زي النهاردة.. إعلان الجمهورية في مصر وتنصيب محمد نجيب أول رئيس

  • 6/18/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

في مثل هذا اليوم 18 يونيو 1953 أعلن قيام الجمهورية في مصر وتنصيب اللواء أركان حرب محمد نجيب رئيسًا لها ليصبح أول رئيس للجمهورية، وتلقى محمد نجيب تعليمه بكتاب وادي مدني عام 1905 حيث حفظ القرآن الكريم وتعلم مبادئ القراءة والكتابة.انتقل والده إلى وادي حلفا عام 1908 فالتحق بالمدرسة الابتدائية هناك ثم انتقل مع والده عام 1917 لضواحي بلدة وادي مدني بمديرية النيل الأزرق وأكمل تعليمة الابتدائي وحصل على الشهادة الابتدائية فيها ثم التحق بكلية الغوردون عام 1913.يقول محمد نجيب في مذكراته: "كنت طالبا في السنة الثانية بالكلية 1914 وجاء المستر سمبسون مدرس اللغة الإنجليزية ليملي علينا قطعة إملاء جاء فيها: أن مصر يحكمها البريطانيون، فلم يعجبني ذلك وتوقفت عن الكتابة ونهضت واقفا وقلت له: لا يا سيدي مصر تحتلها بريطانيا فقط ولكنها مستقلة داخليا وتابعة لتركيا، فثار المدرس الإنجليزي وغضب وأصر على أن أذهب أمامه إلى مكتبه وأمر بجلدي عشر جلدات على ظهري واستسلمت للعقوبة المؤلمة دون أن أتحرك أو أفتح فمي".ذهب إلى مصر حيث حصل على الشهادة الابتدائية المصرية وعاد للخرطوم عام 1916.بعد أن تخرج من الكلية التحق بمعهد الأبحاث الاستوائية لكي يتدرب على الآلة الكاتبة تمهيدا للعمل كمترجم براتب ثلاثة جنيهات شهريا وبعد التخرج لم يقتنع بما حققه وأصر على دخول الكلية الحربية في القاهرة.التحق بالكلية الحربية في مصر في أبريل عام 1917 وتخرج فيها في 23 يناير 1918 ثم سافر إلى السودان في 19 فبراير 1918 والتحق بذات الكتيبة المصرية التي كان يعمل بها والده ليبدأ حياته كضابط في الجيش المصري بالكتيبة 17 مشاة ومع قيام ثورة 1919 أصر على المشاركة فيها على الرغم من مخالفة ذلك لقواعد الجيش فسافر إلى القاهرة وجلس على سلالم بيت الأمة حاملا علم مصر وبجواره مجموعة من الضباط الصغار.انتقل إلى سلاح الفرسان في شندي وفد ألغيت الكتيبة التي يخدم فيها فانتقل إلى فرقة العربة الغربية بالقاهرة عام 1921، وبعد حرب 1948 عاد إلى القاهرة قائدا لمدرسة الضباط العظام وتيقن أن العدو الرئيسي ليس في فلسطين وإنما الفساد الذي ينخر كالسوس في مصر والذي كان يتمثل في الملك وكبار الضباط والحاشية والإقطاع وكان يردد دائما أن المعركة الحقيقة في مصر وليست في فلسطين ولا يتردد أن يقول هذا الكلام أمام من يثق فيهم من الضباط وفي فترة من الفترات كان الصاغ عبد الحكيم عامر أركان حرب للواء محمد نجيب ويبدو أن كلام نجيب عن الفساد في القاهرة قد أثر فيه فذهب إلى صديقه جمال عبد الناصر وقال له كما روي عامر لنجيب بعد ذلك: "لقد عثرت في اللواء محمد نجيب على كنز عظيم".كان جمال عبد الناصر قد شكل تنظيم الضباط الأحرار وأراد أن يقود التنظيم أحد الضباط الكبار لكي يحصل التنظيم على تأييد باقي الضباط وبالفعل عرض عبد الناصر الأمر على محمد نجيب فوافق على الفور.يقول ثروت عكاشة "أحد الضباط الأحرار" في كتابه "مذكراتي بين السياسة والثقافة": "كان اللواء محمد نجيب أحد قادة الجيش المرموقين لأسباب ثلاثة: أولها أخلاقياته الرفيعة، وثانيها ثقافته الواسعة فهو حاصل على ليسانس الحقوق وخريج كلية أركان الحرب ويجيد أكثر من لغة ويلم باللغة العبرية وثالثها شجاعته في حرب فلسطين التي ضرب فيها القدوة لغيره وظفر بإعجاب الضباط كافة في ميدان القتال".وفي ليلة لن ينساها تاريخ مصر والمنطقة، وقع في القاهرة حدث غير تاريخها جذريًا ومازلنا نشهد آثاره إلى اليوم، إنها ليلة 23 يوليو حينما خرج الجيش من ثكناته معلنا غضبه عما يحدث في البلاد.فقد كان قائدها رجل شهد له الكل بالشجاعة وكان محمد نجيب هو سر نجاح الثورة فقد كان برتبة لواء أما باقي الضباط الأحرار فلم يتجاوز أكبرهم سنًا رتبة بكباشي وبفضل نجيب تحولت الحركة إلى ثورة وإذا كان قد قدر لثورة يوليو أن تفشل لكان جزاء محمد نجيب الإعدام رميا بالرصاص طبقا لتقاليد الجيش.بالرغم من خطورة الدور الذي قام به اللواء محمد نجيب في نجاح الثورة إلا أن البعض حاول أن يقلل من دوره وحاولوا أن يصوروا انه لم يكن له علم بالثورة وإنما هو "ركب الموجة" والبعض حاول ادعاء أن الضباط الأحرار استخدموا نجيب مجرد واجهة لإنجاح الثورة.بل وصل الأمر ببعضهم أن يدعي أن محمد نجيب يوم الثورة كان مريضا في منزله وليس في ذهنه شيء عن أية ثورة وربما كان أمله الوحيد في شهر يوليو أن يغادر فراشه إلى عمله في سلاح الفرسان حتى استيقظ على تليفون من الضباط الأحرار يقولون له: تفضل لقد قمنا بثورة واخترناك زعيما لها.قد نتعجب حينما نعلم أن قائل هذا الكلام هو أنور السادات في كتابه "قصة الثورة كاملة" والذي كتبه في عهد عبد الناصر.لاحظ محمد نجيب بعض السلوكيات الخاطئة التي يرتكبها بعض الضباط في حق الثورة وفي حق الشعب الذي وثق بهم فكان أول شيء فعله ضباط القيادة أنهم غيروا سياراتهم الجيب وركبوا سيارات الصالون الفاخرة وترك أحدهم شقته المتواضعة واستولي على قصر من قصور الأمراء حتى يكون قريبا من أحدي الأميرات التي كان قصرها قريبا من القصر الذي استولي عليه وصدمت هذه التصرفات باقي الضباط الأحرار الذين يتصفون بالمثالية فحمل بعضهم هذه الفضائح وواجهوا بها ضباط القيادة لكنهم سمعوهم وقرروا التخلص منهم مثلما حدث مع ضباط المدفعية.كان أول خلاف بينه وبين ضباط القيادة حول محكمة الثورة التي تشكلت لمحاكمة زعماء العهد الملكي ثم حدث خلاف ثاني بعد صدور نشرة باعتقال بعض الزعماء السياسيين وكان من بينهم مصطفى النحاس فرفض اعتقال النحاس باشا لكنه فوجئ بعد توقيع الكشف بإضافة اسم النحاس وأصدرت محكمة الثورة قرارات ضاعفت من كراهية الناس للثورة ومنها مصادرة 322 فدانا من أملاك زينب الوكيل حرم النحاس باشا كما حكمت على أربعة من الصحفيين بالمؤبد وبمصادرة صحفهم بتهمة إفساد الحياة السياسية.انهزم محمد نجيب في معركة مارس 1954 والواقع أنها لم تكن خسارته فقط وإنما كانت خسارة لمسيرة الديمقراطية في وادي النيل، وأصر نجيب على الاستقالة لكن عبد الناصر عارض بشدة استقالة نجيب خشية أن تندلع مظاهرات مثلما حدث في فبراير 1954 ووافق محمد نجيب على الاستمرار انقاذا للبلاد من حرب أهلية ومحاولة إتمام الوحدة مع السودان.يوم 14 نوفمبر 1954 توجه محمد نجيب من بيته في شارع سعيد بحلمية الزيتون إلى مكتبه بقصر عابدين لاحظ عدم أداء ضباط البوليس الحربي التحية العسكرية وعندما نزل من سيارته داخل القصر فوجئ بالصاغ حسين عرفة من البوليس الحربي ومعه ضابطان و١٠ جنود يحملون الرشاشات يحيطون به فصرخ في وجه حسين عرفة طالبًا منه الابتعاد حتى لا يتعرض جنوده للقتال مع جنود الحرس الجمهوري فاستجاب له ضباط وجنود البوليس الحربي.

مشاركة :