بغداد : «الخليج» - وكالات طلبت بغداد، أمس الخميس، من أنقرة سحب قواتها من الأراضي العراقية و«الكف عن الأفعال الاستفزازية»، غداة إطلاق تركيا هجوماً برياً بشمال العراق بذريعة محاربة حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه أنقرة «إرهابياً»، في وقت واصلت القوات التركية عدوانها في الشمال العراقي، وأكد مسؤول تركي أن أنقرة تخطط لمزيد من القواعد العسكرية داخل الأراضي العراقية بذريعة ضمان أمن الحدود. وأشارت وزارة الخارجية العراقية في بيانها إلى أنها استدعت السفير التركي في بغداد فاتح يلدز مجدداً إلى مقرها وسلمته «مذكرة احتجاج شديدة اللهجة تدعو إلى الكف عن مثل هذه الأعمال الاستفزازية». وشددت الوزارة على أن تركيا «يجب أن توقف قصفها وتسحب قواتها المهاجمة من الأراضي العراقية»، مؤكدة «رفضنا القاطع لهذه الانتهاكات». وشددت الوزارة «على ضرورة التزام الجانب التركيّ بإيقاف القصف، وسحب قواته المُعتدِية من الأراضي العراقيّة التي توغّلت فيها، ومن أماكن تواجدها في معسكر بعشيقة وغيرها»، لافتة إلى أن «الحُكومة العراقيّة تؤكد أنّ تركيا كانت السبب في زيادة اختلال الأمن بالمنطقة الحدوديّة المشتركة؛ إذ تسبّبت مبادرة السلام التي اعتمدتها مع حزب العمال الكردستانيّ عام ٢٠١٣ بتوطين الكثير من عناصر هذا الحزب التركيّ داخل الأراضي العراقيّة من دون موافقة أو التشاور مع العراق؛ ممّا دعانا إلى الاحتجاج حينها لدى مجلس الأمن». وهذه المرة الثانية التي تستدعي فيها بغداد يلدز خلال أسبوع، بعدما احتج العراق أولاً ضد القصف التركي في شمال البلاد. وذكر بيان لوزارة الدفاع التركية أن طائرات إف-16 وطائرات مسيرة ومدافع هاوتزر أصابت ودمرت أكثر من 500 هدف لحزب العمال الكردستاني في 36 ساعة. وقال مسؤول تركي طلب عدم نشر اسمه ل«رويترز» إن أنقرة بدأت العمليات بعد محادثات مع السلطات العراقية من أجل إبعاد المقاتلين عن حدودها واستهداف قوات حزب العمال الكردستاني وقدراتهم اللوجستية. وأضاف «الخطة هي إقامة قواعد مؤقتة في المنطقة لمنع استخدام المناطق المطهرة للغرض نفسه مرة أخرى. هناك بالفعل أكثر من عشر قواعد مؤقتة هناك. وستقام قواعد جديدة». ومن جهته، قال مصدر أمني عراقي، إن العملية التركية لا يمكن اعتبارها توغلاً داخل الأراضي العراقية، كون الجيش التركي موجوداً فعلاً داخل الإقليم بعمق يصل إلى 40 كيلومتراً، مشيراً إلى أن «القوات التركية أقامت عشرات الثكنات والمواقع العسكرية الصغيرة داخل 30 قرية حدودية عراقية، لافتاً إلى أن «جملة من المؤشرات في عمليات وتحركات الجيش التركي الأخيرة تشير إلى احتمال تنفيذه هجوماً برياً واسعاً لاستهداف نواة حزب العمال الكردستاني الرئيسية، وهي سلسلة جبال قنديل، على امتداد يصل لأكثر من 70 كيلومتراً من المناطق الجبلية الوعرة».
مشاركة :