نورة الفايز.. المرأة التي أُشرِعت لها الأبواب

  • 6/19/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

من هي؟ - ايمان الكلاف صنعت المرأة السعودية مكانة متميزة ومرموقة لها في أوساط المجتمع المحلي والدولي وتبوأت مناصب قيادية تجسد نهج المملكة في تمكين المرأة ،ويعد تعين نورة الفايز نموذجا متفردا كون المراة السعودية شريكة في مسيرة التنمية ومربية لأجيال المستقبل، وتعد جزءا لا يتجزأ من رؤية الدولة لاستشراف المستقبل ، فكانت أول سيدة في المملكة العربية السعودية تتولى منصب نائبة وزير، جاء ذلك كنتيجة لإحترام دورها والإنجازات التي قدمتها على مدار مشوارها المهني، الذي قد يتخطى الـ 25 عاما، في مجال التعليم بالسعودية، مبدية دوما رغبتها في أن تقدم الأفضل . هي نورة بنت عبد الله بن مساعد الفايز الناصر من مواليد عام 1954، ولدت ونشات في محافظة شقراء،شمال الرياض ،ولقد كان لنشأتها في أسرة تهتم بالثقافة وتقدر العلم ،الآثر في إهتمامها بالتعليم وتطلعاتها في إحداث التغيير ، فوالدها هو الشيخ عبد الله بن مساعد الفايز الناصري، وهو شاعر ومؤرخ وباحث في علم النسابة له شهرة واسعة في المملكة العربية السعودية. درست نورة الفايز، علم الاجتماع في جامعة الملك سعود، وتزوجت قبل أن تنال شهادة البكالوريوس في آخر سنة دراسية لها، ثم تخرجت عام 1978، ولم يكن زواجها عائقا أمام رغبتها في العمل وقدرتها على الترقي وتولي المناصب، فسافرت لإستكمال الدراسة. ومن جامعة ولاية يوتا في الولايات المتحدة الأمريكية، استطاعت نورة الفايز أن تحصل على درجة الماجيستير في التربية عام 1982، وتخصصت في مجال تقنيات التعليم، وكانت قد بدأت مشوارها المهني بالعمل كمعلمة ثم مراقبة في الفترة من 1975 إلى 1974، وانتقلت بعدها للعمل في وزارة المعارف (وزارة التعليم حاليا) عام 1989، وكانت مشرفة تربوية تعمل على الإشراف على معلمات التربية الخاصة،وظلت في هذا المسار الوظيفي حتى عام 1993. في عام 2001، تولت نورة الفايز منصب المديرة العامة للفرع النسائي بمعهد الإدارة العامة في الرياض في عام 2001، وبسبب خبرتها في مجالات تقنيات التعليم، وحصولها على درجة ماجيستير متخصص في هذا المجال، تم الاستعانة بخبراتها لتعمل كأستاذ معاون في كلية التربية بجامعة الملك سعود، من أجل تدريس مواد تقنيات التعليم، والعمل على نثل علمها إلى الطلاب وزملائها من الأساتذة، وكانت تعمل طوال مسيرتها المهنية هذه على المشاركة في إعداد كثير من البحوث الأكاديمية، والمشاركة في الدراسات إلى جانب استغلال مهاراتها في الترجمة والتاليف من اجل إنتاج محتوى ثري في مجالات الإدارة والتدريب والتربية . وفي عام 2009، دخل اسم نورة الفايز التاريخ في المملكة، بعد أن صدر مرسوم ملكي في فبراير من هذا العام بتعيينها كنائبة لوزير التربية والتعليم، لتكون بذلك أول سيدة سعودية تتولي منصب وزاري، وقالت فور علمها “أنا أعتبر أن هذا التكليف وسام شرف، لي شخصيا وللفتاة السعودية بشكل عام، وأعتقد أن هذا بداية لتطورات وترشيحات قادمة لفتيات آأخريات في مناصب مثل هذا المنصب”. استمرت نورة الفايز في منصبها قرابة الست سنوات، حتى تم إعفاؤها منه في مايو 2015، وكانت قد سعت من خلال توليها شئون تعليم البنات بوزارة التعليم أن تعمل على تطوير وضع الفتيات، وتحسين مستوى التعليم الذي يتلقوه مع إمكانية المساهمة في الزج بهم نحو تولي المناصب أيضا فيما بعد، وقد حازت الدكتورة نورة عبر رحلتها العملية على عدد من الجوائز منها: الجائزة الاولى فى مؤتمر قمة المراة العالمية ال20 لعام 2010، وجائزة المرأة العربية المتميزة فى مجال التعليم عام 2011، لأفضل الممارسات وتوسيع نطاق عمل المرأة وفرص توظيفها ،في اجتماع الدائرة الوزارية المستديرة . كما نالت الترتيب الحادى عشر فى قائمة 100 شخصية مؤثرة التى أعدتها” مجلة تايم الأمريكية” وصنفت من قبل “مجلة آرابيان بيزنس “ ضمن قائمة أقوى 30 إمرأة سعودية فى عام 2014 . كذلك حصلت على جائزة التكريم في مجال الريادة في الإدارة والتدريب من الجمعية الوطنية للمتقاعدين بالرياض في حفل يوم الوفاء الثامن , عام 2014م. وعلى جائزة “سيدتي للإبداع 2015 “، للرائدات في المجال الأكاديمي، عام 2015م كما حصلت على الدكتوراة الفخرية عام 2012 ، من “ جامعة يوتا “ فى الولايات المتحدة الأمريكية ، وذلك نظير المساهمة في دعم المرأة السعودية ودعم الطفولة في وزارة التعليم . وساهمت بالعديد من الأبحاث التربوية والعلمية ،كماألقت العديد من الأبحاث وأوراق العمل فى المؤتمرات المختصة بالتعليم والتدريب وعمل المرأة ، وساهمت فى تنفيذ العديد من البرامج التدريبية وورش العمل التنفيذية للقيادات الإدارية. واتسع نشاطها ليتخطى مجتمعها وذلك بعد أن حصلت على العديد من العضويات للجان خارج المملكة العربية السعودية كعضويتها باللجنة العلمية لإعداد وثيقة المؤتمر العالمي (دور المرأة في العمل التطوعي)، الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية ، الكويت ، يناير 2016م. ،وعضويتها باللجنة التنفيذية للبرنامج العربي لتحسين جودة التعليم بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) , من عام 2012 وحتى عام 2015م. وتؤكد الدكتورة نورة أن “رؤية المملكة 2030” تعد منعطفاً بارزاً في الجهود الرامية لتطوير أوضاع المرأة وضمان تمكينها من المشاركة الفاعلة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والسعي لمعالجة قضاياها في الكثير من المجالات كالتعليم والصحة والرعاية الصحية والاجتماعية والقوى العاملة . وأنه: “يمكن للمرأة السعودية أن تؤدي دوراً رائداً في تحقيق الأهداف التنموية للوطن، من خلال أدوارها المختلفة، سواءً دورها كأم بما تزرعه لدى أبنائها من معتقدات وقيم، أو دورها كداعم للاقتصاد الوطني بما تملكه من أصول مالية كبيرة، أو استثمارات عقارية عالية، بالإضافة إلى دورها كموظفة في القطاع الحكومي أو الخاص، أو القطاع الخيري، أو غيرها من القطاعات، وسواءً كان موقعها في العمل القيادي أو التنفيذي .” وأضافت: “إننا لا نريد للمرأة السعودية أن تكون مجرد رقم في جداول أعداد السكان، بل نريدها قيمة مضافة في المجتمع، وقوة فاعلة، وأن تعمل جنباً إلى جنب في تحقيق رؤية المملكة 2030، والمشاركة الفاعلة في تنفيذ برنامج التحول الوطني 2020.

مشاركة :