بكين - الوكالات: أكدت الصين امس أن تجدد انتشار عدوى كوفيد-19, خاصة في بكين، صار «تحت السيطرة»، مستبعدة خطر موجة ثانية للفيروس الذي تجاوزت حصيلته 450 ألف وفاة في العالم، وهو عدد تضاعف خلال شهر ونصف الشهر. وقالت منظمة الصحة العالمية امس إنها تأمل «بشكل متفائل جدا» أن تكون مئات ملايين جرعات اللقاح متوافرة بحلول نهاية العام، وملياري جرعة في 2021. لكن اللقاح الذي تختبر أكثر من 200 صيغة منه حول العالم لا يزال بصدد التطوير. وقالت المديرة العلمية للمنظمة سوميا سواميناثان «إذا كنا محظوظين، سيوجد لقاح أو لقاحان مرشحان قبل نهاية هذا العام». وتضرّر الاقتصاد أيضا جراء الجائحة. وفي الولايات المتحدة، ارتفع عدد الطلبات الجديدة للاستفادة من مخصصات البطالة إلى مليون ونصف الأسبوع الماضي، وفق أرقام نشرت امس، وهو رقم تجاوز توقعات المحللين. في أوروبا التي تشهد عودة تدريجية للوضع العادي من الناحية الصحيّة تتطلب معالجة التداعيات الاقتصادية خططا مساعدة مكثّفة. وأعلن بنك إنكلترا امس تخصيص مبلغ 100 مليار جنيه إسترليني إضافي لتعزيز برنامجه لشراء أسهم لمواجهة سياق اقتصادي «غامض بشكل استثنائي».أما الاتحاد الأوروبي فيتحتّم عليه «التعامل بسرعة وبشكل حاسم» عبر الموافقة قبل نهاية يوليو على خطة التعافي التي تبلغ قيمتها 750 مليار يورو، وفق ما قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل. من جهتها، قدمت إسبانيا خطة بقيمة 4.2 مليارات يورو لإنعاش قطاع السياحة الحيوي لاقتصادها. وفي بكين، اصطفّ الآلاف امس لإجراء فحوص، في حين أعلنت وزارة الصحة الصينية تسجيل 21 إصابة إضافية خلال آخر 24 ساعة في المدينة التي يقطنها 21 مليون ساكن، ما يرفع عدد الإصابات الجديدة المسجلة منذ الأسبوع الماضي إلى 158. وعادت الحياة إلى نسقها شبه الطبيعي عقب نحو شهرين دون إصابات جديدة. لكن ظهور بؤرة وبائية جديدة في المدينة قبل بضعة أيام أثار خشية من موجة عدوى ثانية. لتجنب ذلك، أطلقت السلطات المحلية حملة واسعة لفحص السكان وتعقيم المطاعم. لكن، أكد كبير خبراء الأوبئة في مركز السيطرة على الأمراض ومكافحتها وو زونيو أن الوباء «تحت السيطرة» في العاصمة. ويشتبه أن سوق شينفادي، موقع التزود الأساسي بالغلال والخضراوات في بكين، هو مصدر الإصابات الجديدة. وفرض حجر على 30 من بين آلاف أحياء بكين، وأغلقت جميع المؤسسات التعليمية حتى إشعار آخر. واصطفّ الآلاف لإجراء فحوص امس أمام ملعب العمال شرق المدينة الذي يحتضن عادة مباريات فريق كرة القدم المحلي، وفق ما عاينت وكالة فرانس برس. ودعت البلدية السكان إلى تجنب التنقلات «غير الضرورية»، وقلّصت عدد الرحلات الجوية بشكل كبير. منع المقيمون في مناطق مصنّفة «في خطر متوسط إلى عال» من مغادرة المدينة. ويختلف الوضع تماما في جنوب آسيا حيث يوجد تهديد بارتفاع عدد الوفيات رغم تأخر وصول الوباء. وقدّر حاكم كابول وجود مليون مصاب في العاصمة فقط، ما جعله يحذّر من حصول «كارثة»، مشيرًا إلى «تقارير حول ارتفاع في عدد الوفيات المشتبه فيها وقيام أشخاص بدفن جثث ليلا». ويبدو أن الأسوأ قادم في هذا البلد الذي تمزقه الحرب، رغم أن الاحصائيات الرسمية تشير فقط إلى 27 ألف إصابة بينها 500 وفاة. سجلت باكستان المجاورة أرقاما مطمئنة أيضا، لكن ارتفعت الأرقام في الأسابيع الأخيرة على غرار دول أخرى في المنطقة. اما في الهند التي يقطنها 1.3 مليار ساكن، فقد بلغ عدد الإصابات نحو 370 ألفا بينها 12 ألف وفاة أعلن عن ألفين منها الأربعاء. وفق اختصاصية الأوبئة في جامعة كورتين الأسترالية أرشي كليمنس، فإن «جنوب آسيا في مستوى سابق على منحنى» الوباء مقارنة بأمريكا اللاتينية، وتوجد خشية من ارتفاع «مطرد» في عدد الإصابات والوفيات. في أمريكا اللاتينية، تمثل البرازيل النموذج الأكثر ترويعا: ثاني أكثر دول العالم تضررا بعد الولايات المتحدة بتسجيلها 46510 وفيات، وفق أحدث المعطيات التي يرجح أن تكون أقل من الواقع بكثير. وسجلت البرازيل 183.686 إصابة جديدة خلال أسبوع واحد، بين 11 و17 يونيو، قبل الولايات المتحدة (158.836) والهند (77482) وتشيلي (72132) وروسيا (59644). ويسود في روسيا أيضا وضع ضبابي، إذ سجلت في الإجمال أكثر من 560 ألف إصابة بينها أقل من 7700 وفاة، وأعلن ما لا يقل عن 16 مدينة عدم تنظيم العروض العسكرية التي يرغب الرئيس فلاديمير بوتين في إقامتها في 24 حزيران/يونيو، كما أعلن جهاز الرقابة الصحية وفاة نحو 500 عامل صحيّ جراء فيروس كورونا المستجد. من جهتها، تبقى الولايات المتحدة أكثر دول العالم تضررا من وباء كوفيد-19, بتسجيلها أكثر من 117 ألف وفاة و2.1 مليون إصابة.
مشاركة :