الأزرق الذي يصب في نهر النيل. وكان من المتوقع أن تبرم البلدان الثلاثة اتفاقا في واشنطن في فبراير/شباط بخصوص ملء وتشغيل السد لكن إثيوبيا تخلفت عن الاجتماع ووقعت مصر فقط عليه بالأحرف الأولى. وقال وزير الري والموارد المائية السوداني ياسر عباس للصحفيين بعد اجتماع عبر الإنترنت استضافته الخرطوم مع نظيريه من مصر وإثيوبيا إن مزيدا من الاجتماعات ستعقد هذا الأسبوع على مستوى السفراء. وتابع قائلا: “الاجتماع تم بروح إيجابية وكان النقاش مثمرا” وعبر عن أمله في أن تتواصل تلك الروح للوصول إلى توافق في القضايا العالقة. ولم يرد أي تعليق من إثيوبيا. إلا أنه بعد سلسلة من المفاوضات، يري الجانب المصري أن المحادثات لم تراوح مكانها، وهذا ما عبرعن الدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري، في أعقاب انتهاء اجتماع وزراء المياه في مصر والسودان وأثيوبيا حول سد النهضة الأثيوبي والذي عقد أمس الأربعاء 17 يونيو 2020، أن مفاوضات سد النهضة التى أجريت على مدار الفترة الماضية لم تحقق تقدما يذكر. هذا، وقد اعترضت أثيوبيا في ختام اجتماعات وزراء الري على اقتراح بأن تتم إحالة الأمر إلى رؤساء وزراء الدول الثلاث كفرصة أخيرة للنظر في أسباب تعثر المفاوضات والبحث عن حلول للقضايا محل الخلاف، مما أدى إلى إنهاء المفاوضات. واختتم الدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري تصريحاته بالإعراب عن التقدير العميق لمبادرة جمهورية السودان للدعوة لهذه الاجتماعات ومساعيه الجادة لدعم المفاوضات بهدف التوصل إلى اتفاق. يذكر أن وزير الري السوداني أكد في مؤتمر صحفي على توصل مصر والسودان وإثيوبيا إلى توافق في النواحي الفنية ولكن هناك خلاف في مفاوضات سد النهضة بشأن آلية حل النزاعات يتطلب إحالة الملفات الخلافية لرؤساء الوزارات في الدول الثلاث.
مشاركة :