كل الوطن، أسامة الفيصل، بيروت دعت حملة اكسر الصّمت وبلّغ حماية إلى كسر حاجز الصمت إزاء ما يتعرض له الأطفال من تحرش جنسي، سيما أن طفلا من أصل سبعة يتعرض للتحرش الجنسي. وهناك سوابق عديدة تمت ملاحقة فاعليها المتحرشين بالأطفال وأدت إلى توقيف الفاعلين، ففي بيروت، وبعد عامين من الأخذ والرد، أوقف والد بتهمة التحرش بإبنه والتسبب له بمشكلة. وأصدر قاضي التحقيق في بيروت قراراً أوقف بموجبه (غ.ف) بتهمة التحرش الجنسي وممارسة العنف على ابنه. وكانت تحوم شكوكا بالوالد بأنه تحرش بإبنه منذ عامين والتسبب له بمشكلة، وهو ما أكده الطبيب (ن.خ) الذي أصدر تقريراً يؤكد هذه الشكوك، إلا أن الوالد (غ.ف) اشتكى واتهم الطبيب بإصدار تقرير مزور. وأجرت منظمة «كفى عنف واستغلال»، دراسة حول التحرش الجنسي بالأطفال، أفادت أن 16.1 في المئة من ألأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ثمانية أعوام و11 عاماً في مختلف مناطق لبنان، قد تعرضوا لنوع واحد على الأقل من أنواع التحرش الجنسي، وأن هذه النسبة لا تشمل إلا الحالات التي تم الإعلان أو الإفصاح عنها، علماً أنه في الغالب، تبقى معظم الحالات طيّ الكتمان لأسباب عدّة، أبرزها أن المعتدي غالباً ما يكون من المقربين من الطفل. وأظهرت الدراسة أن معظم حوادث التحرش الجنسي تحصل في منزل الطفل، من قبل احد أفراد العائلة (الأب أو الأخ) أو الأقارب أو أصدقاء العائلة، مبينةً أنه في غالبية الأحيان يكون المعتدي شخصاً يعرفه الطفل ويثق به، وتعتبره العائلة من الأشخاص الآمنين بالنسبة للعلاقة مع أولادها. وكانت وزارة العدل اللبنانية قد أجرت دراسة في العام 2003 تستند إلى سجلات المحاكم والشكاوى، وكشفت عن الإبلاغ عن ثلاث حالات سوء معاملة أطفال أسبوعياً، وان الاعتداءات الجنسية تشكل 58 في المئة من مجمل الانتهاكات بحق الأطفال. كذلك تبين الإحصاءات أن التعديات على الإناث تمثل 66 في المئة من مجموع الإعتداءات، بينما تقتصر حصة الأطفال الذكور على 34 في المئة. ولعل أبرز ما بينته دراسة وزارة العدل ان إثنين في المئة فقط من المعتدين هنّ من النساء، بينما «يستأثر» الرجال بالحصة الأكبر البالغة 98 في المئة. حماية من التحرش ويوثّق فيديو حماية الأطفال بمدّته القصيرة، (48 ثانية) حالات اعتداءاتٍ كثيرة لأطفالٍ يعيشون بيننا لكنّهم يخشون الحديث. ففي الفيديو يظهر واحدٌ من أصل سبعة أطفالٍ في لبنان يتعرّض لاعتداءٍ جنسيّ. هو رقمٌ معرّضٌ للارتفاع خصوصًا في ظلّ غياب سياساتٍ تحمي الأطفال من هذا العمل الوحشيّ، وفي شبه انعدامٍ لثقافة التّوعية لشريحةٍ كبيرةٍ من أطفال وكبار المجتمع اللبناني. واحدٌ من أصل سبعة ليس بالرّقم العابر، هو رقمٌ مخيفٌ يَشي بالخطر ويتطلّب تحرّكاً سريعاً، كما كتبت إحدى الصحافيات. لماذا الصمت؟! يُغلق الباب بهدوء. أصواتُ خطواته على الأرض تخترق أذنيها الصغيرتين. كلما اقترب الصّوت أكثر كلّما اجتاحها الرّعب أكثر. حفظت جيّداً السيناريو الذي اعتادته: بعد قليل ستقفز جثّة هذا الرّجل الضّخمة على جسدها الضّعيف، العاجز. كلّ ليلةٍ يُطفَأ النورُ في غرفتها. يُطفئه رجلٌ يُفترض به أن يكون قريباً لكنه بات أغرب ما يكون عنها. تنتظر بصمتٍ على سريرها مجيء الوحش، وتستلم لمصيرها. لن تقدرَ على البوح، فهي لا تفهم ما يجري. يظنّ الطّفل أنّ من حقّ الكبار أن يشبعوا به شهواتهم التي يجهلها. يتعالى عن أوجاعه وآلامه ويتناسى بكاءه الليليّ ظنًّا منه أنّ الآخرين لن يصدّقوه أو سيلقون باللّوم عليه. اكسر الصّمت اختارت حماية شعار اكسر الصّمت ليكون عنواناً لهذا الفيديو التوجيهي، في دعوةٍ منها إلى كسر الصمت والحديث عن أيّ اعتداءٍ جنسيٍّ قد يعرف به أي مقرّبٍ من أيّ طفل. بمدّته القصيرة، (48 ثانية) يوثّق الفيديو حالات اعتداءاتٍ كثيرة لأطفالٍ يعيشون بيننا لكنّهم يخشون الحديث. لأطفالٍ لا يُدركون أنّ من حقّهم أن يعيشوا طفولةً آمنةً بعيداً عن أيّ اعتداءٍ جنسيٍّ أو جسديّ، لفظيٍّ أو نفسيّ. لأطفال باتت مقلقةً جدًّا حالة العنف والرّعب التي يعيشونها، من أطفالٍ يجوبون الشوارع بحثاً عن قوت يومهم، إلى آخرين يٌرمون في الطّرقات لأن أهاليهم غير قادرين على دفع إيجار المنزل، إلى أطفالٍ أودِعوا دور الرعاية البديلة ليستقبلوا الحنان لكنهم فوجئوا بتلقي الصفعات، إلى أطفالٍ يُتاجر بهم من دون رادعٍ أخلاقيٍّ أو قانوني، وصولاً إلى أطفالٍ يتعرّضون للضرب والتعذيب والتحرش الجنسي من قبل أقرب الناس إليهم. لأجل هؤلاء الذين يتعرّضون لأي نوعٍ من أنواع الاعتداءات إذا بتعرف بلّغ حماية.
مشاركة :