لقاء صحفي مع صاحب السمو اللواء ركن م. الدكتور الأمير بندر بن عبد الله بن تركي آل سعود

  • 6/18/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

س: سمو الأمير: من يتأمل الأحداث التي عصفت بالعالم إثر انتشار جائحة كورونا، يجد أنها أثَّرت بشكل كبير حتى على الدول العظمى، في حين ما تزال بلادنا رعاها الله، ثابتة راسخة، لم تفقد البوصلة كتلك الدول التي تدعي العظمة، إذ تستمر بالهمة نفسها في معالجة الموقف على المستويات كافة: اقتصادياً، صحياً، تعليمياً، واجتماعياً، بشكل قوي.. فما هوتعليق سموكم الكريم؟. ج: بداية، شكراً لك أيُّها الأخ الكريم، ثم الشكر موصول عبركم لــ (صحيفة برق الإلكترونية) على نشاطها المحموم، واهتمامها الخاص بالقضايا الوطنية، وتكرُّمها بنشر ما أرسله لها من مقالات ومشاركات في مختلف المجالات، أو ًلا بأول. وعودة على سؤالكم، ما تفضلتم به صحيح تماماً ، إذ لاحظ كل مهتم تخبُّط دول تدَّعي العظمة كما ذكرتم، حين هجمت عليها جائحة كورونا على حين غرَّة ، فكشفت ما كانت تتنكر به من قناع عظمة زائفة، فكانت صدمة مواطنيها أعظم من صدمة مهاجمة الجائحة لهم عندما اكتشفوا هشاشة منظومتهم الصحية.. بل عقدت الدهشة لسانهم عندما اكتشفوا عجز نظامهم الصحي، حتى عبر توفير متطلبات الوقاية الضرورية المتواضعة للأطقم الطبية من زيّ واقٍ وكمامات وقفازات ومواد مطهرة، كان ينبغي ألاَّ يفتقر إليها أي نظام صحي حتى في دول نكرة، ناهيك عن افتقار دول عظمى لها، إذ ظهر الأطباء وهم يرتدون أكياس النفايات بدلاً عن الزَّي الواقي ويستخدمونها كقفازات أيضاً ، بل عجزت تلك الدول التي تدَّعي العظمة عن توفير مقابر لموتاها بسبب الجائحة، فاضطرت لدفنهم بـ (الشيويلات) في مقابر جماعية ، في أراضٍ مفتوحة ،فضلاً عن توفير توابيت – حسب عقيدتها – فيما لجأت دول أخرى لحرق موتاها. والأقسى من هذا كله وأَمَر ، تخلّي تلك الدول التي تدَّعي العظمة عن واجبها الأخلاقي في إجلاء رعاياها العالقين في مختلف بلدان العالم، أو توفير رعاية لهم إلى حين انكشاف الغُمَّة ، بل طلب بعضها مقابًلا مالياً لمن يرغب في العودة، يفوق قدراتهم المالية، ناهيك عن توفير وظائف لمن فقدوا عملهم بسبب الجائحة… هكذا كان واقع الدول التي تدعي العظمة باختصار شديد. وحدها أرض الحرمين الشريفين، ديرة عبد العزيز، وقفت شامخة ثابتة راسخة ، ودقَّت صدرها، مطمئنة مواطنيها والمقيمين فيها من أكثر من مائة دولة من كل قارات العالم، حتى من يقيم فيها بشكل غير نظامي.. طمأنت الجميع على توفير الرعاية الطبية اللازمة لكل من يحتاجها، بل قدَّمت الطعام للجميع حتى عتبة الدار في الأيام الصعبة التي قررت فيها حظراً مستمراً لأربعة وعشرين ساعة، حفاظاً على سلامة الجميع من الاختلاط الذي ثبت أنه أكبر عامل مهدد في نقل العدوى، وأنشأت المصانع في ليلة واحدة لتوفير معدات الحماية للكوادر الطبية ولكل محتاجيها من كمامات وزي واق وقفازات، وصرفت لموظفي الدولة (60%) من رواتبهم وهم في بيوتهم آمنين، واستنفرت أكثر من (30) جهة حكومية لتقديم الدعم والمساندة والتأكد من التزام الجميع بما اتخذته الدولة من إجراءات احترازية لمحاصرة الجائحة في أضيق نطاق ممكن. ليس هذا فحسب، بل مدَّت بلادنا، بلاد الخير والإنسانية، يد المساعدة السخيَّة حتى لدولة كالصين في بداية ظهور الوباء، لتساعدها في التغلب عليه قبل فوات الأوان، كما قدمت دعمًا سخياً لمنظمة الصحة العالمية لدعم الدول الفقيرة ومساعدتها في إنقاذ مواطنيها بإذن الله، من خطر الجائحة، في حين قطعت الدول التي تدعي العظمة مساهمتها لمنظمة الصحة العالمية في هذا الوقت الحاسم. أجل.. هكذا تصرَّفت بلادنا أثناء تلك الجائحة، وما تزال تضطلع بواجبها، بل ستبقى كذلك، ولن تفقد البوصلة أبداً ما دامت تسهر عليها قيادة رشيدة، تدرك مسؤوليتها وواجبها تجاه شعبها وتجاه البشرية جمعاء لأنها دولة رسالة، وليس دولة تجارة بأرواح الناس كما أثبتت الدول التي تدَّعي العظمة، في أثناء فشلها الذريع في الوقوف إلى جانب مواطنيها في تلك الأيام الصعبة، فضًلا عن مساعدة الآخرين. ولا يفوتني أن أشير هنا أيضًا إلى أن جائحة كورونا قد كشفت قناع الاتحادات الوهمية، كما فعل الاتحاد الأوروبي الذي ترك إيطاليا وحيدة تواجه مصيرها، فودَّعت ثلث سكانها إلى المقابر، مما دفعني لكي أقترح تسمية هذه الجائحة بــ (الأنفلونزا الإيطالية)، ليؤرخها الناس هكذا، أسوة بما حدث في (الأنفلونزا الأسبانيولية) التي ظهرت قبل قرن لأول مرة في فرنسا، غير أن أسبانيا كانت أول من سجَّلت وفيات. س:صحيح سمو الأمير …كورونا أزمة عالمية حادة لم يشهد العالم مثيلاً لها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية باتفاق الجميع. ولهذا اقتضت مجابهتها أفكاراً إبداعية، وإجراءات حاسمة، وجهوداً كبيرة، لاسيَّما إنها انقضت على العالم على حين غرَّة كما ذكرتم آنفاً . والحقيقة، يدرك كل متابع منصف أن قيادتنا أدهشت الجميع بما اتخذته من إجراءات احترازية في وقت مبكر، استبقت بها وصول الجائحة إلينا، واستنفرت كثيراً من الجهات الحكومية، لاسيَّما وزارة الصحة، إضافة إلى شباب بلادنا الذين تطوعوا مشكورين لمساعدة الجهات الحكومية في القطاعات كلها.. فكيف يرى سموكم الكريم هذا الجهد المبذول، ودوره في الحد من خطر هذه الجائحة القاتلة؟ ج: كما أكدت لكم في السؤال السابق، إن قيادتنا حفظها الله، تحرَّكت في الوقت المناسب كعادتها دائماً، فاتخذت إجراءات احترازية ذكية في الوقت المناسب، واستقرت نحو ثلاثين جهة حكومية، على رأسها وزارة الصحة، وكثيراً من منسوبي وزارة الداخلية، خاصة رجال الأمن والمرور والقطاع البلدي، إضافة لمنسوبي وزارة الدفاع والحرس الوطني وحرس الحدود، وخصَّصت ميزانية هائلة لتوفير كافة الاحتياجات اللازمة، لاسيَّما لوزارة الصحة التي كانت ميزانيتها مفتوحة تقريبًا، كما خصَّصت مبالغ أخرى لتوفير متطلبات الناس في الأيام الصعبة، بما فيها الطعام. وسهرت القيادة الرشيدة تتابع الوضع على رأس الساعة كما أكد الأخ د. توفيق الربيعة، وزير الصحة في أكثر من حديث له، متابعة خادم الحرمين الشريفين، سيِدّي الوالد الملك سلمان، وأخي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود، ولي العهد، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، لاتخاذ اللازم حسب ما يستجد من تطورات، وما يرد من ملاحظات من الجهات المعنية؛ فضًلا عن شباب المملكة من الجنسين، الذين رأيناهم عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، ومن النوافذ والشرفات، وهم يعملون كتفًا بكتف مع منسوبي الجهات الرسمية لتقديم يد العون والمساعدة بكل ما يستطيعون. فكان لتلك الجهود الجبارة المخلصة أثراً واضحاً في محاصرة الجائحة والحد من مخاطرها قدر الإمكان بعون الله وتوفيقه. وكان نتيجة هذا أن أمرت القيادة الرشيدة بعودة الحياة لطبيعتها تدريجيَّاً ، بعد أن اطمأنت إلى توفير ما يلزم لتقديمه في اللحظة المطلوبة، إضافة لاطمئنانها لوعي المواطنين والمقيمين، وتقديرهم لمدى خطورة الموقف. وأذكر أنني كنت من أوائل من تشرف بالإشادة بجهد تلك المنظومة المتكاملة المباركة، من القيادة الرشيدة، إلى الجيش الأبيض وأشاوس الأمن وغيرهم ممن نال شرف خدمة بلاده في هذا الظرف العصيب الذي هزَّ العالم من أدناه إلى أقصاه. والحقيقة إن الدولة لم تكن لتسترخي بعد، إذ ما تزال تتعامل مع الوضع بحذر شديد، وتعد العدة لمجابهة أي انتكاسات لا سمح الله، أو طارئ يشير إلى عودة الجائحة في موجة أخرى، مستحضرة في ذهنها ما حدث في الأنفلونزا الأسبانيولية التي اجتاحت العالم القرن الماضي. ولهذا أُطَمْئِن الجميع أن ينصرف إلى عمله وهو مطمئن إلى رعاية الله أو ًلا، ثم إلى جهد دولة الرسالة والخير، التي لا تحرص على شيء مثل حرصها على صحة الإنسان وسلامته. وبالطبع، لا يفوتني أيضاً أن أنتهز هذه السانحة لتنبيه الجميع لضرورة التقيد بكل ما يصدر عن الجهات المختصة من تعليمات يتم الإعلان عنها للمحافظة على سلامتنا وصحتنا في المقام الأول.. فهكذا نستطيع الاستمرار في أعمالنا؛ إذ كلما التزمنا بتلك التعليمات، كانت عودتنا إلى حياتنا الطبيعية كالسابق أسرع وأكثر أمانًا.. مع صادق أمنياتي بالصحة والعافية والسلامة للجميع. س: ألا تلاحظون سموكم من خلال اهتمامكم بالشأن الإعلامي المتواصل أنه ثمة قنوات فضائية مغرضة، ما تزال تمارس دورها الرخيص المكشوف في التلاعب بتزوير الحقائق ضد بلادنا وقيادتها الرشيدة، بهدف إثارة الفتنة والرأي العام خدمة لأجندة أجنبية.. ألا ترون أن السحر قد أنقلب على الساحر، فانكشف تآمر تلك الأبواق المغرضة وخاب سعيها ؟ ج: أولاً ، شكراً لك أيها الأخ الكريم على طرح هذا السؤال المهم حقاً . الحقيقة هذا أمر محزن فعلاً ، يوجع القلب ، وإن كنت لا استغربه من دول أجنبية صاحبة أغراض دنيئة لا يربطنا بها دم ولا عقيدة؛ يؤذيها تقدم السعودية وتطورها وما توفره من حياة كريمة لمواطنيها والمقيمين على أراضيها، وما تقدمه من خير للعالم، وما تحتله من مكانة اقتصادية وسياسية مرموقة، جعلتها محورًا مهمًا في العالم، يصعب تجاوزه في أي معادلة، إن لم يكن يستحيل تمامًا.. غير أن الذي يُدْمِي القلب فعًلا هو ظلم القريب الذي مدَّت له السعودية يد الخير الطولى على مر التاريخ، فتنكَّر لكل شيء، ومارس العمالة المكشوفة لتلك الدول الأجنبية، صاحبة الأجندة الخبيثة التي لا تريد الخير، لا للسعودية، ولا للعرب أو المسلمين. وبقدر ما يثير أولئك حفيظتي بسبب دورهم المخزي الذي أصبح على المكشوف كـ (قناة الفتنة) القطرية ورعاتها وأخواتها، يثيرون الشفقة عليهم أيضًا، لأنهم يعادون بلادًا خصَّها الله سبحانه وتعالى بهذا الشَّرف العظيم، إذ جعل فيها أول بيت وضع للناس في الأرض، كما اختار منها آخر رسله للعالمين أجمعين، وجعل مثواه الشَّريف عندنا، وخصَّنا بخدمة ضيوف الرحمن، ورعاية شؤون المسلمين حيثما كانوا.. وصحيح ليس ثمَّة شرف أعظم من هذا، نتفهم جيدًا أن يغبطنا عليه إخوتنا ويحسدنا عليه الآخرون، لكننا على كل حال، لا نفهم سبب حسد إخوة الدم والعقيدة لنا على نعمة تفضَّل علينا بها المنعم الوهَّاب ؛ بل كان حريًا بهم التعاون معنا ليحظوا بشرف المساهمة في خدمة رسالة بلادنا السَّامية العظيمة، وإن كنَّا بحمد الله وتوفيقه، لسنا في حاجة لأحد، فقد رزقنا خالقنا سبحانه وتعالى بما يمكننا من أداء رسالتنا على أكمل وجه، فكان أضعف الإيمان أن يكفوا أذاهم عنَّا ، فلا يحاسبوا إن لم يؤجروا. وصحيح ما تفضلتم به أخ عبد الله من أن سحر أولئك قد انقلب عليهم، فها هي منظمة التجارة العالمية تفضح أجندات رعاة (قناة الفتنة) (غير الخفية) وأكاذيبها؛ إذ رفضت المزاعم القطرية التي تتعلق بامتلاك قطر حقوق الملكية الفكرية لشبكة (beIN)، وأقرَّت حق السعودية في اتخاذ ما تراه من إجراءات ضرورية لحفظ أمنها واستقرارها ورخاء شعبها ضد تهديدات الإرهاب والتطرف الذي ترعاه قطر، وتبذل مئات مليارات الدولارات للترويج له شرقًا وغربًا بكل وسيلة ممكنة؛ الأمر الذي جعل التَّحدي يستحق منَّا كلنا، لاسيَّما أولئك المعنيين بالشأن الإعلامي، مزيدًا من الجهد للمنافحة عن بلادنا، ولهذا كثيراً ما ألفت اهتمام قبيلة الإعلاميين في مقالاتي التي تشرَّفت بنشرها في مختلف وسائل الإعلام، دفاعًا عن رسالة بلادنا وعن قيادتنا الرشيدة وعن ثرى بلادنا العزيزة الغالية التي ليس مثلها في الدنيا بلاد. وسأظل أنافح بكل ما أوتيت من قوة وجهد متواضع عن استقلالنا واستقرارنا ورخائنا ومبادئنا وقيمنا ومثلنا العليا، باللسان والسنان ما حييت. والحقيقة لا يفوتني هنا أن أوجه الشكر لمنظمة التجارة العالمية على حيادها ونزاهتها في الفصل بيننا وبين رعاة الفتنة في هذه القضية؛ وأزيدها من الشعر بيتًا: فحقوق الملكية الفكرية بدعة وهمية، ابتدعتها أمريكا بضغط من شركاتها الكبرى، تمامًا كخطوط الطول والعرض الوهمية، حسبما أكد الصحفيان الأمريكيان المعروفان: ن. مارك لام و جون قراهام ‏( & John Graham Mark Lam ) في كتابهما ( China Now ). س: الحقيقة الأسئلة كثيرة، لعلنا نستكملها في لقاء قادم، وأختم اليوم بسؤال ذي صلة بالسؤال السابق: كان الإعلام السعودي حاضراً في كل المواقف أثناء الجهد الذي بذلته الدولة رعاها الله، واستجابة المواطنين والمقيمين للتعليمات؛ لكن مع هذا، ما تزال ثمة أصوات ترى أن الإعلام السعودي لم يقم بأداء واجبه كما ينبغي، فما هو تقييم سموكم الكريم لدور المنصات الإعلامية السعودية خلال تلك الجائحة؟ ج: مرة أخرى أشكرك أخي عبد الله على طرح هذا السؤال، الذي يعُّد فعًلا استكمالاً للسؤال السابق.. فلا يخالجني أدنى شك في أن الإعلام السعودي اضطلع بدور مهم أثناء جهد الدولة في محاربة هذا الوباء والحد من آثاره قدر الإمكان، خاصة الإعلام الرَّقمي الذي كان نشطًا على مدار الساعة؛ ولأن المعلومة تنتقل بضغطة زر، كان له نصيب الأسد في نشر المعلومات، مع أن الأمر لم يكن يخلو من انتشار الشائعات المغرضة، التي بثها المرجفون من العملاء ومرتزقة الإعلام في قناة الفتنة وأخواتها. كما كان للإعلام السعودي دور نشط في نقل الرسائل اليومية والتوجهات التي تصدرها الجهات المعنية، خاصة وزارة الصحة التي كانت توافينا يوميًا بتطور الحالات وعددها وخارطة انتشارها. وغني عن القول الدور الذي لعبه الإعلام في نقل الرسائل التي توجهها الدولة والإجراءات التي تتخذها وتوضح أهميتها وتأكيد ضرورة الالتزام بها. هذا كله صحيح.. ولا غبار على دور الإعلام في أداء واجبه هنا. إلا أنني بصراحة، لا أكتمك سرَّاً بشأن ما أجده في نفسي من عتب (محبة) على إعلامنا الخارجي.. وصحيح.. لا أقول إنه قصَّر ، غير أن أداءه كان دون المطلوب منه، مقارنة بما توفره له الدولة رعاها الله من إمكانيات، إذ كنَّا ننتظر منه نشاطًا أكبر في التنويه بهذا الجهد الهائل الذي بذلته الدولة، وما تزال تبذله، لدرجة جعلت منظمة الصحة العالمية تزجي لها الشكر المستحق، وتحث الآخرين من الدول التي تدَّعي لنفسها العظمة أن تحذو حذو السعودية على المستويين الداخلي والخارجي. هذا في ما يتعلق بوجهة نظري المتواضعة باختصار عن دور الإعلام خلال هذه الجائحة. وإن كان لابد لي من كلمة أخيرة خلال هذا اللقاء، فهي أيضًا موجهة للإعلام الخارجي الذي كنت أتمنى أن يكون أكثر فاعلية قبل كورونا وأثناءها وبعدها أيضًا ؛ إذ عليه واجب عظيم في رد الشبهات، وكبت تلك الأصوات النشاز ، والأبواق المأجورة التي تكره لنا الخير . وعليه أرى، بل أتمنى من كل قلبي، أن يتواصل الإعلام الخارجي مع المؤسسات الإعلامية الأكثر تأثيرا في العالم، فيخاطب الناس بكل لغات الدنيا؛ لاسيَّما التفكير في توجيه قناة خاصة باللغة الفارسية لمخاطبة الشعب الإيراني المغلوب على أمره، الذي غيَّبة أنصار (الوالي الغائب) منذ عام 1979، وتمليكه الحقائق وتأكيد نوايانا الطيبة تجاهه كشعب جار ينشد الأمن والسلام للجميع، بعيدًا عن أجندات الثورة الخمينية وهوسها بتصدير أفكارها والاستيلاء على دول المنطقة. أجل، على إعلامنا الخارجي مساعدة الشعب الإيراني في تصحيح تلك المفاهيم المتحجرة العنصرية الطائفية البغيضة، التي غرسها فيه أصحاب العمائم، الذين يريدون توجيهه كالقطيع حسب هواهم، مستقلين شعار الدين. تعالوا نؤكد للإيرانيين أن شعارات (الموت لأمريكا) و (الموت لإسرائيل) هذه للاستهلاك المحلي والسيطرة على العقول فقط، وإلا فليأتوا لنا بدليل لعملية و لو يتمة، نفَّذتها دولة الملالي ضد إسرائيل، نصرة للقضية الفلسطينية أو نصرة للدين كما يزعمون، حتى في هذا الوقت الذي تُقدم فيه إسرائيل على اغتيال عشرات الضباط الإيرانيين وعملاءهم ومرتزقتهم في سوريا يوميًا تقريباً . أما دليل محدثكم على هذا التعاون الوثيق تحت الطاولة بين إيران ودولة اليهود، فهو وجود سفارة إيرانية في تل أبيب.. أي نعم، سفارة إيرانية في تل أبيب، أُسّست في إسرائيل بعيد اغتصاب الخميني السلطة في طهران على طريقة الأنظمة العسكرية الاستبدادية، بغطاء خبيث تحت لافتة مموهة (جمعية الصداقة الإيرانية – الإسرائيلية).. ولعلي استكمل الحديث عن هذا الأمر في لقاء قادم إن شاء الله. ولا يفوتني هنا أيضًا أن أنبه الإعلام الداخلي الذي أجده موغلاً في المحلية، لدعم جهود الإعلام الخارجي في أداء رسالته، فالهدف في النهاية هو خدمة بلادنا. وختامًا: لا يفوتني أن أزجي أصدق آيات الشكر والتقدير لقيادتنا الرشيدة، ولكل الجهات المعنية التي عملت بجد ليل نهار لحمايتنا بإذن الله من أخطار هذه الجائحة، وفي مقدمتهم الجيش الأبيض ورجال الأمن الأشاوس وبقية المنظومة المباركة التي سبقت الإشارة إليها في ثنايا هذا اللقاء؛ كما لا يفوتني أيضًا أن أتقدم بالشكر والتقدير للجميع من مواطنين ومقيمين على التزامهم بتعليمات الجهات المعنية للحد من آثار هذه الجائحة، والتعامل بحذر شديد خاصة في ما يتعلق بالمخالطة، إلى أن يزول الخطر تماماً وتعلن الدولة خلو البلاد من الوباء.. إلى ذلك الحين الذي أتمنى من الله ألا يكون بعيداً ، ليبقى الجميع مطمئناً إلى يقظة الدولة واستعدادها للاضطلاع بواجبها على أكمل وجه كعهدها دائماً ، متى ما استدعت حاجة..مبتهلاً إلى الله العلي القدير أن يحفظ قيادتنا ويوفقها ويسدد خطاها، ويحفظ بلادنا من كل مكروه، ويديم علينا نعمه، ويعيننا على شكره والثناء عليه ليل نهار، فنعمه لا تُعَدُّ ولا تحصى.. فبالشكر تدوم النعم… ثم الشكر لكم من بعد في صحيفة برق الإلكترونية أخي عبد الله، ولجميع العاملين معكم.. وإلى الأمام دوماً ، فالمسؤولية عظيمة، ولم يَعُد الإعلام سلطة رابعة فحسب، إذ وفرَّت له التقنية الرقمية أسناناً حادة كما تعلمون، علينا غرسها حتى النخاع في كل من أراد بقيادتنا الرشيدة أو ببلادنا العزيزة الغالية سوءً ، فنحن ننافح عن أطهر أرض في الدنيا.. وحسبنا بهذا شرفاً.

مشاركة :