ثمّن الفنان الكويتي القدير سعد الفرج، الدور الكبير الذي تلعبه «أبوظبي للإعلام» في تقديم محتوى ثقافي وفني وترفيهي راقٍ، يلبي تطلعات الجمهور في مختلف أنحاء العالم العربي، معبراً عن فخره بتعاونه المثمر مع تلفزيون أبوظبي، منذ بداياته الفنية وحتى الآن، خصوصاً بعد النجاح الكبير الذي حققه مسلسله الأخير «محمد علي رود» الذي عرض على شاشة «أبوظبي» في رمضان الماضي، معتبراً أنه علامة بارزة على طريق الفن الخليجي. ملحمة اجتماعية وعن سعادته الكبيرة بالنجاح الذي حققه العمل، قال سعد الفرج لـ«الاتحاد»: في «محمد علي رود» اجتهدنا جميعاً حتى تظهر هذه الملحمة الرومانسية والاجتماعية، بأفضل صورة، وجاءت ردود الأفعال الإيجابية من قبل المشاهدين، لتكون بمثابة قطف ثمار هذا النجاح، معتبراً أن أكثر ما يميز العمل أنه اهتم بالجانب التراثي الذي بعشقه كثيراً، ممزوجاً بحبكة درامية مختلفة. سعد الفرج تميز في الأعمال الدرامية وأضاف: تقمصت شخصية «عبد الوهاب» بالشكل المطلوب، وأعتقد أنني حققت ذلك، من خلال الإشادات التي تلقيتها على تجسيدي لهذه الشخصية المختلفة، مشيراً إلى أنه كان يتوقع أن يحقق العمل صدى، وينال نسب متابعة كبيرة في رمضان الماضي، ولا سيما أن المسلسل يطرح موضوعات اجتماعية برزت خلال أربعينيات القرن الماضي، في قالب تشويقي يسلط الضوء على قيم الأمانة والوفاء والصداقة، من خلال أحداث دارت بين شواطئ الكويت وطريق محمد علي في وسط مدينة مومباي الهندية، من خلال شخصيتي «شهاب» وزوجته فوزية وبناته الثلاث؛ مريم وموزه ومنيرة، و«عبد الوهاب بن شملان» الذي يهابه معظم التجار الكويتيين، وينظرون له كعراب، فعلى الرغم من تجارته، فإنه يواجه الإفلاس، ولا يعرف بهذا الأمر أحد، وكي لا يخسر مكانته الاجتماعية والمالية، ويبدأ بتهريب الذهب من الهند إلى الكويت، ليصبح أكبر المهربين في المنطقة. قيمة فنية وأشاد الفرج بقصص المسلسلات الدرامية الخليجية والعربية التي عرضت في رمضان الماضي، وقال: يكفي أنه على الرغم من الفيروس القاتل «كورونا»، فإن صناع الدراما لم يتوقفوا عن التصوير، وتنفيذ وعرض المسلسلات التي تعود الجمهور على مشاهدتها في رمضان، وبالفعل، استطاعت الدراما الخليجية أن تحقق التميز، متجاوزة الظروف الصعبة والأزمة التي يعيشها العالم بأسره، لافتاً إلى أنه لاحظ التطور الذي وصلت إليه بعض الأعمال الدرامية في الموسم الرمضاني، ما يبشر بتنفيذ أعمال ذات قيمة فنية عالية في السنوات المقبلة، متمنياً أن تهتم المحطات التلفزيونية بالأعمال الجيدة، وتعطي حقها في البداية من ناحية الإنتاج، وتقديم الدعم الكافي، خصوصاً أن الأعمال الدرامية تحتاج إلى ميزانيات ضخمة، ومن ثم حقها في توقيت العرض، ولا سيما أن التوقيت مسألة مهمة جداً في تحقيق النجاح من عدمه، وقال: «أعتقد أن ما ينقص الدراما في وقتنا الحالي، هو التشجيع والدعم المادي والمعنوي، إذ أثبت صناع الدراما في الخليج أنهم لا يقلون أهمية عن أي ممثل في العالم، سواء على مستوى التلفزيون أو السينما، لذلك فعندما يأتي الدعم الحقيقي، ستظهر القدرات والإبداعات التي تصل إلى تحقيق التميز والتفوق والتفرد». سعد الفرج تقمص دوره بجدارة شكراً «الاتحاد» تربع مسلسل «محمد علي رود» على قائمة أفضل عمل اجتماعي تراجيدي في الاستطلاع الجماهيري الذي أجرته «دنيا الاتحاد» عن أفضل أعمال الدرامية في رمضان الماضي عبر «تويتر» و«إنستجرام»، وعبر الفنان سعد الفرج عن سعادته الكبيرة كون المسلسل هو الأفضل في «الماراثون» الدرامي الماضي، وبآراء واختيارات الجمهور الذي يبقى في النهاية هو الحكم الأخير، وقال: «أشكر «الاتحاد» التي أعتز بها وبكل العاملين فيها، خصوصاً أنها من أهم الصحف الخليجية والعربية، وتقدم محتوى إعلامياً وتثقيفياً مبتكراً وجاداً وذا قيمة». مشاريع سينمائية «بس يا بحر»، «تورا بوا»، «السدرة» أعمال سينمائية قدمها سعد الفرج خلال مسيرته الفنية، وكان آخرها فيلم «شباب شياب»، وحول ما إذا كان هناك مشروعات سينمائية جديدة، قال: «النجاح الذي حققه «شباب شياب» في الإمارات والسعودية والعراق، فتح شهيتي على السينما، للمشاركة في أعمال بمستوى وفكر أعلى»، كاشفاً عن أن هناك مشروعين سينمائيين جديدين يدرسهما، الأول مع المخرج ياسر الياسري، والآخر عمل سينمائي مصري. دراما مشتركة شدد سعد الفرج على ضرورة وجود أعمال درامية مشتركة، لأنها تخلق حالة من التفرد والتميز الفني، وفي الوقت نفسه تسهم في تبادل الثقافات والخبرات، خصوصاً بين جيل المخضرمين والشباب، وقال: «حرصت خلال مسيرتي الفنية، أن أشارك بأعمال متعددة في أغلب دول مجلس التعاون بشكل عام، والإمارات بشكل خاص، فهذا التعاون يثري الساحة الدرامية والسينمائية بأعمال ذات أفكار جديدة، وطاقات إبداعية مختلفة، وتظهر مواهب فنية واعدة». توليفة غنية تعاون سعد الفرج في «محمد علي رود» مع نخبة من نجوم الدراما الخليجية، مثل جاسم النبهان ومحمد المنصور وخالد أمين وزهرة الخرجي وبثينة الرئيسي وهيفاء عادل وحسين مهدي، وعبدالله بهمن وفاطمة الحوسني، معتبراً أن هذه التوليفة الغنية أعطت العمل زخماً فنياً، خصوصاً أنه من الصعب أن يجتمع كل هؤلاء النجوم في عمل واحد، شاكراً الجهة المنتجة للعمل التي نفذته بأعلى مستوى من ناحية الديكورات والمؤثرات والإخراج المحترف الذي تولاه مناف عبدال وفق أحدث التقنيات الإخراجية، ليصبح أضخم إنتاج درامي خليجي هذا العام. صديقتا العمر هنأ الفرج «صديقتي العمر» حياة الفهد وسعاد عبد الله على تميزهما في رمضان خلال هذا العام من خلال مسلسلي «أم هارون» و«جنة هلي»، وقال: «حياة وسعاد من مؤسسات الدراما الخليجية ولهما تاريخ في عالم الفن، ودائماً تقدمان كل ما هو مميز، وتحظيان بإشادات الجماهير من مختلف أنحاء العالم العربي، متمنياً أن يجمعه بهما عمل درامي قريباً، مع نص مختلف ومناسب وحبكة درامية تستوعب تواجدهم في عمل واحد.
مشاركة :