يمكن أن تسهل رؤى جديدة حول الخصائص السريرية والوبائية للمرضى الأطفال المصابين بـ"كوفيد-19"، التشخيص والتدخل المبكر في أولئك المشتبه بإصابتهم. ووفقا لدراسة نشرت في 16 يونيو، في مجلة PLOS Medicine من قبل شيوي تشو وزملائه، من مستشفى تابع لجامعة شيان جياوتونغ الصينية. وانتشرت عدوى المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة 2 (SARS-CoV-2) بسرعة شديدة في جميع أنحاء العالم. ويعد التشخيص والتدخل المبكران ضروريين للسيطرة الفعالة على الوباء لدى كل من البالغين والأطفال. ولكن لا يُعرف إلا القليل نسبيا عن الخصائص السريرية والوبائية للمرضى الأطفال. وتناول تشو وزملاؤه هذه الفجوة في المعرفة لتقديم نظرة ثاقبة على التشخيص والتقييم المبكر لـ"كوفيد-19" لدى الأطفال. وقام الباحثون بجمع وتحليل البيانات السريرية لـ 34 مريضا من الأطفال المصابين بـ"كوفيد-19" في أربعة مستشفيات في الصين من 27 يناير إلى 23 فبراير. وانقسم الأطفال بين مصابين بشكل خفيف من المرض (18%) أو شكل معتدل منه (82٪)، وكانت الأعراض الأولية الأكثر شيوعا هي الحمى بنسبة 76% والسعال بنسبة 62%، والتي تعافت في غضون ثلاثة أو أربعة أيام بعد العلاج. وعلى عكس الملاحظات في المرضى البالغين، أظهرت حالات الأطفال نسبة أعلى من الحمى والقيء بنسبة 12% والإسهال بنسبة 12% أيضا عند دخول المستشفى. وكشفت عمليات التصوير المقطعي المحوسب للصدر (CT) عن ظلال رقعية عالية الكثافة ذات نمط هجوم متأخر في آفات الفصوص الرئوية لدى 28 مريضا (82%). وعلى النقيض من ذلك، أظهر 3% فقط من الأطفال ميزات تسمى عتامة الزجاج الأرضي (GGO)، وهي سحابة ضبابية فوق الرئتين تشير إلى مجموعة متنوعة من المشكلات، ويمكن أن تعني أن الرئتين تمتلئان جزئيا بمواد ملتهبة. وهذه العتامة تبدو ضبابية لا تحجب الهياكل القصبية أو الأوعية الرئوية الأساسية، مثل ما تُرى عادة عند البالغين المصابين بـ"كوفيد-19". ووفقا لمؤلفي الدراسة، فإن النتائج تقدم رؤية قيّمة للتشخيص المبكر والتحكم الوبائي لـ"كوفيد-19" لدى الأطفال.
مشاركة :