بدأ مجلس حقوق الإنسان بعد ظهر يوم الأربعاء مناقشة عاجلة حول انتهاكات حقوق الإنسان الحالية المستوحاة من العنصرية، والعنصرية الممنهجة، ووحشية الشرطة، واستخدام العنف ضد الاحتجاجات السلمية، في متابعة لمقتل جورج فلويد في الولايات المتحدة. وقالت إليزابيث تيشي-فيسلبرغر، رئيسة مجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة، في تصريحاتها الافتتاحية، إن النقاش عُقد بناء على طلب بوركينا فاسو نيابة عن المجموعة الأفريقية. وانحنت السيدة لجميع الضحايا وطلبت من الحاضرين الوقوف دقيقة صمت قبل بدء النقاش. وفي 25 مايو، قُتل فلويد، وهو أمريكي من أصل أفريقي يبلغ من العمر 46 عاما، على يد الشرطة في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا الأمريكية بعد بلاغ عن استخدامه ورقة نقدية مزورة. من جانبها، أشارت أمينة محمد نائبة الأمين العام للأمم المتحدة، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، إلى أن هذا الحدث هو "نقاش تاريخي"، في ضوء ما يواجهه المنحدرون من أصل أفريقي من الفقر والعنصرية الهيكلية. وقالت: "أنا أيضا، مثل مارتن لوثر كينغ جونيور، أحلم بأن تترعرع حفيدتي مايا في عالم لا يحكم عليها من خلال لون بشرتها ولكن من خلال قوة شخصيتها". وأكدت ميشال باشليت، المفوضة السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، أن موجة الاحتجاجات منذ مقتل جورج فلويد كانت عالمية بحق، داعية المجلس إلى تكثيف تركيزه على العنصرية والتمييز العنصري. وقالت المفوضة السامية إن مقتل جورج فلويد أصبح رمزا للاستخدام المفرط للقوة غير المتناسبة من قبل قوات إنفاذ القانون ضد المنحدرين من أصل أفريقي، مؤكدة على الحاجة لاتخاذ إجراءات حاسمة ليس فقط لإصلاح وكالات إنفاذ القانون، ولكن أيضا لمعالجة مشاكل العنصرية المتفشية. وقالت إي. تينداي أتشيوم، مقررة الأمم المتحدة الخاصة بشأن العنصرية، عبر رسالة بالفيديو، إن العالم يشهد أكبر تعبئة عبر الأوطان ضد العنصرية الممنهجة لإنفاذ القانون بعد الصور المفزعة التي تداولت لمقتل جورج فلويد على يد الشرطة. ونيابة عن مجموعة خبراء الأمم المتحدة الآخرين، حثت أتشيوم أيضا هيئة حقوق الإنسان للأمم المتحدة على إنشاء لجنة تحقيق دولية تتمتع بالسلطة اللازمة للتحقيق في العنصرية الممنهجة لسلطات إنفاذ القانون في الولايات المتحدة. وقال فيلونيس فلويد، شقيق جورج فلويد، في رسالة بالفيديو، إن ضباط الشرطة المتورطين في قتل شقيقه لم يتم فصلهم إلا بعد احتجاجات واسعة ضربت أنحاء العالم. وطالب بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة للتحقيق في قتل الشرطة للسود في أمريكا واستخدام العنف ضد المتظاهرين السلميين. وفي المناقشة التي تلت ذلك، تقدم المتحدثون بالشكر للمجموعة الأفريقية على إدراج هذا الموضوع المهم على جدول الأعمال وأدانوا بشدة قتل جورج فلويد وجميع أشكال العنصرية وكراهية الأجانب والتمييز. كما أعرب العديد من المتحدثين عن قلقهم إزاء الاستغلال المتزايد لوسائل الإعلام في نشر العنصرية وكراهية الأجانب والتمييز العنصري، داعين إلى تعزيز التعليم والتفاهم المتبادل بين المجتمعات. وبالنظر إلى كثرة عدد المتحدثين، ستستأنف المناقشة العاجلة صباح يوم الخميس ومن المتوقع أن يتم اتخاذ قرار في نهاية المناقشة.
مشاركة :