كيف تحول «أمل» من طفل يتهم بـ السحر إلى فتى جميل؟

  • 6/18/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

في عام 2008 كانت الدكتورة أنجا رينجرين لوفين الدنماركية الأصل، جالسة في منزلها تشاهد التلفاز عندما عثرت على قناة تعرض فيلماً وثائقياً بعنوان «أطفال إفريقيا السحرة».وكان الأمر الصادم لها كيف أن الخرافات تستخدم للتعذيب وقتل الأطفال الأبرياء.وانطلاقاً من طبيعتها الخيِّـرة وحبها للأعمال الخيرية التي شاركت فيها في عدة دول مثل مالاوي وتنزانيا كعاملة في المجال الإنساني، كان الفيلم حافزاً قوياً لها لتبدأ رحلتها إلى نيجيريا.بدأت أنجا مشوارها من تأسيس منظمة غير حكومية دنماركية عام 2012 لرفع الوعي حول الخرافات في إفريقيا، مع تركيز خاص على نيجيريا، وتوجهت إلى هناك في العام التالي لأول مرة في حياتها.وبمساعدة زوجها ديفيد أوميم النيجيري، أنقذت أكثر من مئة طفل وصفوا بالسحرة، بعد أن أنشأت أكبر مركز للأطفال في غرب إفريقيا المعروف شعبياً باسم «أرض الأمل» في أكوا إيبوم.تقول أنجا: «لقد ولدت ونشأت في واحدة من أكثر دول العالم أماناً وثراء؛ لذا كان العيش والعمل في نيجيريا يمثل تحدياً وتجربة تعليمية فريدة».وشكل الفساد وانتهاكات حقوق الإنسان في نيجيريا مصدر قلق كبيراً لها. وجاء إنقاذ الطفل «أمل» الصغير المتهم بأنه «ساحر»، بعد أن هجره والداه في سن الثانية وتركاه مريضاً بسوء التغذية، والديدان تتغذى على جسده.تم إنقاذه في يناير 2016، بعد ثمانية أشهر من انتظار الموت مع وصمة «السحر» التي لا تفارقه. وحول كيفية إنقاذه، قالت: «كنا أنا وفريق العمل في مهمة إنقاذ قبل أربع سنوات، عندما تلقينا معلومات من قروي حول طفل صغير بحاجة إلى الإنقاذ؛ لذلك سافرنا إلى القرية للنظر في القضية. قبل إنقاذ «أمل»، كنا قد أنقذنا بالفعل أكثر من 50 طفلاً، كانوا أيضاً في حالة رهيبة؛ لذلك كنا مستعدين جيداً».لم يكن والدا «أمل» في القرية وتركاه بمفرده في الشارع، وادعى القرويون أنه كان ساحراً. نقلناه إلى المستشفى لتلقي العلاج. واليوم هو ولد صغير يتمتع بصحة جيدة وقوي يحب الذهاب إلى المدرسة واللعب مع أصدقائه في مركز «أرض الأمل».وتقول أنجا التي وشمت جسدها بشعار مركز «أرض الأمل»، إن «الطفل صار شغفها في الحياة». وتتهم وسائل الإعلام العالمية برسم صورة مشوهة عن نيجيريا وشعبها الاجتماعي الودود للغاية، ولكنهم يواجهون كثيراً من التحديات بسبب الفقر المدقع والفساد. وعلى الرغم من التحديات، فإن النيجيريين أقوياء بإيمانهم.لكن البلاد بحاجة إلى نشطاء حقوق الإنسان لرفع أصواتهم ضد الظلم والقتال من أجل حقوق الطفل.وتقول أنجا: «الخرافة في نيجيريا هي الأكثر شيوعاً في معظم ولايات النهر وأكوا إيبوم، حيث أطلقنا حملة قوية لمحاربة آفة الخرافات».وبحلول عام 2008، تم تصنيف 15 ألف طفل في الولايات الجنوبية الشرقية ضمن الحالات التي تعرضت لانتهاكات.ويجرم قانون حقوق الطفل لعام 2003 إخضاع أي طفل للتعذيب الجسدي أو العاطفي، أو إخضاعه لأي معاملة غير إنسانية أو مهينة. ومع ذلك، بينما تم سن هذا التشريع على المستوى الوطني، لا يزال يتعين على الولايات الـ36 في البلاد، التصديق عليه رسمياً.وهذا لا يفرض على الولايات مسؤولية حصرية فحسب؛ بل يسمح لها أيضاً بسن القوانين ذات الصلة بحالاتها الخاصة.

مشاركة :