في خطوة جديدة، بدأت إسرائيل تركيب المئات من أجهزة تنظيم ضربات القلب المنقذة للحياة (مزيل الرجفان الخارجي الآلي) في الشوارع العامة التي عادة ما تكون مزدحمة بالمارة. وعملت منظمة نجمة داوود الحمراء الإسرائيلية الطبية على تركيب تلك الأجهزة في الأكشاك الخاصة بالهواتف العمومية واليانصيب، بالتعاون مع البلديات ومنظمات صحية، وذلك لمساعدة المرضى على النجاة بحياتهم في حال تعرضوا لسكتة قلبية. وترى منظمة نجمة داوود الحمراء أن توفير مثل هذه الأجهزة التي تعمل على تنظيم ضربات القلب من شأنها أن تشكل فارقا كبيرا لانقاذ حياة شخص يصارع الموت، من خلال توفير بعض الوقت لحين وصول فرق الإنقاذ. وصممت تلك الأجهزة للاستخدام العام، حتى وإن كان الأفراد غير مدربين ومجرد مارة في الشوارع، من خلال الضغط على زر التشغيل بالجهاز الذي سيقوم بدوره في عمل صدمة كهربائية من شأنها تثبيت إيقاع ضربات قلب المريض. ويقول المتحدث باسم نجمة داوود الحمراء يوناتان ياغودوفسكي لوكالة أنباء ((شينخوا)) "قمنا بتعريف المرضى المحتاجين لمثل هذه الأجهزة حول أماكن تواجدها، حيث أنه ما إن يتم تشغيل الجهاز تصدر اشارات لمراكز الإرسال التابعة للمنظمة". ويضيف ياغودوفسكي "بمجرد أن يُعاني الناس من أزمة قلبية حادة، فإنهم ينهارون ويدخلون في حالة من الإغماء، لذلك تم برمجة الأجهزة لتحديد ما إذا كان المريض المتصل بالجهاز يعاني من سكتة قلبية تتطلب تدخل المختصين". وأوضح أن "بضع دقائق فقط تحدد ما إذا كانت هناك نتيجة إيجابية حيث يكون بالإمكان إنقاذ حياة المريض المصاب بنوبة قلبية من عدمه"، مؤكدا أن الجهاز آمن جدا للاستخدام. وبحسب ياغودوفسكي، تعتبر إسرائيل من أوائل الدول التي نفذت هذه المبادرة وقامت بنشر أجهزة تنظيم ضربات القلب في شوارع المدن بالإضافة إلى الأماكن التي تشهد اكتظاظا مثل مراكز التسوق ودور السينما والمسارح والفنادق والمطارات ومحطات القطارات والحافلات والمباني العامة. وأعلنت نجمة داوود الحمراء يوم الأحد الماضي عن تعاون جديد مع اليانصيب الوطني الإسرائيلي (مفعال هبايس) لوضع 600 جهاز لتنظيم ضربات القلب في أكشاك اليانصيب في الأماكن التي تشهد ازدحاما سكانيا، وبتمويل من مفعال هبايس. وتنتشر أكشاك اليانصيب في جميع أنحاء الشوارع الحيوية والرئيسية في إسرائيل، مما يجعلها أماكن ملائمة لتثبيت أجهزة تنظيم ضربات القلب، الأمر الذي يوفر للجمهور الوصول المستمر إلى الأجهزة. وصرح رئيس اليانصيب الوطني الإسرائيلي أفيغدور يتسحاكي بأن الغرض من المشروع هو تمكين الرعاية الأولية الفورية في المناطق الحضرية، مشيرا إلى أن السكتة القلبية هي من أكثر أسباب الوفاة شيوعا في إسرائيل وحول العالم. وتم الإعلان يوم الأربعاء الماضي عن تعاون آخر بين نجمة داوود الحمراء وعملاق الاتصالات الإسرائيلي (بيزك)، الذي تنتشر أكشاك هواتفه في جميع أنحاء إسرائيل لتحويل الآلاف من أكشاك الهواتف العامة إلى محطات لأجهزة الصدمات الكهربائية. ويبدو هذا التعاون مربحا لكل من نجمة داوود الحمراء وأيضا شركة بيزك، حيث تبحث الأولى عن أماكن لوضع أجهزتها فيها، في حين تريد بيزك التخلص من أكشاك الهواتف القديمة التي تتطلب الصيانة. وقال نائب رئيس الاتصالات في بيزك غيا هداس، ان أكشاك الهواتف العامة جزء من التاريخ الإسرائيلي، واعتاد الناس على استخدامها لعقود حتى اختراع الهواتف المحمولة. وأضاف هداس لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن هناك حوالي 9500 كشك تليفون غير مستخدمة في جميع أنحاء البلاد تقريبا، وتابع "توصلنا إلى هذا الحل الفريد، ولا نعلم ان كان هناك أي دولة قامت بفكرة مماثلة حول العالم". وكانت أكشاك الهواتف القديمة المنتشرة في جميع أنحاء إسرائيل إلزامية بموجب قوانين وأنظمة الدولة الإسرائيلية، وفي الوقت الحاضر تشغل هذه الأكشاك حيزا كبيرا من الشوارع التي أصبحت مكتظة بالمزيد من الدراجات الهوائية والنارية، دون أن يكون هناك فائدة منها. وقال ياغودوفسكي إنه أصبح من الممكن زيادة توزيع أجهزة تنظيم ضربات القلب بصورة أكبر بسبب تخفيض تكلفتها، حيث تم تخفيض التكلفة أكثر من سبع مرات منذ أن وضعت نجمة داوود الحمراء الأجهزة في سيارات الإسعاف الخاصة بها في أوائل الثمانينيات. علاوة على ذلك، تمكن التكنولوجيا الذكية نجمة داوود الحمراء من التحقق من حالة كل جهاز عن بعد، للتأكد من أنها تعمل بشكل صحيح وفحص مستوى شحن البطاريات لتشغيل الإجراءات المنقذة للحياة.
مشاركة :