بغداد- د. حميد عبدالله:أعلن في بغداد وفاة ضابط برتبة كبيرة في أحد أقفاص الأسر الإيرانية. وحسب مصادر عسكرية عراقية فإن اللواء الركن خميس مخيلف العلواني توفي في السجون الإيرانية بعد أن أمضى ما يقرب من ثلاثة عقود محتجزا في إيران إذ وقع في الأسر بتاريخ 24 مايو 1982.ونشر أحد أصدقاء الجنرال الأسير منشورا قال فيه إن فارسا عراقيا ترجل عن صهوة جواده، مبينا أن اللواء العلواني أمضى 38 عاما في معسكر المعاقبين في دولة «الشر والعدوان» في إشارة إلى إيران.وقال سعد هاشم العبودي صديق الجنرال الفقيد إن هذا الضابط الشجاع دافع عن وطنه ببسالة وصبر وثبات حتى انطفأت حياته في أقفاص الأسر الذي عانى فيه أقسى الظروف وأبشعها.ووصف وزير التعليم العراقي الأسبق طاهر البكاء خبر وفاة العلواني بأنه خبر بمستوى الفاجعة.وأثار خبر وفاة الضابط العراقي الكبير تساؤلات كثيرة في الأوساط الاجتماعية في العراق عن حقيقة وجود أسرى محتجزين في إيران، وعن الأسباب والمسوغات لإبقائهم طوال هذه السنوات من غير أن تحرك الحكومات العراقية ساكنا بشأنهم.وبحسب مضامين خبر وفاة الضابط العراقي فإن هناك مجاميع من الأسرى أطلقت عليهم إيران المعاقبين وهم الذين صنفتهم السلطات الإيرانية بـ«البعثيين» الموالين لنظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.وقال الأسير السابق الإعلامي والكاتب محمد السيد محسن تعقيبا على خبر وفاة الضابط الأسير إن هناك الكثير من الأسرى من الذين تم تغييبهم ولم تسلم حتى جثامينهم لذويهم، وأن الحكومات العراقية بعد الاحتلال لم تهتم بفتح هذا الملف أو التعاطي معه.وبين السيد محسن أن هناك 1117 أسيرا عراقيا مازالوا محتجزين في إيران في معسكر يسمى سنكبست وهم موجودون هناك لأسباب غير معروفة.وتشير المصادر أيضا إلى أن جميع من بقي في السجون الإيرانية من أسرى هم من المعاقبين الذين تعتقد السلطات الإيرانية أن الإفراج عنهم ربما يشكل خطرا على الأحزاب الموالية لإيران في العراق.
مشاركة :